عن الموسم الدرامي الـ”ألفين وعشريني” و”الطاسة الضايعة”
بينما تصل حلقات الأعمال الدرامية الرمضانية إلى منتصفها يصل المتابع معها إلى حالة من الملل وانعدام حس التشويق للقادم منها، فبعد أن تأهبت الدراما السورية، بعض الشيء، لتعود إلى ماكانت عليه في موسم 2019، تقف اليوم وكأنها عادت لتكبو.
فالمتابع اليوم لأغلب الأعمال، حسب الإجماع، يجد نفسه في حالة من الفوضى وانعدام الجدوى، بدءاً بأعمال البيئة الشامية التي عول على انقشاع غيمة “باب الحارة” منها وأفكاره المسمومة، وانتظر بفارغ الصبر أعمالاً تحمل في مضامينها غير ما رُوِّج له.
يأتي اليوم عمل “سوق حرير”، مثالا، ليتابع المشاهد خلاله أفكاراً نيرة تحكي تلك الحقبة، ليجد نفسه أخيرا بين جدالات الحماوات والضرائر والسحر والشعوذة، بينما كان حري بالقائمين عليه تسليط الضوء على حالة الازدهار الدمشقية، آنذاك.
ومع ذلك، وفيما لو حاول المتابع الرضوخ والوصول للنهاية لا يجد نفسه أمام تلك الأحداث سوى ضائعا وغير مرتقب، فلا تشويق ولا تتبع للأحداث، فالمتابعون الذي شاهدوا “البرومو” بممثليين عرف عنهم تاريخهم الفني الحافل صدموا بما قدم لهم.
“الطاسة الضايعة” لم تكن أيضاً بمعزل عن أعمال أخرى تركت المتابع يلف ويدور في بوتقة الانتظار، والقول: “ماذا بعد؟”، فكيف ممكن أن يخلو عمل درامي من عنصر التشويق ولفت الانتباه، وكيف يتم تركه منصتا إلى الموسيقى التصويرية للأعمال فقط، بعد مرور منتصف الحلقات وهو يحاول متخبطا السؤال “أي وبعدين”؟.
وما زاد الطين بلة، توقف تصوير بعض الأعمال بسبب إجراءات التصدي لوباء كورونا، ربما كان إيقافها خيرا على سبيل تحنب الغثاثة، لتلجأ بعض شركات الإنتاج إلى “القطش واللحش” واقتضاب الحلقات ولسان حالهم يقول “الجود من الموجود”.
من ذلك أعمال “النحات” و”الساحر” اللذين لم تكن شركة إنتاجهما على قدر التوقعات، فرغم أن الشركة التي تعاقدت في العملين مع نجمين سوريين من العيار الثقيل هما عابد فهد وباسل خياط، لم تأبه لركاكة نصيها مع سيطرة المشاهد المملّة والمكررة على العملين.
وليتابع “الطين بلاته” حين اكتفت الشركة بعرض المشروعين ناقصين، وتراوح عدد حلقاتهما بين 15 و 20، وفي المقابل، لم تحسم الشركة المنتجة بعد موعد استئناف تصوير وإكمال المسلسلين اللذين يصوران في بيروت، مع احتمالية استغناء الشركة عن باقي الحلقات، لكن لم يحسم الموقف بعد.
ناهيك، من جهة أخرى، عن “الأعمال الغرائزية”، التي أخفقت حتى في عرض “وجهة نظرها”، فيما لو قبلتها فئة من المتابعين، فهناك في الضفة المقابلة غيرهم الكثير ممن تأبطوا خذلانهم باحثين في “يوتيوب” مثلا عما كان يعبر عن المنظومة السورية الدرامية كما سلف.
فحلقة من هنا ولقطة من هناك، بالعموم، لا يمكن أن يطلق عليها مسمى “درامانا السورية”، “كيف سيتقبل مشاهد أعمال ضخمة سورية لازالت تخلدها الأرشيفات هذا التخبط والشتات والهباء”؟ .. يتساءل متابعون حقيقيون.
تلفزيون الخبر