“العملاق اللطيف” الذي أشعل المدن الأمريكية احتجاجاً.. من هو جورج فلويد ؟
تستمر الاحتجاجات ومظاهر العنف والاشتباكات بين الشرطة والمواطنين في عدة دول أمريكية، على رأسها العاصمة واشنطن، على خلفية حادثة مقتل “جورج فلويد” تحت قدم أحد رجال الشرطة في “مينابوليس”، رغم استغاثة الضحية أنه لا يستطيع التنفس.
المواطن ذو الأصول الإفريقية “جورج فلويد” كان معروفاً لدى أصدقائه باسم “بيغ فلويد”، كما كان يعرف أيضا باسم “العملاق اللطيف” الذي كان يحاول تغيير حياته.
ونقلت وكالات إعلامية عن أصدقاء وأقارب “فلويد” الذي توفي عن عمر ناهز 46 عاماً، أنه ولد في ولاية كارولينا الشمالية، وعاش شبابه في مدينة هيوستن بولاية تكساس، لكنه بعد إطلاق سراحه من السجن انتقل إلى مينيابوليس قبل عدة سنوات للعثور على عمل.
وكان فلويد معروفا لدى أصدقائه باسم “بيغ فلويد” أو “فلويد الكبير”، وكان أباً لابنة تبلغ من العمر 6 سنوات، تعيش في مدينة هيوستن مع والدتها “روكسي واشنطن”.
وتحدثت الزوجة لصحيفة “هيوستن كرونيكل” قائلة إن جورج “كان أباً جيداً عندما كانا يعيشان سويا ويربيان ابنتهما جياناً معاً”.
بدورها وصفت صديقة “العملاق اللطيف” كورتيني روس وفاة فلويد بـ “الفاجعة”، وقالت لصحيفة “ستار تريبيون” إن “الاستيقاظ هذا الصباح لرؤية مينيابوليس تحترق سيكون شيئاً من شأنه أن يدمر فلويد، لقد أحب المدينة وجاء إلى هنا وظلّ فيها من أجل الناس والبحث عن فرصة في الحياة”.
وكان فلويد رياضياً موهوباً برع بشكل خاص في كرة القدم والسلة في المدرسة، كما يعرف عنه أنه ذو شخصية هادئة، علماً أنه لم يتمكن من إكمال دراسته وانضم إلى فرقة “هيب هوب”، وبعد فشله في العثور على عمل في هيوستن، غادر المدينة إلى مينيابوليس.
وهناك كان فلويد يعمل في وظيفتين، إحداها كسائق شاحنة والأخرى كحارس أمن في مطعم جنوب أميركي يدعى “كونغا لاتين بيسترو”.
ووفقا للوثائق القضائية، اتُهم فلويد في عام 2007 بالسطو المسلح بعد محاولته اقتحام منزل، وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بعد صفقة مع الادعاء بالإقرار بالذنب في عام 2009.
وفي مقطع فيديو نشر لـ “فلويد” قبل وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فلويد وهو يندد بالعنف المسلح ويقول: “من الواضح أن جيلنا الشاب ضاع”.
وبحسب ما أفادت به مالكة سابقة لحانة “إل نويفو روديو” في مينيابوليس فإن “فلويد والشرطي الذي قتله “ديريك شوفين”، كانا يعملان كحراس أمن في المكان ذاته بنفس الوقت”.
وذكرت المالكة لمحطة “كاي أس تي بي” التلفزيونية أن “ضابط الشرطة ديريك شوفين كان يعمل خارج النادي الليلي، ولا يعلم بالتحديد ما إذا كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض”.
وأشارت أيضاً إلى أن “الشرطي شوفين كان يبالغ بردة فعله في كثير من الأحيان مع المثيرين للمشاكل في المكان، ويستخدم رذاذ الفلفل مع الناس”، قائلة إنه “كان سريع الغضب”.
وأشعلت حادثة مقتل “جورج فلويد” العديد من المدن الأمريكية بمظاهرات واحتجاجات كبيرة، وصلت لحد إحاطة كامل البيت الأبيض بالمحتجين الغاضبين، ما اظطر لإغلاق البيت الأبيض ومنع خروج أحد منه.
وما زاد من حالة الغضب الشعبي هو أنه رغم وضوح المعاملة العنصرية وتعمد الشرطي إيزاء فلويد الذي كان يستغيث أنه لا يستطيع التنفس بسبب وضع الشرطي قدمه فوق عنق الضحية، فإن المحكمة قضت على الشرطي بحكم “الإقامة الجبرية” فقط.