نقص في مخزون الدم بمركز التلاسيميا في دمشق نتيجة الأوضاع الراهنة .. والإدارة تدعو للتبرع
شملت تداعيات فيروس كورونا والخوف من انتشاره مختلف جوانب حياة السوريين سواء الغذائية أو التعليمية وحتى الصحية، فإجراءات حظر التجول رغم ضرورتها، كان لها تداعيات خاصة على مرضى التلاسيميا.
وعن هذه التداعيات تحدث الدكتور ياسر مخللاتي مدير المركز التخصصي للتلاسيميا والأمراض الوراثية، في دمشق، لتلفزيون الخبر بأن إجراءات حظر التجول والتشديد على منع التجول، والتي هي ضرورية وهامة، نتج عنها نقص في مخزون الدم في البنوك، ومرضى التلاسيميا في أشد الحاجة لهذا المخزون.
وأضاف د.مخللاتي أن المركز يخدم منطقة دمشق وبعض المرضى من الريف والمحافظات الأخرى، مبيناً أن خدمات المركز جميعها مجانية بما فيها تأمين الدم.
وعن آلية الحصول على الدم للمركز، أوضح د.مخللاتي أنه يتم إحضاره من بنك المزة العسكري وبنك دم جامعة دمشق، لكن خلال هذه الفترة حصل نقص في الدم بسبب عدم وجود مواصلات وإجراءات حظر التجول والتشديد على عدم التجمع حتى في بنوك الدم.
كما لفت إلى أنه وخلال أزمة كورونا، ولا يوجد ما يستدعي تبرع الناس بالدم، فمثلا تم إيقاف السوق لخدمة العلم حالياً ومعاملات التخرج من الجامعة، وبالتالي نقص عدد مراجعي بنوك الدم بشكل كبير.
وتابع: “مخزون الدم الذي يصلنا أصبحت كمياته قليلة جداً، نطلب أولاً من المرضى المساعدة في تأمين متبرعين كما نطلب عبر تلفزيون الخبر ممن يستطيع التبرع أن يساهم لأن عمل المركز مستمر، وهناك مرضى بحاجة للدم ونستقبل المزيد من المرضى بشكل متتالي”.
ونوّه د. مخللاتي إلى وجود مرضى يأتون من مناطق بعيدة كالريف مثلا، ولا يستطيعون تأمين متبرع وهنا يتشكل عائق حيث يكون عدد المرضى كبير وكميات الدم قليلة.
وجدد د. مخللاتي طلبه من الذي يستطيع التبرع أن يساهم بذلك خلال هذه الفترة الحرجة ليزيد من رصيد الدم في البنوك، حيث أن كل من يتبرع في بنك الدم لصالح مرضى التلاسيميا، يتم تسليم الدم في اليوم التالي مباشرة للمركز.
وذكر مدير مركز التلاسيميا في دمشق، أن مريض التلاسيميا بحاجة لكيس دم مرة كل أسبوعين، فالمريض الذي جاء منذ بداية إجراءات كورونا وأخذ الدم اللازم، سيكون بحاجة الكيس الثاني خلال الأيام الحالية، علماً أن المركز يقدم دم لحوالي 1000 مريض كحد أدنى شهرياً، وقد يأتي المريض للمركز مرتين خلال الشهر.
والتلاسيميا أو أنيميا البحر المتوسط مرض وراثي مزمن يعني عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء التي تنقل الغذاء والأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم بشكل سليم .
وذلك نتيجة خلل في تكوين الهيموجلوبين “خضاب الدم” ما يؤدي إلى عدم اكتمال نضج الكرية الحمراء، وتكسرها وتحللها بعد فتره قصيرة من إنتاجها، الأمر الذي يتطلب نقل دم بشكل دوري كل 3 إلى 4 أسابيع حسب عمر المريض ودرجة نقص الهيموجلوبين.
وتحيي دول العالم في الثامن من أيار من كل عام اليوم العالمي للتلاسيميا بهدف نشر الوعي حول المرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه.
وتفيد الاحصائيات بأن 7 بالمئة من سكان العالم حاملين اضطرابات هيموجلوبين من بينها التلاسيميا، إلا أن هذا العام قد لا يتم إحياء هذا اليوم خوفاً من التجمعات، بحسب ما أفاد د.مخللاتي.
غنوة المنجد – تلفزيون الخبر