“آرال” البحر الذي جف وتحوّل إلى صحراء
البحر الذي اختفى بشكل شبه كامل وتحول إلى صحراء على يد الإنسان يدعى بحر “آرال”، وكان يصنف على أنه بحر داخلي، ويقع في آسيا الوسطى بين أوزبكستان جنوباً وكازاخستان شمالاً، ويحتل أخفض أجزاء حوض طوران الواسع، عرفه جغرافيو العرب بـ “بحر خوارزم”، وأطلق عليه الروس في القرن السابع عشر اسم “البحر الأزرق”.
وكان بحر “آرال” يمتد على مساحة حوالي 68000 كم2، بأقصى عمق له 68 متر، كما أن طوله من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي هو 428 كم، وعرضه الموازي لخط العرض الشمالي 45 درجة يبلغ 284 كم.
ويحوي بحر “آرال على عدد من الجزر فيه تقدر مساحتها الكلية بـ 2345 كم2 من أصل مساحته الكلية، ومن أهم هذه الجزر جزيرة “كوكارال” وجزيرة “فزرغدينية”، التي كانت تعرف باسم “نقولا الأول”، بالإضافة لجزر عديدة أخرى.
وصنف بحر “آرال” آنذاك برابع أكبر بحر في العالم، تفصله هضبة “أوست أورت” وتتصل به صحارى “قيزيل قوم” و”قره قوم” الرملية، أما مصبات الأنهار به فهي لنهران اثنان هما “سيردريا” أو (سيحون) و”أمودريا” أو (جيحون)، فكيف لهكذا بحر أن يتعرض للجفاف ويختفي؟.
بدأت قصة انخفاض منسوب بحر “آرال”، بحسب تقارير إعلامية، عام 1960، حين اتخذ قرار بتحويل اثنين من الأنهار التي تغذي بحر “الآرال”، لمحاولة ري الصحاري من أجل زراعة القطن بشكل أساسي، مع الأرز والبطيخ والحبوب.
وجاء تحويل سير النهرين كجزء من خطة لزراعة القطن الذي يلقب بـ “الذهب الأبيض” لتصديره، وبالفعل فإن أوزبكستان تعد اليوم واحدة من أكبر الدول المصدرة للقطن، إلا أن الثمن كان بجفاف بحر “آرال”.
وفي عام 1970، أي بعد 10 سنوات على بدء تنفيذ خطة القطن، بدأ بحر “آرال” بالجفاف، لتنقص مساحته تدريجيا إلى أن أصبح عام 2008 يغطي حوالي 10% من مساحته الأصلية فقط.
وما بقي من بحر “آرال” حالياً هو تجمع مائي صغير أطلق عليه اسم “بحر آرال الصغير”، يقع في الجزء الشمالي من البحر الأصلي، ويحبس المياه فيها سد اسمه “كاكارال”.
أما باقي مساحات بحر “آرال” فتعرضت جميعها للجفاف، بل تحولت لصحراء أيضاً، وتظهر بمناطق مختلفة فيها هياكل سفن كانت غارقة سابقاً، حتى أن الجمال انتشرت بتلك الصحراء التي كانت يوماً بحراً.
وجفاف بحر “آرال” سبب انهياراً لصناعة الصيد التي كانت مزدهرة في المنطقة، مع انتشار البطالة والركود الاقتصادي، ناهيك عن التلوث البيئي التي تعيشه المنطقة.
يذكر أن المساحة الصغيرة المتبقية من بحر “آرال” الواقعة شمال مساحته الأصلية، ما زالت تتعرض للجفاف بدورها، ويتوقع أن تختفي المياه فيها نهائياً بحال استمر الوضع على ما هو عليه عام 2050.