دون قرار رسمي.. سائقو السرافيس في جرمانا يرفعون الأجرة ضمن المدينة “من راسهم”
فوجئ ناجي وهو أحد سكان مدينة جرمانا بصوت سائق الميكرو يصيح في وجهه بعد أن دفع له 25 ليرة هي تعرفة الركوب ضمن المدينة ، طالباً 50 على اعتبار أنها “ما بتوفي”، رغم أن التعرفة التي حددتها محافظة ريف دمشق، معلقة في مقدمة السرفيس وتشير بشكل واضح إلى أنها 25 ليرة سورية ضمن المدينة.
ورغم أن الراكب قد يقول 25 ليرة “مومحرزة” إلا أن رفع الأسعار أصبح حالة عامة عند الجميع وهذا القرار الذي اتخذه السائقون على خطوط “جرمانا _ باب توما” و”جرمانا _ كراجات” وحدهم و”من راسهم”، لم يصدر به أي قرار رسمي وفق ما أكدّ مصدر من محافظة ريف دمشق لتلفزيون الخبر.
وقال أبو أيمن، أحد سكان جرمانا، وعامل في منطقة العمارة ” يمكن هي مو حرزانة، و25مارح تفقر حدا، بس كلو صاير شاطر بالاستغلال، لما منسأل الشوفير ليش بدك زيادة، بجاوب إنو الأوضاع صعبة أو الخط ضمن جرمانا طويل وعم نعطل عليه ركاب”.
وتابع أبو أيمن ” الأوضاع صعبة عالجميع، ونحن الركاب مو ملاقين المصاري بالشارع، بس كل حدا صاير بحط تسعيرة على كيفو، وعلى مبدأ “ماحدا أحسن من حدا”.
واعتبرت صفاء أنهم ” يستغلون خجل الناس من المطالبة بحقهم ب 25 ليرة سورية هي بنظرهم ليست مبلغاً كبيراً، وينسون أن التعرفة حتى باب توما مثلا هي 40 ونحن ندفعها منذ سنوات 50 دون أن نعترض”.
وبرأي صفاء ” لا يوجد أي مبرر لرفع التسعيرة بهذا الشكل، فلا يوجد راكب “يعطّل” على السائق، فخط (جرمانا _ باب توما) يمر بعدة مناطق، منها الطبالة ودويلعة وباب شرقي، فالراكب من جرمانا إلى أحد هذه المناطق يدفع الأجرة كاملة، ويتاح للسائق بعدها راكب جديد، وهذا يحصل دائماً”.
وتعتبر مدينة جرمانا من أكثر مدن ريف دمشق ازدحاماً، وتعاني من نقص في وسائل النقل العامة خاصة في أوقات الذروة، تضاف إلى ما تعانيه المدينة التي يقطنها أكثر من 1,2 مليون شخص، من مشاكل في الخدمات العامة.
وتشهد حركة نقل قوية ودائمة ضمن أحيائها المتعددة، مع نقص واضح في وسائل النقل، يعود لعدة أسباب أحدها، تعاقد مجموعة كبيرة من السرافيس العاملة على الخطوط التي تربطها بمدينة دمشق، مع المدارس والروضات خارج جرمانا.
وتضطر محافظة دمشق في بعض الأحيان إلى تسيير باصات نقل عامة من منطقة “باب توما” مثلاً إلى مدينة جرمانا، في محاولة لتخفيف الازدحام والأعداد الكبيرة من الناس التي تنتظر في موقف باب توما.
ورغم وجود باصات تصل بين جرمانا وحتى مشفى المواساة، غير أن أعدادها ليست كافية، حسب ما أشار العديد من السكان، خاصة بالنسبة إلى طلاب الجامعات.
ويقول هشام ، طالب جامعي” أعداد هذه الباصات غير كافية، وهذا ما دفعنا إلى إيجاد حلول أخرى، مثل التعاقد مع باصات يملكها أشخاص، مقابل أجرة شهرية، ندفعها إن داومنا أو لم نفعل كل الشهر”.
يطول الحديث عن المشاكل التي تعاني منها جرمانا، ولا يبدو أن لها حلولاً في المدى المنظور، فمن مشاكل الكهرباء وعدم توافر الغاز والمازوت، وازدياد أعداد المستغلين، والطرقات السيئة، والسكن العشوائي وغيرها، تبدو المدينة بوجه متعب أنهكه انتظار حل إحدى هذه المشاكل على الأقل.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر