لم تشفع لهم شهرتهم.. نجوم عالميون عانوا من العنصرية
اندلعت مظاهرات غاضبة ضد العنصرية في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي، واتخذ المتظاهرون شعار “حياة السود مهمة”، ليتجدد الحديث حول قرون من الزمن عانى فيها السود من الاضطهاد، والعنصرية، وبعضها موثق كونه طال مشاهير عالميين لم تشفع لهم شهرتهم.
“ماريو بالوتيلي”، لاعب إيطالي من أصل غاني، لعب لأندية كبيرة عديدة في أنحاء أوروبا، لكنه دائمًا ما كان يتعرض لهتافات عنصرية، كان آخرها في مباراة بين فريقه بريشيا وفريق فيرونا.
حين صاحت الجماهير بهتافات عنصرية ضد بالوتيلي، وأخذوا ينادونه بأصوات القرود، حتى أن المباراة توقفت لدقائق، بعد أن ركل بالوتيلي الكرة تجاه المدرجات، وهدد بمغادرة الملعب.
وجاءت الصدمة الأكبر من مدير ناديه، عندما قال في مؤتمر صحافي: “إن بالوتيلي أسود، لكنه يعمل لتحسين نفسه، ليبيّض نفسه”.
طالت الهتافات ذاتها كثير من لاعبي كرة القدم الآخرين، مثل: روميللو لوكاكاو، وفرانك كيسي، وخاليدو كوليبالي، وجميعهم من أصول أفريقية.
كان عام 1936 مميزًا بالنسبة للرياضي الأمريكي الأفريقي جيسي أوينز ، إذ حاز على 4ميداليات ذهبية في الألعاب الأوليمبية ،واستضاف الرئيس الأمريكي حينها فرانكلين روزفلت لاعبي الأوليمبيات جميعًا لتهنئتهم، لكنه لم يوجه الدعوة أبدًا للبطل الأسود.
المغني الأمريكي “جون ليجند”، الحاصل على جائزة جرامي، تعرض لموقف عنصري بغيض مع زوجته عارضة الأزياء ذات الأصول التايلاندية، كريسي تيجن، عندما سألهما أحد المصورين إذا كانا ينحدران من سلالة القرود، فما كان منهما إلا أن نظرا إلى بعضهما باستغراب، وقد أصابهما الشك في أسماعهما.
“هاتي ماكدانيال” هي أول ممثلة من أصول أفريقية تنال جائزة الأوسكار، وذلك عن دور مامي في فيلم ذهب مع الريح، والذي أثار حذفه من على شبكة “إتش بي أو” مؤخرًا، الكثير من الجدل، وكان حُذف حينها بدعوى ترسيخه للعبودية.
أما ماكدانيال نفسها، فقد تعرضت في الحقيقة لمواقف عنصرية شتى، إذ لعبت دور الخادمة 74 مرة، ومنها دورها في فيلم ذهب مع الريح، وهي إحدى خطايا هوليوود في تنميط دور السود في السينما. وكانت ماكدنيال نفسها اعتذرت في عام 1947 عن استغلالها لتأدية أدوار خادمة هوليوود، وترسيخ هذه الصورة في الأذهان.
الممثل الإنجليزي، “إدريس إلبا” كان قد أعرب عن إحباطه بشأن التعليقات العنصرية التي وردت على أثر ترشيحه لبطولة دور جيمس بوند، بدلًا عن دانيال كريج، وجيمس بوند هو أحد أحلام إدريس، حتى أنه كتب في إحدى تغريداته “إدريس.. اسمي إدريس ألبا” على غرار الجملة الشهيرة “بوند.. اسمي جيمس بوند”.
الممثلة الإنجليزية جميلة الجميل التي لعبت دور تهاني في مسلسل ” THE GOOD PLACE” ،الذي عرض على شاشة نتفلكس، ويدور في إطار فانتازي، حول الحياة بعد الموت، كانت سمراء البشرة.
ولم يكن سهلًا أن تظهر على الشاشات ممثلة من أصول هندية باكستانية، سمراء البشرة، ذات لكنة إنجليزية مختلفة قليلًا.
لم تعان جميلة من العنصرية في صغرها فقط، لكنها عانت من التعليقات الجارحة حتى بعد شهرتها، في الشوارع، والكثير من الرسائل الإلكترونية العنصرية السخيفة، والتي تصلها بشكل يومي على حد قولها.
تذكر جميلة أنها في عام 2018، أثناء إجراء مقابلة مع الصحافي كريشنان جورو، تلقت رسالة تقول: “إن هذه الغرفة لا بد وأن تكون كريهة الرائحة، بسبب هؤلاء الباكستانيين”.
وتحكي عارضة الأزياء البريطانية ذات الأصول الأفريقية، ناعومي كامبل، في سيرتها الذاتية أنها تعرضت للعنصرية في بداية حياتها، ومن بعض المواقف أنها مُنعت عن حضور عروض بعينها بسبب عِرقها.
وقالت إن عدم قدرتها على حضور بعض الاختبارات والعروض لم يدمرها، لكنها فهمت ماذا يعني أن أكون سوداء البشرة: أن عليّ بذل جهد مضاعف.