رسالة من مواطن سوري إلى الشعب التركي .. جيشنا لم يقتل جنودكم .. جزّاركم قتلهم
أيها الشعب التركي الجار بحكم الجغرافيا، والمشترِك معنا كسوريين بعوامل عدة بحكم التاريخ.
بدأتم تخسرون مباشرة أكبر بكثير مما كان يجب لكم أن تخسروا .. كانت خسارتكم مادية وديبلوماسية وأخلاقية، واليوم تخسرون الأرواح ..
يزج بكم في الأسابيع الأخيرة أردوغان ونظامه الوحشي بحرب مباشرة مدمرة .. ساق جنودكم إلى أرض الشام المقدسة وجعل منهم مرتزقة محتلين .. فقتلهم بغيه .. وبخياراته.
نعم.. أردوغان اليوم لا يكتفي بسرقة مقدّراتكم وتمويل ودعم تنظيمات إرهابية تستنزف مواردكم وتنقلكم بهزائمها من أزمة مالية الى أزمة أخرى أشد وأعمق، هو اليوم يزج بأبنائكم في انتقاله بحرب الأصيل عن حرب الوكيل ليقتلوا على أرض سوريا الطاهرة دون أي وجه حق.
أيها الشعب التركي الجار بحكم الجغرافيا، والمعروف بأنه واحد من أكثر شعوب العالم تمسكاً بأرضه وتاريخه وثقافته!
كيف جرّدكم أردوغان من قدرتكم على الإقرار بحق الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وتاريخه؟
وكيف تستمر ماكينته الإعلامية الإرهابية في تخديركم وإعماء عيونكم عما يقدمه الشعب السوري منذ سنوات تسع (في تكرار لعجلة التاريخ الحاكم لحتمية انتصاره بالطبع) من تضحيات منقطعة النظير لحماية أرضه وتاريخه وثقافته وطابعه المنتمي للإنسانية؟!.
وكيف لرئيس نظام بهذا الغباء والعنجهية أن يزج بكم في هذه المرحلة الحرجة، التي تبدو وضوحاً في صعوبتها أكثر حرجاً وخطورة عليكم من الهاوية العميقة التي يقف أردوغان ونظامه على حافتها ويدفعان بكم شعباً ودولة نحوها؟؟!!.
كيف ورّطكم أردوغان بوحشيته وغروره المبني على أوهامِ طامح مفصوم بالسلطة طامع باستعادة أمجاد أجداده العثمانيين الدموية والوحشية، وفي حين لا يخفى على أحد انه لم يمتلك الحكمة والشجاعة والحنكة السياسية التي تسمح له بالتعامل مع المعطيات المتجددة ميدانياً وسياسياً وإقليمياً ودولياً.
ليقدّم وإدارة نظامه مراجعة جادة خلال السنوات الأخيرة وفي أكثر من مناسبة لتقييم صحة المكان الذي يدفع بكم وبجيشكم وبعلاقات “دولته” الاستراتيجية مع محيطها ومع المجتمع الدولي بأكمله”.
هل ترون اليوم أين تقفون من العالم أجمع؟ .. هل تلحظون كيف دمر أردوغان بغروره وأوهامه علاقات استراتيجية تمتعت تركيا بها على مدى عقود طويلة؟
هل تفوتكم حقيقة أن اللاجئين الذين نصب خيامهم أردوغان ونظامه في العام ٢٠١١ ، قبل أسابيع من بدء أي شيء في سوريا ؟؟!!
كيف ألهاكم أردوغان بيوميات حياتكم حتى أبدل لكم اعتزازكم بعلمكم إلى دموع أمهات ثكالى تلف توابيت شبان اقتادهم بوحشية وأنانية وغرور إلى جبهات قتال لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟؟
كيف كم أفواهكم بممارساته القمعية حتى خرستم عن سؤاله.. ماذا يفعل أبناؤنا فوق الأرض السورية؟؟ لماذا يعودون إلينا في توابيت ؟؟
التوقيع: مواطن سوري