الانقطاعات المتكررة و”الرفات” الكهربائية في اللاذقية تتسبب باحتراق الأجهزة المنزلية.. و”الحق” على الحماية الترددية
على إيقاع عودة التقنين الكهربائي إلى محافظة اللاذقية, ثلاث قطع مقابل ثلاث ساعات تغذية, يشكو عدد كبير من أهالي المحافظة من الانقطاعات القصيرة التي تتخلل ساعات التغذية, ناهيك عن “الرفات” التي أدت إلى أعطال في الأجهزة الكهربائية التي كما يبدو لم تتحمل “رفات” الكهرباء التي تنذر بشتاء ساخن لأهالي اللاذقية.
شكاوى بالجملة والمفرق وردت إلى تلفزيون الخبر بسبب الانقطاعات المتكررة خارج وقت التقنين, ناهيك عن احتراق الأدوات الكهربائية المنزلية التي تعتبر عصب أي منزل، وأعطالها تشكّل مصيبة مالية للعائلة خاصة مع ارتفاع الجنوني لأسعار القطع التبديلية وأجور التصليح.
أحد المشتكين قال لتلفزيون الخبر: ” السبب وراء “الرفات” الكهربائية التي أدت إلى تعطل البراد في منزلي هو نظام الحماية الترددية للشبكة الكهربائية وآليات عملها وعملية القطع للتيار الكهربائي بشكل مفاجئ أو نتيجة لسبب آخر قد يكون برنامج التقنين أو غيره”.
وتساءل المشتكي: “اليوم تعطل البراد وغدا قد تكون الضحية الغسالة أو التلفزيون.. من يعوضني عن خسارتي؟”, مضيفا: ” لو تأخرنا بسداد فاتورة الكهرباء لطالبونا سريعاً بالغرامة وعمدوا إلى سحب العداد “.
بدوره, قال مشتكِ آخر: “نحن نعاني يومياً من الانقطاعات المتكررة للكهرباء خلال فترة التغذية الكهربائية في الضاحية الجنوبية بمدينة اللاذقية, ناهيك عن “الرفات” التي تجعلنا نخاف على بالأجهزة الكهربائية فنسرع إلى فصلها من الكهرباء خوفا من احتراقها”.
وأضاف: “دون سبب مفهوم تأتي الكهرباء عشر دقائق ثم تنقطع خمس دقائق أو ربع ساعة على “كيف” مؤسسة الكهرباء دون حسيب أو رقيب”.
بتهكم شديد قال احد المشتكين: “لماذا تعلن شركة الكهرباء عن برنامج تقنين في الوقت الذي لا تلتزم بذلك؟, مضيفا: “الأفضل أن تقول ثلاث قطع مقابل ثلاث قطع متكرر و”رفات” عشوائية تسببت باحتراق الغسالة في منزلي”.
والانكى بحسب المشتكي, انه عند السؤال عن السبب وراء الانقطاعات العشوائية يقولون انه للحماية الترددية, متسائلا: “هل الحماية الترددية أهم من حماية مصالح المواطن الكامنة في الأجهزة الكهربائية الموجودة في منزله والتي يحتاج إلى خمسة قروض لتحصيل أجهزة جديدة بدلا منها إذا احترقت بسبب الكهرباء الغير منتظمة”.
ولا تقتصر المعاناة على انقطاعات قصيرة متكررة وإنما تتعداها إلى انقطاعات طويلة تذهب بالكهرباء عدة ساعات بدون أي إنذار مسبق, إذ قالت مشتكية لتلفزيون الخبر: “منذ يومين انقطعت الكهرباء عشر ساعات متواصلة عن حي بسنادا”
وأضافت المشتكية: “مازلنا في أول فصل الشتاء ولم يشتد البرد بعد والانقطاعات الكهربائية لا ترحم فكيف سيكون الحال في “عز” الشتاء”.
بدوره, قال مصدر في وزارة الكهرباء لتلفزيون الخبر: “سبب الانقطاعات المتكررة هو الحماية الترددية للتيار الكهربائي الموصولة على جميع المحطات، وهي عبارة عن نظام حماية للشبكة من فصل التيار الكهربائي على مستوى المحافظات”.
وأوضح المصدر أن “الفصل الترددي يحدث عندما تزيد الحمولات بسبب ارتفاع الاستجرار والاستهلاك بكميات أكبر من الكميات المولدة نتيجة البرد, وأن الحمايات الترددية يتم وضعها في محطات التحويل التابعة للمؤسسة العامة لنقل الكهرباء”.
وأشار المصدر في وزارة الكهرباء إلى “خطورة ترك الشبكة الكهربائية من دون حمايات ترددية الأمر الذي قد يؤدي إلى ضعفها وانخفاض التوتر على مستوى سوريا”.
كما بيّن المصدر أن “إعادة التيار المفقود يتطلب عدة ساعات أحياناً، إلا أنه تم حل المشكلة من خلال وضع حمايات في بعض المحطات على التناوب لفصل هذه المحطات في حال هبوط التوتر فيها إلى درجة معينة لحماية الشبكة، ويضمن هذا الإجراء عدم خروجها عن الخدمة”.
ولفت المصدر إلى “وجود عدة مستويات من الحمايات لضمان استقرار الترددات حتى لا تصل إلى فقدان التوتر، مبيناً أنه يتم مبدئياً فصل محطات صغيرة منفردة، وفي حال استمرار الهبوط تفصل عدة محطات مع بعضها البعض، وفي حال زيادة الهبوط بشكل أكبر تفصل جميع خطوط التوترات العالية 230 كيلو فولط معاً”.
وأوضح المصدر أنه “في محطات توليد الكهرباء يتم إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال تدوير محاور المولدات وهو ما يعبر عنه كهربائياً بالتردد ويقاس “بالهرتز” وهو في الحالة النظامية يكون 50 هرتزاً.
وأضاف: “هذا التردد هو الميزان الذي يتم من خلاله الموازنة بين الطاقة المتاحة التي تولدها مجموعات التوليد وبين الطاقة المستهلكة، فإذا كان هذا التوازن قائماً فالتردد هو 50 هرتزاً وإذا انخفض التردد فهذا يعني أن الطاقة المستهلكة أكبر من الطاقة المتاحة المولدة من محطات التوليد، وهنا تعمل الحمايات الترددية على فصل الأحمال الزائدة للمحافظة على توازن الشبكة”.
وأضاف المصدر: “الهدف من اتخاذ تلك الإجراءات حماية مجموعات التوليد لتبقى مشتغلة أيضاً لأن إعادة إقلاعها في حال وقوفها يحتاج إلى وقت طويل”.
وأكد المصدر في وزارة الكهرباء على “ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة وعدم استخدام التجهيزات الكهربائية خلال ساعات الذروة, بالإضافة إلى عدم استخدام الكهرباء للتدفئة وذلك للتخفيف من ساعات التقنين وضمان عدم انقطاع الكهرباء” .
ويعاني معظم أهالي اللاذقية من التقنين غير المنظم حيث يعتمدون على التنبؤات لتحديد مواعيد انقطاع الكهرباء ومجيئها, وعلى الدعوات أن لا يأتي التيار قويا فيتسبب بأعطال في الأجهزة الكهربائية التي تشكل “الحيلة والفتيلة” لكل عائلة.
باسل يوسف – تلفزيون الخبر