ماذا لو طُبّق في سوريا؟.. ألمانيا تفرض غرامات كبيرة على من يحاول الاقتراب من شخص آخر في الأماكن العامة
في تطبيقٍ صارم لقواعد التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في ألمانيا، فرضت السلطات غرامات مالية كبيرة على من “يحاول الاقتراب” من شخص آخر في مكان عام.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن “الغرامة المالية الجديدة، تصل قيمتها إلى 440 يورو (475 دولارا)، في مسعى لكبح انتشار الفيروس المتفشي في ألمانيا وعدد كبير من دول العالم”.
ومع تزايد الإجراءات التي تُتخذ في سوريا، لمنع التجمعات وإلزام الناس بتطبيق التباعد الاجتماعي، يُطرح تساؤل حول إمكانية تطبيق هكذا غرامات على السوريين، في قادمات الأيام؟
حيث شكّكت رهام، شابة سورية، (25 عاماً)، بإمكانية تطبيقه في سوريا، أو الالتزام به في حال تقرر فعلاً، وقالت : “مثله مثل أي قرار سواء حظر تجول أو غيره سيصبح لدى الجميع استثناء”.
وتابعت “ثم كيف يمكن تطبيقه مثلاً في صالات السورية للتجارة أو أمام معتمد الغاز أو الخبز وفي المصارف وغيرها؟”.
ورحبّ وسيم 36عاماً، بالقرار، بشرط أن “يترافق مع تسهيل حصول الناس على المواد الأساسية لإزالة مبررات التزاحم والتقارب”.
وأضاف الشاب الذي يسكن إحدى المدن المزدحمة، “من جانب آخر، هكذا قرار بإمكانه تجنيب الأشخاص الإحراج الناجم عن لامبالاة البعض واقترابهم بشكل كبير، في حال اللقاء في الشارع مثلاً، إذ أن هناك كثير من الناس مازالوا يعتبرون أنه لا داعي للخوف أو المبالغة”.
ولم تمنع كل الإجراءات الاحترازية من تشكل تجمعات تم رصدها في مناطق عدة، كان أشدّها على الأفران وبجانب سيارات توزيع الخبز، التي اعتمدتها وزارة التجارة الداخلية، وسيلة لتخفيف الازدحام على الأفران.
كما لوحظ تجمعات في بعض المناطق السياحية والترفيهية، دفعت السلطات إلى إصدار قرارات منع التجول والتنزه فيها بشكل كامل فيها، ورغم ذلك سجلت خروقات لهذا الحظر، فهل تمنعها الغرامات المالية؟
وسخر أمير، شاب يقطن في دمشق، من هكذا قرار، مبيناً أنه “في حال تم تطبيق القرار فإنه سيصبح هناك قرض اسمه “قرض الاقتراب من الأحباب”.
وأشارت رولا إلى أن ” هذه الغرامات تفرض في البلدان التي يتقاضى فيها المواطنون رواتب عالية”، مضيفة أنها “شخصياً تؤيد قراراً بحظر تجول كامل وحقيقي، مع توفير أبسط مقومات الحياة للناس”.
وأضافت ” في حال تطبيقه في سوريا، فالغني يدفع الغرامة أو يحصل على استثناء، والفقير يلتزم غصباً عنه”.
وبحسب التعليمات الجديدة في ألمانيا، “يحظّر تجمع أكثر من شخصين في الأماكن العامة، على ألا تقل المسافة بينهما على متر ونصف المتر”.
ولدى الحكومات المحلية أيضاً، سلطة تحديد الغرامات على المخالفين، ففي العاصمة برلين على سبيل المثال، يقول المسؤولون إن: “الغرامات تصل إلى 500 يورو”.
وفي مدينة فرانكفورت الواقعة بولاية هسن، سيتم فرض غرامات تصل إلى 200 يورو، على أي تجمع في الشارع فيه أكثر من شخصين.
وفي بافاريا، أكبر ولايات ألمانيا وأكثرها تضرراً من الفيروس مع ما يزيد على 18 ألف إصابة، أقرت السلطات المحلية غرامة على الأشخاص الذين يقتربون من الآخرين أقل من متر ونصف بقيمة 150 يورو.
وتأتي هذه الإجراءات الصارمة في وقت وصل به عدد وفيات الفيروس في ألمانيا إلى أكثر من 1500، من إجمالي ما يقترب من 100 ألف إصابة.
ويعد التقارب الجسدي من الأسباب الرئيسة لنقل فيروس كورونا، وغيره من الأمراض المعدية، وفي حين لا تتم مراعاة التباعد من منطلق الاستهتار وقلة الحرص لدى البعض، يعتبر آخرون أن إظهار الرغبة بالابتعاد عن الآخرين، خاصة المعارف، في الأماكن العامة “سلوكاً غير لائقٍ اجتماعياً”.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر