عن “أبو عنتر” .. ناجي جبر في ذكرى وفاته
شروالٌ وصدرية وقلب يخترقه سهم وعضلات مفتولة وجمجمة لإخافة الخصوم وألفاظ شعبية .. و”ياباطل”، إذا ما اجتمعت تلك العلامات والرمزيات مع نبرة الصوت المخيفة والنظرة العابسة تتكون في الأذهان شخصية “أبو عنتر”.
الفنان السوري ناجي جبر الذي يصادف يوم ٣٠ آذار ذكرى وفاته، والذي رحل تاركاً شخصية “أبو عنتر”، كبصمة قوية مسجلة باسمه، كرمز للرجولة والشهامة نال عنها استحساناً من الجمهور، ورسخ في الذاكرة السورية والعربية.
شبّ ناجي جبر على عشق الفن، وكانت البداية من خلال المسرح المدرسي، وبعده المسرح القومي والعسكري، ثم انتقل إلى التلفزيون 1972 من خلال “أولاد بلدي”، و”حكايا الليل”، وعمل مع شقيقه محمود في المسرح، من خلال “سراديب الضايعين”، و”ترفيع استثنائي”.
وشارك جبر مع دريد لحام في مسلسلات “صح النوم ، و”حمام الهنا”، و”مقالب غوار”، و”وين الغلط”، و”وادي المسك”، وفيلم “غرام في إسطنبول”.
وأسس لنفسه مسرحاً متميزاً أحبه الجمهور فيه، وشهدت مسرحيته “ليل أنس” عرضا مستمرا دام ستة أعوام، وعرضت “إعلانات” لأكثر من عامين.
وقدم خلال مشواره أكثر من خمسين مسلسلاً، منها: “يوميات أبوعنتر”، و”رمضان كريم”، و”أيام شامية”، و”حامض حلو”، و”الخوالي”، و”أبو المفهومية”، و”الرهان”، و”أولاد بلدي”، و”وادي المسك”، و “آه يا زمن”.
كما شارك ناجي جبر في ثلاثين فيلماً سينمائياً، منها: “أبوعنتر بوند”، و”هاوي مشاكل”، و”ثعالب المدينة”، و”شباب حارة العناتر”، و”السكين”، و”أموت مرتين”، و”أحبك”، و”صعود المطر”، إلى جانب مسرحيات عدة.
وفي الوقت الذي جذبت فيه شخصية “أبو عنتر” التي جسدها زمناً طويلاً غالبية الجمهور، ورغم نجاحاتها إلا أنها بدت في فترة من الزمن حملاً ثقيلاً على صاحبها، فتلك الشخصية حجزت إمكانات ناجي جبر بها، ثم حاول أن يخرج منها ويجسد شخصيات أخرى بعيداً عن شخصية “القبضاي”.
ففي تسعينيات القرن الماضي بدأ جبر يلتمس تراجع نجومية “ابو عنتر”، فانتقل من أبو عنتر صاحب المشاكل، لتصبح الشخصية المدافعة عن حقوق الآخرين.
فاقتربت الشخصية من الناس أكثر، خصوصاً عندما قدمها في مسلسل “يوميات أبو عنتر” التي شكلت العودة الرسمية لشخصية “أبو عنتر” بفكره الجديد، لكنه بقي ضمن سياج “أبو عنتر”.
إلى أن اتخذ قراره بهجرة شخصية “أبو عنتر” بشكل نهائي، وعدم العودة إليها، لكن المخرجين والمنتجين أعادوه إليها من حيث لا يدري حيث شارك بالعديد من الأعمال وظهر فيها بشخصية “القبضاي” لكن تحت مسميات أخرى بعيدة عن أبو عنتر، كشخصيته في مسلسل الخوالي.
وشكل الفنان الراحل مع رعيل الدراما السورية الأول أعمدة راسخة لبدايات الدراما والفن السوري والعربي، من خلال أدوراهم الراسخة في الأذهان والخيالات التواقة للفن كما يجب وكما منتظر منه أن يكون.
تلفزيون الخبر