ملابسات الجريمة التي هزت طرطوس .. مهندس يعاني اضطرابات نفسية قتل عائلته وحاول الإنتحار
في سابقة إجرامية غير مألوفة في محافظة طرطوس، قضت عائلة مؤلفة من أم وطفلين ذبحاً وطعناً على يد الأب في مشهد أشعل قلب المجتمع الطرطوسي حزناً وألماً، وأثار إدانات واسعة لهذه الجريمة المروعة .
وأوضح مصدر مطّلع على هذه القضية لتلفزيون الخبر أنه “عند صباح يوم الجمعة توجه عناصر من فرع الأمن الجنائي في طرطوس إلى منزل المدعو “أسامة ميخائيل” في قرية بديرة في ريف طرطوس، وذلك بعد إعلام الفرع بوقوع جريمة قتل في المكان المذكور”.
وذكر المصدر أنه “عند دخول العناصر إلى المنزل شوهد المدعو “أسامة ميخائيل” مصاباً بجروح قاطعة في معصميه ويُنزف دمه” لافتاً إلى أنه “تم إسعافه إلى المشفى الوطني بطرطوس لإبقائه على قيد الحياة وعلاجه”.
وأشار المصدر إلى أنه “تم العثور ضمن حمام المنزل على جثة زوجته “راما داوود” مذبوحة بسكين ووجود جرح قاطع في رقبتها وعدة طعنات متفرقة بأنحاء جسمها، كما تم العثور على جثتين لطفليه مارسيل وعيسى على السرير في غرفة النوم مصابين بـ 19 طعنة “.
وبيّن المصدر أنه “من خلال التحقيق مع المدعو “أسامة ميخائيل” اعترف بإقدامه على طعن زوجته عدة طعنات وقتلها في حمام منزله وطعن ولديه أثناء نومهما” موضحاً أن “سبب ذلك إصابته بحالة نفسية وإقدامه على محاولة الإنتحار بجرح يديه وتقطيع الشرايين والأوتار وتناول كمية كبيرة من حبوب أدوية نوع “بانادول”.
وأفاد المصدر أنه “تم التأكد من أن القاتل “أسامة ميخائيل” راجع طبيباً نفسياً في طرطوس، حيث أكد ذلك منذ 3 سنوات” مشيراً إلى أن “قاضي التحقيق المناوب في طرطوس قام باستجواب القاتل وأصدر بحقه مذكرة توقيف بجرم القتل العمد”.
ولفت المصدر إلى أن “التحقيقات ما زالت مستمرة، حيث تم تنظيم الضبط اللازم، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق القاتل”.
وأردف المصدر أن “سرعة التحرك والكشف عن تفاصيل وحقيقة الجريمة ترك ارتياحاً كبيراً لدى عامة المواطنين في محافظة طرطوس”.
بدوره قال والد الزوجة المهندس عاطف داوود لتلفزيون الخبر إن “زوج ابنته “أسامة ميخائيل” كان يعاني من اضطرابات نفسية منذ قرابة 5 أشهر، وقام حينها بعلاج نفسه، وأخبرنا أنه شُفي من مرضه النفسي منذ شهرين”.
وذكر داوود أن “تصرفات المدعو “أسامة” كانت جيدة بالفترة الأخيرة، إلا أنه كان متوقف عن العمل منذ أقل من سنة” مضيفاً “كنت أراه هو وابنتي وطفليهما كل يوم، وآخر مرة التقيته كان “ضايج” وليس على ما يرام”.
من جهته قال رئيس مركز الطب الشرعي في طرطوس الدكتور علي سيف الدين بلال لتلفزيون الخبر إنه “توفيت الشابة “راما داوود” البالغة من العمر 35 عاماً ذبحاً من رقبتها وبطعن متعدد في أنحاء جسمها، مع جروح عديدة دفاعية في اليدين”.
مردفاً “كما توفي طفليها “مارسيل ميخائيل” 5 سنوات و “عيسى ميخائيل” 6 سنوات بطعن متعدد في الصدر، وذلك في جريمة مروعة وقعت بقرية بديرة التابعة لناحية السودا في ريف طرطوس يوم الجمعة”.
وذكر الدكتور بلال أن “الزوج “أسامة ميخائيل” البالغ من العمر 38 عاماً لديه جرح سطحي على معصم اليد اليمنى، وجرح عميق على معصم اليد اليسرى أدى لقطع أوتار أسعف على إثرها إلى المشفى وهو على قيد الحياة” مضيفاً أنه “تم العثور على أداة الجريمة وهي سكين منزلية مخضبة بالدماء كانت مخبأة في غرفة النوم ومواصفاتها تنطبق على مواصفات الجروح المذكورة”.
وبيّن الدكتور بلال أنه “تم الكشف الظاهري على الجثامين في موقع الجريمة، وتم استكمال الكشف الدقيق في مشرحة مشفى الباسل، حيث تبين أن أسباب الوفاة هي الصدمة النزفية و الريح الصدرية الناجمة عن الطعن بأداة حادة”.
من جانبه أوضح مدير عام مشفى الباسل في طرطوس الدكتور إسكندر عمار لتلفزيون الخبر أنه “عند وصول المدعو “أسامة ميخائيل” إلى المشفى تم إجراء غسيل معدة له نتيجة تناوله كميات كبيرة من الأدوية”.
وأفاد الدكتور عمار أنه “تم إعطائه دواء ترياق مضاد لمعالجته من تلك الكميات من الأدوية التي تناولها” مشيراً إلى أنه “حالياً في غرفة العناية المشددة للمراقبة فقط وتلقي العلاج وهو في وضع صحي مستقر لا يوجد خطر عليه”.
يُشار إلى أنه سيتم مراقبة الوضع الصحي للمدعو “أسامة ميخائيل” بضعة أيام ليصار بعدها إلى إخراجه من المشفى بعد تماثله للشفاء وتسليمه للجهات المختصة ومتابعة الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس