في الذكرى السنوية الأولى لغياب عازف البزق السوري إياد عثمان.. الموسيقيون لا يرحلون
كما تعيد الموسيقى إيقاظ الروح في الإنسان، تخلّد هؤلاء الذين كرّسوا أعمارهم لها، ورحلوا تاركين شيئاً من أرواحهم في كل نغم عزفوه أو عمل موسيقي قدموه.
في مساء الثالث والعشرين من كانون الثاني عام 2019، فجع الوسط الفني في سوريا برحيل عازف البزق الشاب إياد عثمان عن عمر 34عاماً، إثر وعكة صحية بسيطة تطورت إلى حالة مستعصية في إحدى مشافي العاصمة اللبنانية بيروت.
بدأت الحالة الصحية لعثمان من “كريب”، تناول على إثره مضادات حيوية مختلفة، بعد وصف صيدلي لها، أدت لاختلاط دوائي عنده، لتتحول إلى مرض ذات الرئة، ثم فشل كلوي، مؤثرة على مختلف أعضاء جسمه، إلى أن وافته المنية.
وعن حياته و”الموسيقى كانت تجري كالدم في عروقه”، فقد تعلّم إياد على الآلة التي سبقه إليها أخوه الأكبر عازف البزق السوري المعروف محمد عثمان.
عمل عثمان بعد تخرّجه من المعهد العالي للموسيقى مدرّساً لمجموعات موسيقى الحجرة في المعهد المذكور، ثم مدرّساً لآلة البزق في كلية التربية الموسيقية في “جامعة البعث” في حمص، ثم في “المعهد العربي للموسيقى” في السويداء.
ونعى عازف الترومبيت السوري نزار عمران، العام الفائت، صديقه المقرب عبر تلفزيون الخبر، “إياد حالة استثنائية، أخذ البزق بفنه لمكان آخر، حوله لآلة هارموني بطريقة مغايرة لم يشابهه فيها أحد قبل، إياد المبدع لم يرد شيئاً من الحياة سوى الموسيقى”.
وبيّن نزار أنه “على مدار أربعة سنوات، وخلال كل حفلة في دار الأوبرا استُضيف إياد غيابياً من خلال تسجيل من عزفه، أرافقه فيه مباشرة على آلتي الترومبيت، ليكون حاضراً في كل حفل، حتى استطعنا اخيراً العزف سوياً على مسرح دار الأوبرا، في الحفل الأخير”.
وخلّف إياد موجة حزن كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، من الأصدقاء والمحبين المودعين له بأطيب ذكر، والشاهدين على بساطة الفنان المبدع، والآسفين لرحيله المبكر.
وبعد إصابته بالوعكة الصحية وقبل شهر من وفاته، كان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة للتبرع بالدم لإياد، لكن تلك الجهود والدعوات لم تتمكن من إنقاذ حياة الموسيقي الشاب.
يذكر أن آخر ما قام عثمان بتأليفه كان مقطوعة بعنوان (الدراسة الأولى…أربيجيو)، شارك فيها ضمن مشروع العازف السوري كنان أبو عقل الذي أطلقه العام الفائت وأهداه لروح الفنان الراحل إياد عثمان.
رنا سليمان- تلفزيون الخبر