الكاتب مازن طه: الدراما السورية كانت تعيش في العراء.. والحرب ليست سبب تراجعها
اعتبر الكاتب السوري مازن طه أن ” الحرب في سوريا، ليست السبب في تراجع الدراما، لكنها سرّعت وتيرة عملية التدهور التي حصلت”.
وقال السيناريست في منشور عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك” إنه ” في مثل هذا الوقت من كل عام نعيش موسم التباكي على الدراما السورية، وتقاذف الاتهامات حول مسؤولية التخبط والضياع الذي تعيشه، لماذا وصلنا إلى هنا، ومن المسؤول، ولماذا خسرت هذه الصناعة أبرز مقوماتها؟”.
وتابع طه ” لتشخيص الداء لا بد من وقفة عميقة مع الذات، وطرح الأسباب والمقدمات بكل شفافية للوصول إلى نتائج صحيحة، فهناك أسباب أخرى غير الحرب، أقصت هذه الصناعة عن موقعها، وكل مافعلته الحرب هو تسريع وتيرة عملية التدهور التي حصلت”.
وأردف طه “لنعيد الشريط الى الوراء، ونستعرض واقعنا الدرامي ماقبل العام ٢٠١١، ونطرح سؤالا جوهرياً هل كانت هذه الصناعة محمية؟ هل كانت النقابة تحمي الفنان السوري؟ هل كانت لجنة صناعة السينما تحمي المنتج هل تولت اي جهة حماية الكاتب؟
وأجاب الكاتب عن أسئلته “قطعا لا، فقد خضعت درامانا في ذلك الوقت لرأس المال الغريب، وتحولت شركات الإنتاج إلى منتج منفذ لأجندات المحطات الخليجية، ولازلت أذكر إلى الآن صرخة المنتج فراس ابراهيم في أحد اجتماعات لجنة صناعة السينما عندما قال نحن نتحول إلى متسولين على أبواب المحطات لكن صرخته لم تلق أي صدى”.
مضيفاً “وكذلك ارتفع صوتنا عالياً في ذلك الوقت مطالبين بعودة رأس المال الوطني للاستثمار في هذه الصناعة، ولكن لايمكن لرأس المال الوطني أن يخوض مغامرات غير مضمومة النتائج”.
وأكمل طه “كان الحل واضحاً وضوح الشمس، وهو خلق سوق خاص يحمي بضاعتنا، أي إطلاق محطات فضائية محلية تستأثر وتحتكر تلك البضاعة المطلوبة في الأسواق الخارجية، أسوة بما فعلته مصر عندما نأت بدراماها عن هرطقات السوق الخارجي، وأسوة بلبنان التي تولت محطاتها حماية منتجها المحلي”.
وأشار طه إلى أن “التلفزيون السوري عام 2010، كان يشتري حلقة المسلسل السوري بما يقارب الألفي دولار لحلقة تبلغ تكلفتها ٣٠٠٠٠ دولار، لذلك كان الإنتاج السوري مرهوناً للسوق الخارجية”.
وأردف “وزاد الطين بلة أن المحطات الكبرى مثل إم بي سي وأبو ظبي وروتانا، تولت عملية الإنتاج المباشر في سوريا، ومحطات أخرى تكفلت بإنتاح الاعمال التاريخية، والنتيجة أن الدراما السورية أصبحت محكومة لرأس المال وللسوق بآن معاً”.
وأوضح” أي صناعة تفقد السيطرة على رأس المال وأسواق التصريف تعتبر صناعة بائسة تحمل بذور موتها، صحيح أننا قدمنا أعمالا هامة ضمن هذه الشروط، لكن شهر العسل هذا كان سينتهي عاجلاً أم آجلاً”.
مضيفاً “باختصار درامانا كانت تعيش في العراء، دون سقف يحميها، والحل الوحيد الآن لاستعادة هذه الدراما، يكمن بامتلاك عناصر الصناعة وهي المواد الأولية ووسائل الإنتاج وأسواق التصريف وكل ماعدا ذلك سيبقينا نراوح في مكاننا ونحن نتحسر على الأيام الخوالي”.
يذكر أن الكاتب مازن طه، شارك في كتابة عدة لوحات في أجزاء مختلفة من مسلسل مرايا، ومن أعماله مسلسل “سكر وسط” عام 2013، و”حبة كراميل” و” بناء ٢٢” وغيرها.
تلفزيون الخبر