واقع خدمي “معدم” في الكسوة الشرقية.. ورئيس البلدية يعد بحل جذري بعد 4 أشهر: “اصبروا”
“منطقتنا سيئة من كل النواحي وغير قابلة للحياة من الأساس”، توصيف بدأ به أهالي منطقة الكسوة الشرقية المعروفة بحي السكة في ريف دمشق، الذين اشتكوا عبر تلفزيون الخبر الواقع الخدمي المتردي عندهم، والذي يشمل وضع الطرقات والمياه والاتصالات والصرف الصحي.
وأكد أحد المشتكين أن “سكان المنطقة يعيشيون مأساة حقيقية في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، لدرجة “كادوا ينسوا فيها أن الأمطار هي خير وبركة”، حيث تتحول الطرقات غير المعبدة “اللي ما شمت ريحت الزفت بعمرا” إلى ساحات من وحل وطين”.
وأضاف المشتكي أن “التنقل بين المنازل بسبب كمية الوحل يصبح “كمهمة من مهمات جيمس بوند”، بينما الذهاب خارج الحي يتحول “لمهمة مستحيلة””.
وأردف المشتكي أن “ما يزيد الطين بلة” هو مشكلة الصرف الصحي، حيث تفيض مياهها داخل المنازل بعد تساقط الأمطار، وتملأ كذلك الطرقات الفائضة أصلاً بالطين والوحل والأوساخ”.
أما عن وضع المياه، فتساءل المشتكي عن “معنى كلمة مياه التي لا تأتي إلى حيهم سوى مرة واحدة أسبوعياً لمدة ساعتينن فقط، قد لا يحالفهم الحظ بالاستفادة منها في حال كانت الكهرباء مقطوعة خاصة مع التقنين الذي ازداد خلال الأسبوع الجاري”.
وعبر المشتكي عن “فقدان سكان الحي الأمل من مناشدة الجهات المسؤولة، خاصة أنه ليس بجديد وإنما قديم جداً ويعود إلى ما قبل الأزمة السورية، وسلط الضوء عليه عدة مرات لكن دون جدوى”.
وعن سبب عدم تقديم حلول جذرية لمشاكل المنطقة، بيّن رئيس بلدية الكسوة، محي الدين دوله، أن “الحي المذكور مشكلته أنه دخل التنظيم سنة 2011، الذي شهد بدء الأزمة السورية وأهملت بعده الخدمات بشكل عام”.
وأضاف دوله أنه “لا يمكن حل مشكلة الطرقات وتعبيدها، قبل إصلاح البنية التحتية المهترئة في المنطقة، والبداية مع تنظيم شبكة الصرف الصحي والمياه والكهرباء والاتصالات”.
وقال دوله أنه “تم تزفيت بعض الأحياء في المنطقة بقيمة 70 مليون ليرة التي أصلح فيها الصرف الصحي وشبكة الهواتف، إلا أنها تحفرت من جديد بسبب حفريات الماء والكهرباء”.
و”من أجل الحد من الهدر”، بين دوله أن “البلدية تعتزم تجهيز كافة الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات من أجل البدء بتزفيت جزء كبير من المنطقة بداية الشهر الخامس بقيمة 125 مليون”.
وعن سبب ضخ المياه مرة واحدة للمنطقة، رد دوله أن “ضخ المياه يأتي إليها من العقدة الثامنة وتحديداً من كفر سوسة، حيث لا توجد في المنطقة أية آبار صالحة للاستخدام البشري بحسب تحاليل وزارة الإدارة المحلية”.
وقال دوله أنه “يجري حالياً الاتفاق مع الأمم المتحدة لحفر بئرين استراتيجيين بتكلفة 2 مليون دولار، يصل إحداهما لحي السكة بهدف حل مشكلة المياه فيها”.
وناشد دوله “الأهالي بضرورة التحلي بالصبر ومنح الجهات المعنية بعضاً من الوقت خاصة أنهم صبروا كثيراً، مؤكداً أن وضع الواقع الخدمي عندهم يحظى باهتمام كبير وهو في طريقه للحل الجذري”.
“ما عم نطالب بالمستحيل، بدنا أساسيات الحياة من طريق ومي وكهربا”، هي مطالب أهالي الكسوة الشرقية التي يتوقون إلى رؤيتها في الواقع كما في الأحلام، منتظرين تحققها خلال الأشهر القليلة المقبلة، في ظل وعود حكومية أكدت أن وضعهم الخدمي “بالفكر والبال”.
توفيق بيطار – تلفزيون الخبر