حبر مغشوش … ” النحّات ” .. باسل خياط و الإطار الضيّق
لا خلاف على أن النجم السوري باسل خياط هو من أمهر و أكثر الفنانين موهبة ليس على مستوى سورية فحسب بل على مستوى الوطن العربي ككل فالأدوات التي يملكها وما قدمه عبر مسيرته لا يدع مجالاً للشك بذلك .. فالموهبة ونوعية الحضور فرضت نفسها وكرّست باسل نجماً عربياً الكل يشيد به وبحضوره .
في هذا العام يحضر باسل ببطولة مسلسل ” النحّات ” ( بثينة عوض ، مجدي السميري ) يبدو المسلسل للوهلة الأولى أنه سيكون ضربة الموسم وأن المشاهد سيكون متسمراً أمام الشاشة لمتابعة تلك الجريمة الغامضة التي يبحث فيها الابن عن قاتل والده .. هكذا تتالى الحلقات واحدة تلو الأخرى ونحن ندور في حلقة مفرغة ..
الحدث الوحيد هو أننا نبحث عن الحدث أو حتى نبحث عن التقاط أطراف الحكاية ومنتصفها علّنا نصل لتجميع فكرة نبني على أساسها مشاهدتنا لكن عبثاً فقد تأخر ذلك في المسلسل المكون من 15 حلقة حتى الحلقة العاشرة ومع ذلك لم تتكشف خيوط اللعبة
بالمقابل لا يمكن إنكار تقمص باسل للشخصيتين اللتين يؤديهما ببراعة على صعيد التكنيك كممثل ولكن سؤال يتبادر إلى الأذهان بسرعة لماذا أصر باسل خلال السنوات الماضية على تأطير نفسه بهذا النوع من الأعمال التي تعتمد على الإيقاع البطيء و النمط المغرق في الكلاسيكية فنياً مع أن ممثل مثل باسل تأتيه العروض من كل حد وصوب …
لما الأصرار على مشاهد العودة إلى الخلف و الدمج بينها وبين الوقت الحاضر و كأنها أصبحت موضة العصر فيتوه المشاهد بين الحاضر و الماضي .. وكأنه امتحان لذاكرة و تركيز المتفرج .. لما هذا الإيقاع المغرق البطء …
بالمقابل يبدو المخرج السميري وكأنه جديد فكاميراه الراجفة لا تفارقنا لحظة ومن المعروف ان العديد من المخرجين يلجؤون للصورة المهزوزة للدلالة على حدث متصاعد و نقطة تحول أو توتر يزداد لحظة بلحظة من عمر المشهد ولعل مشهد إطلاق النار من قبل المحقق على سيارة تبعد عنه أمتار قليلة جداً وعدم إصابة حتى زجاجها يدعو للتساؤل … هل يحتاج تنفيذ هذا المشهد كل هذا الاستسهال ؟!!!
باختصار كان يمكن لما شاهدناه و سنشاهده أن يكون فيلماً سينمائياً في ساعتين وتنتهي الحكاية بالكثير من التشويق بدلاً من الكثير من الملل .. كما انه أصبح واضحاً ان باسل بحاجة فعلية لإظهار الجوانب الأخرى في شخصيته الفنية بعيداً عن التركيز في النمط الذي برع فيه مؤخراً فهو بكل تأكيد بارع جداً بكل أنماط الأداء ..
ما يمكن قوله مؤخراً أننا ننتظر باسل بعمل وشخصيات مختلفة بعد أن خذلنا في ” النحّات ” .
خلدون عليا – تلفزيون الخبر