الكتابة على الجدران تعبير عن الرأي أم تشويه للمنظر العام؟
“شو بتحلا الدني ع طريقك”، وفي مدخل أحد الأبنية “غازلني وقلي مشتقلي”، وغيرها من العبارات على اختلاف مواضيعها، تتوزع على جدران المدارس، أسوار الحدائق، مداخل البنايات، يتنوع مضمونها بين حب وخذلان ومزاح، وأخرى مقتبسة من أغاني معروفة.
تختلف الآراء حول هذه الممارسات، فالبعض يراها ويبتسم ويكمل طريقه مرددا بعضا من كلمات تلك الأغنية ، في حين يراها البعض الآخر تشويها للمنظر العام وتخريبا للمكان الذي كتبت عليه، ويتابع طريقه متهكما “قلة أدب”.
كذلك يراها البعض الآخر شكل من أشكال التعبير عن النفس التي تستخدم لفرض شخصية كاتبيها والتعبير عن رأيهم، والبعض الآخر يرى أنها تعبر عن مشاكلهم النفسية .
ويعتبر المراهقون الشريحة الأكبر التي تقوم بهذا العمل، لإيصال رأيهم وتفريغ الغضب الذي يمرون به في مرحلتهم العمرية الحساسة، وباتت واضحة “عجقة” الكتابات التي تعتري جدران المدارس من الداخل والخارج، وبألوان مختلفة، كعبارات بين ذكرى من شخص لآخر، وأسماء أصدقاء افترقوا، و”فلان” زائد “فلانة” يساوي “حب”.
ومن الرسائل المباشرة التي نراها غالباً هي جملة “لا ترمي القمامة”، أو الرسائل الرياضية “المبطنة” مثل “ذكرهم ونكد عليهم” لإثارة حنق الفريق الآخر، أو ربما عبارات فيها دعابة مثل “قولي لأمك لقيت حدا يحبني أكتر منك”، وعبارات تعبر عن مشاكسات المراهقة مثل “وضعو تحت أسمائنا خط أحمر وقالوا بأننا لا نهزم”.
وعلى الرغم من الأثر الجمالي الذي قد يراه البعض في الكتابة على الجدران، وبغض النظر عن نوع الفن أو الرسالة التي قد يحتويها، إلا أنها تندرج تحت بند تشويه المنظر العام، من مدارس وأبنية وأسوار حدائق ومحال تجارية، إضافةً إلى ما يحمله هذا النوع من الممارسات من تلوث بصري يضر بالوجه الحضاري للمدينة.
ويعتبر بعض علماء النفس أن هذا الفعل ينطوي على مشاكل نفسية يعاني منها الفرد، منها الكبت عند المراهقين من قبل الأهل أو السلطة الأعلى منهم في المدرسة، وضعف القدرة على التواصل والتعبير عن النفس.
إضافةً لمشاكل سلوكية تجعل فاعلها يستهين بالممتلكات العامة ويهمل واجبه بالحفاظ عليها لا تشويه مظهرها العام.
يذكر أن ظاهرة الكتابة على الجدران منتشرة في جميع أنحاء العالم إلا أن معظم الدول اتخذت منحى احتوائها عن طريقة إقامة مسابقات منظمة بحيث تكون مدروسة في إطار يخدم الشق الجمالي للمكان، إضافةً للاهتمام بالجانب النفسي للمراهقين، والتوعية بالمسؤولية الملقاة على الأفراد بالمحافظة على الممتلكات العامة.
بتول حجيرة – تلفزيون الخبر