المسلسلات السورية بين النجاح والخاتمة الهندية.. والمتابعون: “ضيعان النجوم”
شكلت عدة مسلسلات سورية هذا العام وصمة عار في تاريخ الدراما سواء من ناحية الفكرة أو الإخراج أو السيناريو، لكن تلك المسلسلات (دون ذكر أسماء) تمكن المشاهد من تجاوزها بعد عرض عدة حلقات منها.
الصدمة الأكبر لدى المشاهدين كانت الحلقة الأخيرة من بعض المسلسلات التي إما لم تكن كما توقعوا، أو انحرفت لتقترب من الأسلوب الهندي في الأفلام.
وبرع مسلسل “يوما ما” في نقل المشاهد من الدراما السورية للدراما الهندية بين لحظة وأخرى، إلا أن الحلقة الأخيرة كانت كفيلة بأن تصنف ضمن “أفلام بوليود”، فمشاهد موت شخص وعودته للحياة “بلمسة رومانسية” اعتدناها أكثر في الأفلام والمسلسلات الهندية.
واستطلع تلفزيون الخبر آراء بعض المشاهدين، فأجمع كثير منهم على أن نجوم أي عمل يجذبونهم للمتابعة، والأحداث بشكل عام توحي لهم بنهايات أفضل.
ويقول أحمد عبدالله، أحد متابعي مسلسل “سوق الحرير”: “وجود نخبة من النجوم أجبرني على متابعة المسلسل، فضلاً عن أن عملي بالقماش أيضاً دفعني للمشاهدة حلقة بحلقة، لكنه كان عكس توقعاتي.. ضيعان النجوم في عمل أضاع رونقهم، الحلقة الأخيرة كانت صدمة للجميع والقصة”.
أما علاء، طالب جامعي، رأى أن مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” كان أكثر مسلسل يستحق المشاهدة من ناحية الفكرة والإخراج”، مضيفاً: “ننتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر، فرغم أن الجزء الأول لم ينته بعد، إلا أننا ننتظر الجزء الثاني من الآن”.
وعن “حارس القدس”، فحظي المسلسل بشعبية سورية عربية وكان الذي يضرب به المثل من ناحية القصة ومحاكاة الواقع واختيار نجوم العمل، ولعل الحلقة الأخيرة ستبقى في أذهان المتابعين طويلاً وسيكون مشهد وفاة المطران راسخاً في الذاكرة.
كما حشد مسلسل “حرملك” متابعة واسعة، فعائلة “رسلان” كانت حديث المتابعين في شهر رمضان، وإحدى متابعات المسلسل رغم إعجابها بالعمل هذا العام، تقول: “كان يمكن إنهاء المسلسل في الحلقة الأخيرة منها وعدم ترك النهاية مفتوحة للجزء الثالث” فبرأيها: “الإكثار من الأجزاء ينهي نكهة المسلسل تماما كمسلسل أحلى أيام الذي لم يقدم جديد”.
واستهجن جود، طالب جامعي أيضاً، الإكثار من الممثلين العرب على حساب الممثلين السوريين والخليط الحاصل في الدراما السورية، قائلاً: “هناك مسلسلات لا تستدعي وجود ممثلين من الخارج.. أعطوا فرصة للمثلين الجدد أفضل، يحاولون خلق مشاهد لا تناسب المسلسل لمجرد وضع ممثل غير سوري والتسويق للمسلسل”.
ورأت أم كمال، ربة منزل، أن “مسلسل الساحر كان يستحق المتابعة وفكرته جذابة، ولكن الحلقة الأخيرة منه كانت معلقة وتوقعنا فيها أحداث أكثر وننتظر الآن إكمال التصوير لنعرف بقية القصة”.
وأضافت: “مسلسل النحات عكس مسلسل الساحر تماماً، فلم تشوقنا الحلقة الأخيرة منه لإكمال التصوير وعرض ما تبقى منه”.
ويبدو أن ندرة المسلسلات السورية التي “تأخذ عقل المتابع”، أفسحت المجال أمام مسلسلات عربية أخرى، فقد استطاع مسلسل “البرنس” المصري أن يأخذ مكانه بين المتابعين السوريين وبقوة، فكثيرون أشادوا بالفكرة والإخراج والحبكة، وحتى الحلقة الأخيرة نالت تأييد واسع لكونها متوقعة من قبل الجمهور.
اعتدنا على تبرير الهفوات في الدراما خلال السنوات الماضية بحكم أن البلد تمر بحالة حرب، ولكن العام الماضي كان الوضع افضل بكثير من السنوات الأولى للحرب ورغم ذلك كانت المسلسلات التي عرضت خلال الحرب تحظى باهتمام الجمهور أكثر، وتحاكي وجعه وهمومه بمنطق أكثر، مع احترام عقل المتابع في سرد الأحداث وتصوير المشاهد بالأسلوب السوري المعتاد الذي كان يجذب حتى اهتمام متابعين من البلدان العربية.
وأصبحت الدراما اليوم تحتال على عقول المتابعين لدرجة أنها اضطرت أن تلجأ لنهايات تناسب أحياناً بلد كل ممثل مشارك في العمل، ولربما المسلسلات التي خرجت من السباق الرمضاني كانت من المسلسلات التي من الممكن أن تعدل كفة الميزان بين الأعمال التي صعدت للقمة والأعمال التي هوت للقاع.
غنوة المنجد – تلفزيون الخبر