رضينا بالديك والديك ما رضي فينا .. لحمة الديك تقفز حاجز الـ٥٠٠٠ ليرة للكيلو
ودعت قائمة اللحوم بشقيها الأحمر والأبيض مائدة شريحة كبيرة من السوريين بعد أن أصبحت أسعارها عصية على جيوب ذوي الدخل المحدود الذين أصبحوا نباتيين رغماً عنهم بفعل تغريد اللحوم خارج سرب امكانياتهم المحدودة جداً.
وعليه أصبح من يشتهي اللحم الأحمر أو يجبر على شرائه بناء على طلب من أولاده أو لأنه من أساسيات طبخة معينة، فانه بات يشتري بالأوقية ونص الاوقية، اما النصف كيلو والكيلو فانه لمن استطاع اليهما سبيلا.
استعصاء اللحوم الحمراء التي باتت لناس وناس ، جعلت المواطن إذا اراد أن يدلل نفسه وأولاده بأكلة لحم أو يوجد فيها لحم، أن يذهب بوجهه لشراء كباب الفروج الديك باعتبار أن سعره ارخص من سعر لحم الخاروف أو العجل.
ولكن حتى الديك الذي يصنف لدى المواطنين بالمرتبة الرابعة أو الخامسة بين اللحوم، فانه غدر بالمواطن وامكانياته المتواضعة، فقد ارتفعت أسعاره أسوة بالخاروف والعجل حيث يباع كيلو كباب الديك وغالبا ما يكون مغشوش ب5500ليرة .
وعلى ايقاع ارتفاع سعر الديك لاكثر من 5000 ليرة، ترحم السوريون بحسرة مشبعة بالقهر على سنوات قليلة مضت كان فيها كباب الديك في متناول شريحة المعترين، ففي عامي 2011-2012 كان يباع كيلو كباب الديك ب200 ليرة.
وكان السوريون يتفنون في طهيه وادخاله في جميع الأكلات التي كانت حكرا على اللحوم الحمراء كالكباب والصفيحة ولحمة بالصينية وحتى في المحاشي.
ولمعرفة سبب ارتفاع اسعار اللحوم، قال رئيس جمعية اللحامين إدمون قطيش لتلفزيون الخبر: “الارتفاع في الأسعار يعود لسببين، الأول مرتبط بالقرارات الأخيرة التي حدت من الحركة بين الريف والمدينة ضمن الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمواجهة وباء كورونا، فأغلب العمالة تقطن في الريف ما أدى إلى عدم تأمين الكميات المطلوبة للمدن”.
وأضاف قطيش:”والسبب الثاني يعود إلى تهريب الخراف العواس يومياً إلى خارج القطر”، مدللا على ذلك “بانخفاض اسعار اللحوم خلال الايام العشرة التي تم فيها إغلاق المعابر “.
وبين قطيش أن “أسعار الفروج في طريقها للانخفاض فكيلو الشرحات 3350، والفخذ 3300 ، وبالنسبة لسعر كيلو العجل القائم 3800 فسعر كيلو “هبرة العجل” يتراوح بين 11000و11500 ليرة، وكيلو لحم الخاروف العواس القائم مابين 4400-4500، كيلو “الهبرة” يترواح بين 11500 و13000 الف ليرة”.
وعزا قطيش انخفاض سعر شرحات الفروج إلى “اغلاق المطاعم بسبب اجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا، حيث كان يصل سعر كيلو الشرحات في رمضان الى 4500 ليرة مقابل انخفاض كبير في سعر كيلو الفخذ”.
وبالنسبة لسعر لحم الديك الرومي نفى قطيش “وجود لحم ديك رومي في أسواق دمشق، واللحم الذي يتم بيعه على أنه لحم ديك رومي هو أمهات الفروج اللواتي يعيشن 20شهراً ثم يتم بيعهن في السوق وذلك بسبب توقفهن عن انتاج البيض”.
وأوضح قطيش أنه “يتم فرم لحم أمهات الفروج كلحم العجل وتباع على أنها لحم ديك رومي بسعر يتراوح بين 3500-4000 ليرة، ويستخدم للكباب”.
وعن الفائدة الصحية من لحم ديك الرومي، بين قطيش أن “فائدته قليلة جداً ولا تذكر بالمقارنة مع لحم الخاروف ولحم العجل”، مشيرا إلى أن “سعره أغلى من سعر الفروج باعتبار أن كمياته قليلة”.
وطالب قطيش “بتعديل تسعيرة اللحوم التي وضعتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتعاون مع جمعية اللحامين في تموز عام 2018 والتي حددت سعر كيلو لحم الخاروف 5500 ليرة والعجل 4700 ليرة”.
كما طالب قطيش أيضاً “بتوحيد تسعيرة اللحوم على باعة اللحوم ومؤسسة السورية للتجارة”.
ويعدّ اللحم من المصادر الرئيسية لتغذية الانسان سواء صغيراً نامياً أو بالغاً أو في مراحل متقدمة من العمر، فهو يمدّ الجسم بالعديد من المكونات الغذائية الضرورية له لتكوين خلايا الجسم وأنسجته و تنشيط الوظائف الهضمية والدموية والدماغية.
كما تعدّ القيمة البيولوجية العالية لبروتينات اللحم وسهولة هضمها وتمثلها في الجسم؛ إضافة إلى النكهة الجيدة من العوامل المهمة في تحديد الفوائد الغذائية للحوم واستساغتها.
باسل يوسف- تلفزيون الخبر