عيد البربارة .. بين الطقوس الجميلة والحكاية الحزينة
ملابس تنكرية وقمح مسلوق مزين باللوز والسكر واليانسون والقرفة، وحفلات وأناشيد متنوعة، بهذه الطقوس يحيي المسيحيون في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين عيد البربارة، نسبة إلى القديسة “بربارة” التي دفعت حياتها ثمناً لإيمانها.
كل الطقوس تجعل الاحتفال موجهاً للأطفال بالدرجة الأولى، كما روت السيدة “جورجيت” لتلفزيون الخبر، مضيفة “في عيد البربارة نصنع الحلوى (قطايف محشوة بالقشطة)، ونسلق القمح، وهي ترمز إلى سنابل القمح المباركة المرتبطة بقصة بربارة القديسة”.
وتابعت جورجيت “يتنكر الأطفال في العيد، وترمز الفكرة الى التخفي، وتقام حفلات لهم ويطوفون على بيوت الحارة لجلب الحلوى من الأقارب والجيران”.
وأوضحت جورجيت “لكل طقس في العيد رمزية معينة، فسلق القمح يعود إلى أن الرواية تقول أن بربارة المؤمنة وأثناء هربها من بطش والدها الملك مرت بحقل قمح، فارتفعت السنابل لتخفيها عن عيون الجنود”.
وأكملت جورجيت “وفي أثناء هروبها يقال أن نوراً جاء من السماء، وحجب القديسة عن أعين مطارديها، وفي روايات اخرى يقال أن الطين غطى وجهها فاختفت معالمه ومن هنا جاءت فكرة التنكر والتخفي”.
وتابعت “أما عن القطايف، فيقال إنّ لهذه الحلوى دلالةً دينيّة قديمة، حيث تشير إلى جسد القدّيسة الذي تناثر أشلاء بين الدّماء، تماماً كما يحدث للقطايف لحظة رميها في الزيت، وهي ربما بدع أضيفت إلى القصة، فالحلوى ملازمة للأعياد في بلدنا”.
وأشارت السيدة الدمشقية إلى أنه “حتى في سنوات الحرب كنا نسلق القمح و يتنكر أطفالنا ونحتفل على نطاق ضيق، لادخال الفرح إلى قلوب الصغار، وفي هذا العام ستكون الاحتفالات أفضل بالنسبة لنا، فالأمان يسمح لعلائلاتنا واطفالنا بالاجتماع معا دون خوف”.
ونوهت جورجيت إلى أنه “ليس لعيد البربارة أي علاقة بما يسمى عيد الهالوين، حيث يتنكر الناس بملابس مخيفة، وهو تقليد غربي مرتبط بعيد آخر، ويخلط كثير من الناس بينهما”.
ويرتبط الهالوين بإحياء ذكرى الأموات طيّبي الذكر، كالشهداء والقدّيسين، ويرجع أصل كلمة هالويين إلى الكلمة الإنكليزيّة “هالوو” والتي تعني الليلة المقدّسة.
ورغم هرب بربارة والحكايات الكثيرة التي تناقلها التاريخ عن اختفائها، فنهايتها كانت القتل بسيف والدها، لتنتهي حياة القديسة الجميلة نهاية حزينة.
ويصادف العيد في الثالث والرابع من شهر كانون الأول، وهناك عبارات مرتبطة بالعيد حيث يقال “في عيد البربارة بتطلع الميّ من قدوح الفارة”؛ بسبب غزارة المطر في هذا الوقت من العام.
الجدير بالذكر أن طوائف أخرى، غير مسيحية، تحيي هذا العيد كنوع من التقاليد المرتبطة بالطقس والأجواء الشتوية ويطبخون القمح ويحضرون الحلوى.
تلفزيون الخبر