التطبيع ع المكشوف .. هل يتبع الشعب السعودي “ملوكه” ويقبل بعلاقات مع “إسرائيل”؟
تشهد العلاقة السعودية “الإسرائيلية” تقارباً متسارعاً في السنوات الأخيرة، حيث لم تعد علاقة الرياض “بإسرائيل” سراً يخفى على أحد، وتعمِّقها زيارات متبادلة فردية ورسمية، وتصريحات مختلفة، وتوافق واضح على قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط.
وفي آخر ما ظهر إلى العلن من الخطوات التطبيعية، عرضت قناة “i24 الإسرائيلية”، تقريراً مصوراً بعنوان “إسرائيلي في السعودية”، حيث تجول “طاقم صحفي إسرائيلي” في عدة مدن سعودية، وأجرى مقابلات مع عدد من المواطنين.
وظهر الصحفي “الإسرائيلي”، “إنريكي زيمرمان”، عبر قناة “i24 News” التي تعد الأكثر انتشاراً في “إسرائيل”، وهو يتجول في شوارع الرياض وجدة والمدينة المنورة ويتحدث مع مارة في الشارع عن “قضايا السلام” والعلاقة مع “إسرائيل” .
ووفق القناة “الإسرائيلية”، فقد تنوعت ردود فعل السعوديين الذين تحدث معهم الصحفي، حيث تجنب غالبيتهم الإسهاب في التعليق، مكتفين بالحديث عن “السلام” بشكل عام.
كما تحدث زيمرمان مع سعوديين عن قضايا اجتماعية منها، زي الفتيات في الأماكن العامة وظهور بعضهن سافرات ومع رجال ومن دون رقابة هيئة الأمر بالمعروف، وعن قيادة النساء للسيارات، وشواطئ السباحة، والنوادي المغلقة، وملاعب كرة القدم.
وتباينت ردود فعل السعوديين حول زيارة الصحفي “الإسرائيلي” إلى مدن سعودية، بين متصالح ومشجع لخطوة التطبيع و”السلام” مع “إسرائيل”، وبين رافض وجاشب لفكرة فتح قنوات التواصل والمودة مع العدو “الإسرائيلي”.
وغرد الدكتور عبد الله السرامي، أستاذ الشريعة في جامعة الرياض، “شكراً “إسرائيل”، الواقع أنتم أكثر حكمة ونبل من الكثيرين، لم نرَ منكم شر ولو بالكلام، وأنتم ممنوعون من دخول بلادنا، وتأتون بوثائق أجنبية، بعكس الفلسطينيين وغيرهم من أهل الشام واليمن، ممن يقولون نحن إخوة في العروبة والإسلام، ويقيمون في بلادنا ثم يرسلون الملايين لأهلهم، إلا أننا لم نسلم من ألسنتهم وأذاهم”.
وكتب خالد: “ما شاهده “الإسرائيلي” هو شيء بسيط جداً عن الحقيقة ونشكره على قول الحقيقة، كما نحب أن نرى مراسلين “إسرائيليين” حقيقيين، نرغب برؤية أبناء عمنا لندعوهم لتناول القهوة العربية وأكل التمر السعودي اللذيذ”.
وغرد المواطن السعودي أبو أحمد، “وما المشكلة إذا حضر صحفي “إسرائيلي” يؤدي “عمله الإعلامي” وفق الأنظمة والقوانين، أليست “إسرائيل” عضو في الأمم المتحدة، فماذا جنينا من الفلسطينيين لا بارك الله فيهم غير المشاكل ونكران المعروف”.
بينما كتب عكاظ الحربي تعليقاً على التقرير “أمنيات لن تحقق ولن يدخل أحد بجواز “إسرائيلي”، حلم إبليس بالجنة، والقدس عاصمة دولة فلسطين العربية”.
وعلق عبد الله الشعلي “يا أخي ما نبيكم، انقلعوا، تبون تقنعوننا انكم فجأة تحبونا وتتمنون السلام لنا، طبع “الإسرائيلي” الخداع والمكر”.
وغرد حساب على “تويتر” باسم “نزال”: “إن شاء الله مسألة وقت والعرب يسون تقرير لنا من الأقصى، ويضربون كل “إسرائيلي” هناك بالحذاء”.
وقام وفد من المدونين العرب بزيارة فلسطين المحتلة مؤخراً، ومن بينهم المدون محمد سعود، الذي يصف نفسه بأنه ناشط ومدون سعودي، معجب “بإسرائيل” والديمقراطية التي تتمتع بها.
ويدأب المدون على نشر فيديوهات وتغريدات تتغنى “بإسرائيل”، وظهر مؤخراً في فيديو ليهنئ “الإسرائيليين” بما يسمونه “عيد الاستقلال”
ولا يخفي سعود تواصله مع المسؤولين “الإسرائيليين”، خاصة أولئك الذين لديهم حضور بارز على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحرص على مشاركة تدويناتهم ومنشوراتهم على صفحته الخاصة.
وزار الوفد متحف “ياد فاشيم” “للهولوكوست”، والكنيست والأماكن المقدسة في القدس، وساحة البراق والكنائس القديمة، كما التقى أعضاء كنيست عن الأحزاب اليهودية وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية والوزير يسرائيل كاتس.
وفي شهر آذار 2018، توجه الصحفي السعودي لؤي الشريف، الذي يتقن اللغة العبرية، في شريط مصور إلى “الإسرائيليين”، يؤكد فيه أن السعودية لا تنوي تهديد “إسرائيل”.
وفي رسالة مصورة أخرى من تشرين الثاني عام 2018، قال مواطن سعودي إن “السعوديين يريدون السلام مع “إسرائيل”، وعبر عن رغبته بزيارة تل أبيب.
وأعلنت “إسرائيل” أنها ستسمح لمواطنيها بالسفر إلى السعودية لأهداف محددة، في خطوة تعزز مظاهر التقارب بين السعودية والعدو “الاسرائيلي”.
وسوف تسمح “إسرائيل” “للاسرائيليين” السفر إلى السعودية “لأهداف تجارية كالاستثمار واللقاءات التجارية لمدة أقصاها تسعة أيام”، حسب ما صرح به وزير داخلية العدو “الإسرائيلي” أريه ديري، إلا أن السعودية لم تتخذ خطوة مماثلة حتى الآن.
الجدير بالذكر أن وزير الشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، قال يوم الجمعة الماضي في مؤتمر صحفي، إنه: “ليس للسعودية علاقات مع “إسرائيل””.
تلفزيون الخبر