المخرج مأمون خطيب لتلفزيون الخبر: التجريب في بوابات “نفضة روحية” لي شخصياً
لجأ المخرج “مأمون خطيب” في عرضه الأخير “بوابات” للتجريب كصيغة بحثية تنطلق من النص مروراً بآليات التمثيل وتصميم السينوغرافيا والإضاءة والموسيقى… والتفكير الجماعي بمكونات العرض وتفاصيله المختلفة.
يبدأ العرض بأربعة ممثلين على الخشبة التي امتلأت جدرانها ببورتريهات كثيرة لنكتشف أنهم في قاعة ضمن المطار في انتظار أن تفتتح البوابات ليخرج كل منهم إلى بلد أوروبي حيث سيحقق هناك أحلامه.
الممثل “إبراهيم عيسى” ناشر تعرض للإذلال أمام زوجته وأولاده ويرغب بالسفر إلى الدانمرك بعدما استأجر هناك منزلاً ريفياً لمدة 99 عاماً قابلة للتجديد ولا يبتغي إلا أن يكون وحيداً ويشعر بإنسانيته بعيداً عن كون ذكر أو أنثى.
بينما تجسد “نسرين فندي” شخصية ممثلة تعبت على نفسها وعلى ثقافتها كثيراً لكنها لم تحظ بفرصة عمل تستحقها طالما أن الممثلات ذوات المفاتن العارمة يملأن الشاشات بغض النظر عن معرفتهن، لذا قررت الرحيل إلى لندن حيث ستلتقي بحبيب مشتهى تعرفت عليه على الفيسبوك وتظن أنه ينتظرها هناك.
الممثل “سليمان رزق” هو عازف ساكسفون اضطر للعمل في الملاهي الليلية بعدما رفض طلب انتسابه إلى الفرقة السيمفونية والأوركسترات الوطنية بسبب أن آلته غير رئيسية، ولأنه يرفض أن يعمل من أجل المال فقط سيسافر إلى إيطاليا ويأمل أن يلقى التقدير والثناء.
أما رابع الممثلين فهي “رشا الزغبي” الفنانة التشكيلية التي تدور أحداث العرض في خيالها ولكن بتماهٍ شديد مع الواقعية، وفق تقنية “المسرح داخل المسرح”، بحيث تكون الحدود بين الحلم والواقع وبين الحقيقة والخيال واهية تماماً.
وبعد الكثير من الصدامات بين الشخصيات الثلاثة نكتشف أن مكان الأحداث ليس قاعة انتظار في مطار وإنما مصح عقلي اجتمعت فيه الشخصيات الأربعة لتبث هواجسها وأحلامها وتتمرد على واقعها المزري، وتتجادل عن المواطنة والحرية والكرامة والفساد ومحبة البلاد…
المخرج “مأمون الخطيب” قال في تصريح لتلفزيون الخبر عن سبب خوضه للتجريبية في عرض “بوابات”: “التجريب هذه المرة أتى كنوع من القلق والخوف من الركون لأسلوب محدد في الإخراج، لذلك أردت من التجريب أن يكون هزة للفكر والروح بغية تحقيق اختلاف.
وأوضح أن “التجريب بدأ منذ الفكرة وبماذا يمكن أن نجرب، وبعد الفكرة كان هناك هاجس النص، وطلبت من أكثر من شخص لكن لم تتم تلبيتي، حتى جاءت شراكة الكتابة بشكل إبداعي مع نسرين فندي، وتم اختيار الممثلين، والعمل بشكل جماعي بحيث يكون ثمة تمايز بين الشخصيات عن طريق بروفات الارتجال”.
وقال “خطيب”: “سعيت لإشراك الجميع بهذه التجربة من الفكرة إلى النص إلى التمثيل إلى السينوغرافيا إلى الماكياج والإضاءة والموسيقى… بعيداً عن آلية العمل في عروضي السابقة الواقعية أو الكلاسيكية أو مسرح الأزمة، لتكون “بوابات” بمثابة “نفضة روحية” لي شخصياً”.
وأضاف المخرج خطيب: “كان هناك شيء بحثي بالنسبة لي مؤسَّس على التجريب، وبدأت أراقب تغيرات الممثل وتبدلاته باختلاف المهمة التي تُعطى له مع نص يتحمل الارتجال والتجريب، وحاولت معرفة كيف يكون إحساس الممثل بلحظة معينة، وكيف يستطيع أن يكسر هذا الإحساس بشكل علمي تماماً”.
وقال خطيب: “باعتقادي العمل على هكذا نوع من المواضيع بطريقة كلاسيكية مستبعد، وخاصة موضوع الأزمات النفسية التي نعاني منها وانعكست علينا خلال الحرب، أضف أن الموضوعة بحد ذاتها: الحلم بالسفر، ودفن المواهب، وأننا جميعنا مرضى نفسيين… تستدعي التجريب المسرحي الذي له علاقة بالعبث الذي نعيشه بالمقدار نفسه”.
يذكر أن “بوابات” عرض على خشبة القباني وصمم السينوغرافيا له: نزار البلال وريم الشمالي، موسيقى وتقنيات: رامي الضللي، إضاءة: ريم محمد، ماكياج: منور عقاد، مساعد مخرج: عمر فياض، تصميم غرافيك: عبد الله ناصر.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر