إهمال خدمي و”الشكوى لله”.. ثلاثة أرباع إصابات كورونا في ريف دمشق لماذا ؟
أثار توزع نسبة الإصابات بفيروس كورونا الذي كشفت عنه وزارة الصحة، أسئلة من قبيل “ لماذا أكثر من ثلاثة أرباع الإصابات في ريف دمشق “ .
طبعاً لا إجابة واضحة حول الأمر، إذا قلنا أن المنطقة مفتوحة على الحدود، فلماذا لم تسجل أية إصابة في مدينة حمص مثلاً ؟ .
وسجلت الإصابات الـ43 التي تم تسجيلها في سوريا لدى الإعلان، في 3 محافظات (دمشق، ريف دمشق، درعا) ، 30 إصابة منها في ريف دمشق الذي لطالما كان يشكو سكانه من سوء الواقع الخدمي.
هذا الواقع الخدمي السيء في ريف دمشق زاد مخاوف الأهالي من انتشار الفيروس في حال كانت البيئة غير النظيفة تساعد على انتشاره.
فرغم المطالب الحثيثة بإجراءات التعقيم والنظافة، اشتكى سكان منطقة السيدة زينب من وجود مكب قمامة قريب على الأحياء السكنية في أرض سودان بجانب فندق الروضة.
وبمجرد بدء الحديث عن المشاكل التي تعترض سكان الريف، لا يتبادر للذهن أن تلك المنطقة تشهد ارتفاعاً بأسعار الخضروات والفواكه لكونها تحوي أراضٍ زراعية، إلا أن أسعار الخضروات واللحومات كانت كالأسعار في المدينة، وأشد أحياناً.
أحد المشتكين، وهو من قاطني منطقة البحدلية بالسيدة زينب، قال لتلفزيون الخبر: “كنا محسودين لأن الأسعار عنا أرخص.. صرنا نحس حالنا بالمدينة وعم نشتري من المول مو من البسطة”.
ومن الشكاوى “المعندة” التي رصدها تلفزيون الخبر كانت عن الكهرباء التي كثر انقطاعها خلال الشتاء المنصرم وحتى الفترة الحالية، فقال أحد المشتكين من سكان بلدة حجيرة في ريف دمشق: “رغم أن التقنين كان في الشتاء 4 ب 2، إلا أن الانقطاعات الترددية جعلتنا ننتظر الانقطاع النظامي بفارغ الصبر حتى لا نخسر أجهزتنا الكهربائية، ولم يتحسن شيء مع تخفيض ساعات التقنين خلال الربيع”.
وكان للمواصلات النصيب الأكبر من الشكاوى، سواء في فترة الإجراءات الاحترازية أو قبلها، فتقول (أم أحمد) سيدة تقطن في السيدة زينب: “الازدحام على السرفيس قصة.. وتسعيرة التكسي قصة ثانية، فإن لم تفز بمقعد في السرفيس.. ستدفع المبلغ أضعاف مضاعفة للتاكسي، ولا يوجد نقل داخلي لمنطقتنا يخفف من الازدحام الحاصل”.
أما بلدة منين في ريف دمشق، فعاشت خلال فترة العزل الصحي أيام لم تعهدها من قبل، حيث وصف أحد سكانها الفترة بالقول: “كورونا فادنا كتير، المنطقة انقلبت قلب”، في إشارة لتحسن وضع الكهرباء وانتظام التقنين وتوفر المياه.
ليعود ويكمل: “لا شيء يدوم، بمجرد رفع العزل الصحي عن البلدة، عادت الأمور إلى ما كانت عليه، وعادت الانقطاعات الترددية وقطع المياه” وأضاف: “خلال 25 يوم كانت الكهرباء ممتازة، وخلال يومين من فك الحظر ورجونا نجوم الظهر، وخاصة في حارة حوا.. الله يرحم أيام كورونا”.
وكانت مشكلة الحصول على مازوت التدفئة خلال فصل الشتاء على رأس القائمة، فتراوحت الشكاوى بين تأخر الدور وتأخر وصول المعتمد من جهة، والنقص الحاصل عند عملية التعبئة من جهة، حتى أن هناك أشخاص لم يستلموا بعد الدفعة الأولى من مخصصاتهم.
يقول أحد المشتكين من منطقة مساكن الضمير: “الشتاء خلص ومخصصاتي ما وصلوا” وأضاف مستهزءاً: “مو معقول اتدفى فيهم بالصيف”.
وفي منطقة جديدة عرطوز، كانت الشكاوى كغيرها من المناطق لكن أبرزها زيادة انقطاع المياه، فيقول أحد المشتكين: “نحنا بلد المي وماعنا مي”.
ويؤكد مسؤول قسم الشكاوى في تلفزيون الخبر أن “معظم ما يرد من شكاوى سواء عبر الاتصال الهاتفي، أو على بريد الصفحة الرسمية للتلفزيون، هو من مناطق ريف دمشق، ورغم طرحها إلا أن بعضها لم يصل لطريق الحل بعد رغم الوعود التي منيت بها من قبل المسؤولين”.
ومثال على ذلك كانت شكوى من سكان منطقة السيدة زينب التي تم فرض عزل صحي عليها، حيث طالب الأهالي بحل لتعبئة السيارات بالبنزين خاصة أنه لا توجد في المنطقة اي محطة ويمنع الخروج منها هذه الفترة ما يضطرهم لشراء كميات تكفيهم في حالات معينة، بأسعار مرتفعة من ىاكبي الميتورات الذين ينفذون عبر الحارات ويحصلون على بعض البنزين ويبيعوه.
وطالب الأهالي أيضاً بحل ليتمكنوا من قبض رواتبهم مع بداية شهر رمضان حيث لا يوجد أي صراف آلي في المنطقة، وقد مضى على دخول شهر رمضان ٦ أيام دون أن يجدوا بديل أو طريقة لاستلام الرواتب.
يذكر أنه تم الاتصال بمحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم، حينها، حيث أكد أن الشكاوى “ وصلته”، إلا أن أيا منها لم يحل حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
تلفزيون الخبر