هل هو إساءة لعراقة المنطقة؟ .. فندق 5 نجوم في الحجاز بدمشق
نشر المؤرخ السوري سامي المبيض مقالاً بعنوان “محيط محطة الحجاز .. من فوضى إلى فوضى”، مشيراً إلى الإعلان مؤخراً عن مشروع لفندق ضخم جانب محطة الحجاز في دمشق من فئة الخمس نجوم.
وأضاف المبيض أن “الفندق سيكون على مساحة 5133 متر مربع يتم إشغالها حالياً من قبل مقهى الحجاز وبعض المحلات التجارية القديمة التي سيتم إزالتها لتنفيذ مشروع الفندق.
ولفت المؤرخ الدمشقي إلى أن “الفندق سيحمل اسم “نيرفانا” وسيضم مركزاً تجارياً كبيراً وصالة متعددة الاستعمالات ومركزاً لرجال الأعمال و أربع كراجات للسيارات جميعها تحت الأرض”.
وسيتألف الفندق، بحسب المبيض، من 12 طابقاً و300 غرفة مطلة على محطة الحجاز وسوق الحميدية وساحة المرجة.
من جهة أخرى، طرح المبيض عدة تساؤلات متعلقة بطبيعة المنطقة التي سيقام عليها المشروع وعراقتها، لاسيما وأن منطقة ساحة الحجاز تتمتع بخصوصية لدى الدمشقيين من حيث الروايات التاريخية التي تحكى عنها وعمقها التراثي.
وتساءل المبيض “تلك المنطقة مكتظة جداً وتعاني من أزمات سير خانقة، وهي ليست مؤهلة بالمطلق لاستيعاب فندق كبير بهذا الحجم”.
كما رأى أنه “لا يجوز بناء فندق كبير بجانب معلم تاريخي مثل محطة الحجاز لأنه سيطغى على المحطة ويشوه المنظر العام في المنطقة، مستشهداً على ذلك بما آل إليه الحال إبان إنشاء فندق “فور سينزنز” في منطقته لأنه لا يشبه الطراز المعماري فيها”.
وأضاف المبيض أنه “جرت العادة في دمشق على إزالة المحلات التجارية والمخالفات العشوائية المحيطة بالأبنية التاريخية كما فعلت المحافظة حين كشفت عن سور دمشق وأزالت المحلات التجارية المحيطة به”، فالهدف برأي المؤرخ هو “إظهار جمالية تلك الأبنية وإزالة كل تشويه بصري من حولها لا طمسها والمضاربة عليها”.
من جهة أخرى، أشار المبيض إلى أن اسم “نيرفانا” معروف بأنه مأخوذ من إحدى فنادق دبي أو بيروت، والتسمية مأخوذة من الديانة البوذية وتعني وصول الإنسان إلى حالة من السلام الداخلي، وهي دخيلة على القاموس السوري تماماً مثل “ماروتا سيتي”، مشدداً تساؤله بالقول: “هل دُرس الاسم أم أنه مجرد محاولة “”للفرجنة” ؟!”.
وفي تساؤل آخر متعلق بأبناء البلد، قال المؤرخ: “لمن هذه الفنادق ؟ لأولاد البلد الذين لا يكاد راتبهم يكفيهم أسبوع واحد من الشهر أم للسياح الذين لم نعد نراهم إلا فيما ندر؟، ألم يكن أنفع بناء حديقة في المنطقة أو مجمع سكني للمشردين أو مشروع سكني لأصحاب الدخل المحدود؟!.
وبالعودة إلى التاريخ، لفت المؤرخ إلى أنه “يجب على الأقل أن يكون هناك رأي للشعب السوري ولو كان رأياً شكلياً في ذلك، لاسيما وأنه عبر التاريخ كان له دور المتبرع الأول بكل أراضي الخط الحديدي الحجازي.
يذكر أن المشروع ليس جديداً، وكان طرح مسبقاً عام 2005 وتم أخذ رأي شركة هندسية لبنانية معروفة ومعها خبير بريطاني قال إن “هذه المنطقة غير مؤهلة لمشروع ضخم من هذا الحجم”، بحسب المبيض.
تلفزيون الخبر