” وين عملتي حفلتك” .. عندما تتنمر النساء على النساء في مجموعات الفيسبوك
تختلف وتتنوع أشكال وأنماط مجموعات الفيسبوك وتتفاوت في درجات أثرها وانتشارها، وتعتبر المجموعات المخصصة للنساء وأخرى مخصصة للرجال، تجمعات تعكس واقع الحال في المجتمعات التي تتوجه إليها.
وبين مجموعات الأكل والبيع والشراء ومجموعات الاستشارات العاطفية والطبية، مجموعات الحوامل ومجموعات الأمهات والباحثين عن عرسان والباحثين عن عمل، برزت مؤخرا مجموعة باسم “وين عملتي حفلتك أورجينال”، كواحدة من مجموعات الفتيات والسيدات.
تعرّف المجموعة عن نفسها عبر فيسبوك بأنها: بكل الصبايا أول الشي هي المجموعة لنفيد ونستفيد من تجارب بعض بكلشي بخص الحفلات.. 1- الأعراس، 2- أعياد الميلاد، 3 – الخطبة، 4 – المباركات، 5 – عيد زواج، 6 – الصبحيات إلخ .. يعني كلشي بخص الحفلات.
ويكمل تعريف المجموعة “وين كانت الحفلة، الفستان من وين، الشعر وين نعمل، المصور أو المصورة لكانو، كيف كانت الأجواء والتعامل لنفيد بعض وأي عروس أو أي صبية حابة تعرف شي بخص الحفلات من عنا لنفيد بعضنا”.
ويتابع التعريف “وحتى المحجبات فيون ينزلو بدون صور بس ينزلو صور عن الصالة ما في مشكلة لكل يستفيد وبتمنى ضيفوا بعض لنكبر أكتر وأكتر”.
وتؤكد إدارة المجموعة أن “طبعا الكروب بنات بس وكل حساب رح نتأكد منو”، ومن هنا تنطلق نشاطات العضوات في المجموعة بنشر كل ما يخص حفلاتهن مما سبق، ليغدوا مكانا لتبادل التهاني والخبرات والمشورات.
وتزايدت مؤخراً نسبة المنشورات التي تنال قسطاً وافراً من التنمر والسخرية على صاحباتها، وتستهدف هذه السخرية والتنمر كل ما يتعلق بمحتوى المجموعة أساسا.
حيث تسخر الفتيات من ملابس بعضهن ومكياجهن والفساتين و”موديل العريس” وزينة الصالة ولون الأظافر و “ديزاينها”. ما تسبب بعشرات الحالات من حذف عضوات لصورهن بعد صدمتهن بالكم الهائل من التعليقات السلبية المتنمرة والتي تقصدت وتعمدت التجريح، بحسب ما قالت احدى العضوات لتلفزيون الخبر وفضلت عدم الكشف عن اسمها.
وقالت السيدة لتلفزيون الخبر “صدمت بالكم الهائل من التنمر و”قلة التربية” في التعليقات على مدى الأسابيع الأخيرة التي انضممت فيها للمجموعة، حتى أني عدلت عن فكرة مشاركة صور خطبتي تماما، وصرت أكتفي بالإعجاب بين الفترة والأخرى، ومؤخرا صرت أفكر بالانسحاب من المجموعة”.
وتكمل “رغم محاولة إدارة المجموعة حث العضوات على التعامل بلباقة والاكتفاء بالتعليقات الايجابية أو أقله اللبقة، يبقى التنمر حاضراً في الكثير من المنشورات، الأمر الذي دفع بعض العضوات إلى الطلب من البقية عدم السخرية بشكل مسبق وهن يشاركن صورهن”.
وتقول السيدة التي شاركت تلفزيون الخبر تجربتها “كنت في البداية أتابع بصمت حالات التنمر ولكنني اسُتفززت لدرجة بت ألاحق المتنمرات وأشتمهن أحيانا، أو على الأقل أدعوا عليهن، الكلمة الحسنة صدقة وجبر الخواطر من الأعمال العظيمة، أستغرب كيف يمكن لفتاة أن تكسر بخاطر فتاة أخرى تشاركها قصتها أو أسعد لحظات حياتها”.
وتؤكد السيدة (وهي طالبة جامعية – علم اجتماع) :”المعايير اختلفت بين منطقة وأخرى وبين إطار زمني وآخر وما تفرضه علينا الميديا من معايير مرتفعة يضغط علينا بشكل كاف لتأتينا ثقافة التنمر المنتشرة بكثرة مؤخرا”.
وتضيف ” تشارك الفتيات والسيدات تجاربهن بكل بساطة وعفوية ويرجعن لمشارب وبيئات مختلفة، وبالتالي ثقافات متنوعة بصرياً واستهلاكيا، لا ينبغي أن يسمح أحد لنفسه أن يوجه إساءة او سخرية من أي نوع في تجربة مماثلة، هذه اللحظات ليست قابلة للآراء”.
المجموعة التي يزيد عدد العضوات فيها على 300 ألف فتاة وسيدة، تحولت لمكان تأخذ منه المقبلات على حفلات خطوبة وزفاف ومباركة وما شابه، نصائح وخبرات مسبقة عن كل ما يتعلق بهذه الحفلات بدءا من الشهر والمكياج وصولا إلى المصور مرورا بالصالة والضيافات، وتشارك بعض العضوات قصص حبهن وزواجهن وخطوباتهن وبعضا من مشكلاتهن أيضا.
وتنشر هذه المجموعة كما غيرها عددا من الإعلانات التجارية المتعلقة بهدف المجموعة أو المستهدفة لجمهورها على الاقل، ورغم بعض السلبيات التي تحيطها تبقى مجموعات الفيسبوك من أبرز وسائل التسويق المباشر وأكثر التجمعات الافتراضية تفاعلا ووصولا لجمهورها الهدف.
غالباً ما يوصف التنمر على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية، و يمكن أن يكون التنمر لفظي وجسدي أو نفسي.
و في بعض الأحيان، يختار المتنمرون أشخاص أكبر أو أصغر من حجمهم، ويؤذي المتنمرون الأشخاص لفظيا وجسديا، وهناك أسباب كثيرة لذلك، وأحدها أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر سابقاً.
تلفزيون الخبر