بهدف وضع حلول واقعية.. المخرج زهير قنوع يقود عبر فيسبوك “ورشة عمل الدراما السورية”
عاماً بعد عام تراجعت الدراما السورية بشكل ملحوظ كماً ونوعاً، وباتت أغلب الأعمال التي تعرض في الموسم الرمضاني بشكل خاص، تلقى نقداً شديداً، ما دفع بعض القائمين عليها للبحث عن طريقة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، انطلاقاً من مبدأ أهل مكة أدرى بشعابها.
إحدى هذه المبادرات يقودها المخرج السوري زهير قنوع، الذي صرح لتلفزيون الخبر بأن “تعذر إمكانية إقامة اجتماع بسبب الظروف الصحية الحالية، دفعه لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” باسم “ورشة عمل الدراما السورية”.
وتابع المخرج “الهدف الأساسي للصفحة كان إتاحة المجال لكل فنان أن يضع تصوره للمشاكل واقتراحه للحلول، وسنقوم برفع هذه المقترحات لرئاسة الجمهورية، حتى تتحقق هذه المطالب، والتي طلبنا أن تكون واقعية أو أكبر من إمكانيات بلدنا الحالية”.
وأضاف “إذا كانت مخرجات الورشة واقعية وشاملة لا أعتقد ألا تلقى صدى، ولو بشكل جزئي أو نسبي”، متمنياً من كل الفنانين المشاركة حتى الذين يعملون على مبادرات أخرى أو يعملون بصمت.
وبيّن قنوع أن تراجع الدراما هذا العام بشكل خاص، جاء بشكل أساسي بسبب انسحاب عدد من المنتجين وانشغال عدد من المخرجين والكتاب بالدراما العربية بدل الدراما السورية، والذي يعود بالدرجة الأولى لعدم وجود منتجين”.
وحملّ المخرج نقابة الفنانين جزءاً من هذا التراجع، لأنه “من المفروض أنها هيئة مشرفة على عمل الفنانين ومشاكلهم، والدراما هي أحد أهم مشاكل الفنانين في سوريا، والمفروض أن تقدم مشروعاً حقيقياً متكاملاً للحل”.
وتساءل المخرج “هل تقدمت النقابة بدراسة متكاملة وتم رفضها؟ هل يوجد حلول تطرح من قبل النقابة ولا تلقى تجاوباً؟”.
وأردف قنوع “النقابة بالطبع ليست قادرة على حل كل المشاكل، لكن ممكن أن توجد بعض المنافذ أو على الأقل مبادرات إيجابية بهذا الخصوص”.
وأكد قنوع أن “للدراما دور مهم دائما فهي الآن الأكثر تأثيراً على الشعوب، وهي انعكاس لحال البلد وقدرة العنصر البشري على الوصول والاختراق حتى في ظروف سوريا الحالية، وهذا ليس مستحيلاً لكن يحتاج فقط إلى دعم مادي ومعنوي”.
ودعا المخرج عبر صفحة “ورشة عمل الدراما السورية” إلى ” تغيير حقيقي في نقابة الفنانين وفريق عملها، الذين وقفوا على الحياد من هذا التدهور الحاصل في مستوى الدراما، بل كانوا جزءاً منه”.
كما دعا إلى تفعيل أكبر ودعم للجنة صناعة السينما والتلفزيون بشكل أكبر، والدعوة لإقامة ملتقيات و أنشطة محفزة للاستثمار، وأن تأخذ دورها االكامل”.
وأكمل “لابد أيضاً من إعداد خطة عمل مجدية وواقعية للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، لتكون جهة تقدم ضمانة لمستوى درامي هام، وقابل للتسويق والمنافسة عبر أعمال تأخذ بعين الاعتبار التطور الهائل الحاصل في صناعة المحتوى عربياً وعالمياً”.
آملاً بتحقيق نهضة الدراما السورية تباعاً، بدءاً من ملف المحطات الخاصة وهيئة اتحاد المنتجين والتنسيق التسويقي والمهرجانات الإعلامية، مروراً بقضايا الإنتاج والميزانيات الشحيحة، وصولاً للدعم الكبير المفقود، والذي تعود عليه صناع الدراما في سورية في العقدين الماضيين”.
يذكر أن المخرج زهير قنوع لم يشارك في الموسم الدرامي الحالي بأي عمل، حيث عمل على التحضير لإطلاق فيلمه “البحث عن جولييت”، والذي كان من المقرر عرضه في 26 آذار الماضي، وتأخر نتيجة إغلاق دور السينما تماشياً مع اجراءات التصدي لفيروس كورونا في سوريا.
رنا سليمان- تلفزيون الخبر