رفع الحظر وسطوة تجار الأزمات عن منطقة السيدة زينب بريف دمشق .. القصة الكاملة
قرر المجلس الاستشاري متعدد القطاعات والاختصاصات المنعقد في وزارة الصحة المعني بفيروس كورونا، الأحد 17 أيار، رفع الحجر الصحي المطبق على منطقة السيدة زينب بريف دمشق بعد إنهاء المسح الصحي والمخبري والفحوصات الطبية للسكان المخالطين والحالات المؤكدة والجوار وعدم تسجيل أي إصابة جديدة بالفيروس منذ 2 أيار الجاري.
فبعد مضي 15 يوم عن تسجيل آخر إصابة بفيروس كورونا فيها، استقبل سكان منطقة السيدة زينب خبر رفع الحجر الصحي عنها بفرحة عارمة بعد أن أضناهم العزل الطبي “مادياً ونفسياً”.
وفي الثاني من نيسان ودع سكان السيدة زينب العالم الخارجي إن صح التعبير، ليدخلوا في دوامة الحرب النفسية مع الإعلان عن إصابات بشكل شبه يومي دون أن يتم تبيان ما إذا كانت فعلاً الإصابة من السيدة زينب أم لاً، علماً أن الموقع الذي أطلقته وزارة الصحة لم يكن مفعل بعد وموقع الإصابات لم يكن يعلن عنه.
القصة بدأت عند تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في السيدة زينب وحجر البناء الذي يقطن فيه المصاب، تلك الإصابة التي سبق وتحدثنا عنها في تقرير سابق عبر تلفزيون الخبر، بعد أن تم الإعلان عن شفائها.
ومع توالي الإصابات المسجلة في المنطقة، ظن البعض أن موضوع العزل الصحي للبلدة سيطول وهذه قد تكون فرصة للاستثمار.
كثيرة هي الشكاوى التي وردت ونقلها تلفزيون الخبر بشفافية عن الواقع الخدمي والمعيشي في المنطقة وكان أولها ارتفاع الأسعار، وصولاً لغياب محطات الوقود والصرافات وانقطاع الكهرباء، فبرأي سكان المنطقة “الظروف لم تساعدهم على تحمل عزل المنطقة طبياً.. ولو ساعدتهم لتحملوا قدر المستطاع”.
يقول أحد سكان المنطقة لتلفزيون الخبر: “خلال اليومين الأخيرين تم فك العزل عن السيدة زينب حوالي 5 مرات من خلال الإشاعات، ومع كل إشاعة كنا نتنفس الصعداء ونقول (إجا الفرج) ولكن لا شيء تحقق حتى اليوم”.
ويضيف: “لم نتوقع أن تمر علينا أيام أسوأ من أيام الحرب والقذائف، لكن التجارة في كل مرة كانوا يثبتون جدارتهم ويوجهون أسعارهم ضدنا”.
يتوقع سكان السيدة زينب اليوم أن ينتقموا من التجار الذين استغلوا وضعهم خلال الفترة الحرجة التي مرت بها المنطقة، فيقول أحد السكان: “رح أنزل عالشام واشتري كل شي بدي ياه ولا نفع التجار اللي تحكموا فينا هون”.
مواطن آخر يؤكد أنه “سيعوض فترة العزل الصحي بالتنقل وشراء الأغراض من مناطق أرخص”، متوقعاً في الوقت نفسه “عودة الازدحامات الخانقة على المواصلات التي كانت متأصلة قبل بدء أزمة كورونا”.
ورغم سيارات السورية للتجارة التي تم تسييرها، والتي كانت (من الجمل أذنه) بحسب تعبير الأهالي، إلا أن الوضع لم يضبط أبداً ولم يخل الأمر من بعض المتحكمين الذين كانوا يشترون المواد من السيارات ويبيعوها بأسعار أعلى للسكان.
فيما تخوف بعض الأهالي من عودة الإصابات في المنطقة بسبب نقل المصابين لفندق المطار القريب، وهنا أكد أحد الموظفين في الفندق لتلفزيون الخبر أنه “لا يوجد حركة دخول وخروج من الفندق للمسافرين القادمين من الخارج المصابين أو المشتبه بهم”
وباعتبار أن هدف العزل هو حصار الوباء ومنعه من الانتقال إلى خارج المنطقة، لوحظ عدم التزام البعض بهذا الاجراء ومحاولتهم الخروج من البلدة مقابل دفع مبلغ مادي لأشخاص مسؤولين عن ضبط مخارج المنطقة.
وهنا أعلن وزير الداخلية اللواء محمد رحمون أنه “تم الإمساك بأشخاص دفعوا للخروج من المنطقة، وأشخاص قبضوا لإخراجهم وبينهم ضابط”.
مصدر في محافظة ريف دمشق أكد لتلفزيون الخبر أن “قرار فك العزل اليوم عن السيدة زينب ارتبط بقرار من وزارة الصحة بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه مراراً”.
وعليه أعلن، الأحد 17 أيار، رفع الحجر الصحي المطبق على منطقة السيدة زينب بريف دمشق بعد إنهاء المسح الصحي وعدم تسجيل أي إصابة بالفيروس منذ 2 أيار.
فيما أكد الأهالي أن “نقاط التعقيم والنقاط الطبية مازالت موجودة وأكد القائمون عليها أنها ستواصل عملها”.
غنوة المنجد – تلفزيون الخبر