منظمة العفو الدولية: السعودية تلمع صورتها السياسية عن طريق الرياضة
تتوجه عيون عالم الرياضة صوب الدرعية، على الحافة الشمالية الغربية للعاصمة السعودية الرياض، حيث سيعمل الملاكم البريطاني المحترف “أنتوني جوشوا” على استرداد حزام بطل العالم لرابطة الملاكمة العالمية “WBA”.
وبحسب موقع “DW”، فإن مباراة الملاكمة هي جزء مما يسمى موسم الدرعية، ويصف المنظمون السعوديون حزمة الفعاليات الرياضية البارزة التي تقام في موسم واحد بأنها “برنامج ترفيهي عالمي لا غنى عنه”.
وكانت الدرعية في السابق، مقرا لقصر عائلة آل سعود الحاكمة، والمرافق التي تم تجديدها ببذخ تقف منذ عام 2010 على لائحة التراث العالمي لليونسكو، كذلك قامت شركة بريطانية ببناء الصالة خصيصا لأول مباراة بطولة عالم للوزن الثقيل تقام في الشرق الأوسط.
وتتهم “منظمة العفو الدولية” سلطات السعودية، باستغلال مباراة الملاكمة وغيرها من الأحداث الرياضية مثل جائزة الدرعية الإلكترونية، وسباق الفورمولا وكأس الدرعية للتنس ومهرجان الفروسية، “لغسيل صورة السعودية التي لحقت بها أضرار بالغة”.
وتصف المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان هذه الاستراتيجية، التي تستخدمها أيضًا دول أخرى في المنطقة مثل قطر، باسم “غسيل الرياضة”، أي الغسيل عبر الرياضة.
ووفقا للمنظمة فإن وضع حقوق الإنسان في السعودية كارثي، وتدلل المنظمة على ذلك من خلال ارتفاع عدد عمليات الإعدام في البلاد، ففي عام 2018، تم قطع رؤوس 146 شخصًا، على بعد 10 كيلومترات فقط جنوب الفنادق الفاخرة في وسط المدينة، بما يعرف باسم “ساحة البتر”.
وعندما تولت السعودية الأسبوع الماضي رئاسة مجموعة العشرين، التي تضم أهم عشرين دولة صناعية وصاعدة، قالت منظمة العفو الدولية: “إن الاعتقالات التعسفية للنشطاء المسالمين والصحفيين والأكاديميين ونشطاء حقوق المرأة أمر شائع في السعودية، وكذلك عمليات الإعدام عقب المحاكمات الجائرة والتعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة للمحتجزين”.
وقال الملاكم جوشوا، الذي سيكسب أكثر من 50 مليون دولار في هذه المباراة، “إنني أقدر آراء منظمة العفو، لكنني هنا للنزال فقط، وأنا أفضل بناء علاقة مع البلد، بدلاً من الإشارة مع بريطانيا إلى الناس في السعودية وتوجيه التهم لهم”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن كأس العالم في الملاكمة هو بداية لحملة رياضية سعودية كبيرة، كجزء من رؤية 2030، حيث تخطط الحكومة لبناء مدينة رياضية تسمى “نيوم” على البحر الأحمر بتكلفة 400 مليار دولار.
وستكون القوانين الغربية معتبرة في مدينة “نيوم”، حيث سيتم السماح ببيع واستهلاك الكحول لجذب المزيد من السياح الرياضيين إلى البلاد.
ولم يلب كل نجوم الرياضة دعوة المال القادمة من السعودية، فالأيرلندي “روي ماك إيلروي”، الرجل الثاني في قائمة الغولف العالمية، رفض عرضًا بقيمة 2.5 مليون دولار، كما رفض المشاركة في بطولة السعودية الدولية.
ولبى نادي بايرن ميونيخ في عام 2015، الدعوة لمباراة ودية ضد نادي الهلال السعودي، في نفس الشهر الذي تعرض فيه المدون السعودي رائد بدوي، للجلد في مدينة جدة، ليواجه بايرن بعد ذلك انتقادات شديدة من جمهوره.
الجدير بالذكر أن محمد بن سلمان مهتم بشراء مانشستر يونايتد من مالكيه الحاليين، في محاولة لزيادة نفوذ السعودية في عالم الرياضة وتلميع سمعتها، التي تضررت بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، ودعمها للارهاب والمجازر التي ترتكبها في اليمن .