مكب البصة .. ملف بيئي ساخن في انتظار الحل
يعد مكب البصة ملف بيئي ساخن لا يزال يجثم على رئة مدينة اللاذقية منذ ثلاثة عقود، ازدادت خلالها المشكلة تعقيداً جراء تأخر المعالجة، وافتعال الحرائق التي ترسل انبعاثاً دخانياً كثيفاً إلى المناطق السكنية المجاورة، وصولاً إلى مختلف أرجاء المدينة.
وأكد مدير الخدمات الفنية في محافظة اللاذقية المهندس وائل الجردي في وقت سابق، لتلفزيون الخبر أن “الحرائق التي يشهدها مكب البصة هي حرائق مفتعلة شملت معظم الأماكن التي لم يتم طمرها حتى الآن”.
وبيّن الجردي أنه “تم طمر ثلاثة أرباع مساحة مكب البصة البالغة نحو ٣٤ هكتارا، والأعمال جارية على قدم وساق لردم بقية المكب باستخدام التربة الزراعية ووضع أنابيب تصريف الغاز تمهيدا لردم المكب بشكل كامل”.
ويعرف عن موقع البصة أنه سياحي وزراعي وشاطئي بامتياز، توضعاً وإطلالة وامتداداً، بسبب محاذاته للبحر، ومع ذلك بقي ملفاً بيئياً شائكاً معلّقاً ومعقداً استعصت معالجته لسنوات طويلة دون أي حل ملموس.
وقال بعض المشتكون في وقت سابق لتلفزيون الخبر: “منذ سنين ونحن نسمع المعنيين في المحافظة يقولون إنه سيتم الانتقال إلى مطمر قاسية بريف الحفة، إلا أنه لم يتغير شيء في واقع الحال وبقيت البصة وجهة كل ” زبالة” المحافظة”.
إلا أن مدير الخدمات الفنية في اللاذقية، وضح أن شاطىء البصّة بات على موعد قريب ووشيك ليطوي ملف النفايات المنزلية الصلبة كاملاً بعد قرابة شهر من تاريخه إيذاناً بتخليصه نهائياً من المكب.
مؤكداً أنه يتم العمل المكثف والسريع حالياً على تأهيل الموقع وطمر النفايات الصلبة على مدار الساعة لأجل الإسراع بإنجاز أعمال الطمر في المكب الذي يستوعب النفايات الصلبة من اللاذقية ومناطقها البالغة نحو 1000 طن يومياً، وبمساحة 100 هكتار على الشاطىء مباشرة.
ومن المعروف أن مكب البصّة كان عشوائياً في البداية، ثم تحول إلى مكب ضخم، وتكمن المشكلة في كميات النفايات الكبيرة غير المطمورة سابقاً، والتي تبلغ آلاف الأطنان، وتحدث فيها الحرائق بشكل سريع، وتنتج عنها انبعاثات غازية ضارة.
وتوقّع المهندس الجردي، أن تنتهي أعمال الطمر والتأهيل خلال مدة تقارب الشهر ليسلم بعدها الموقع إلى مديرية السياحة لإعادة تأهيله، والتخلص من النفايات.
وسيتم الطمر في مكب قاسية الصحي بريف الحفة كونه مشروع متكامل فنياً وبيئياً، والخلايا المحفورة فيه معزولة بالشرائح البيتومينية، وليس فيه رشح أو تلويث للينابيع في المستقبل.
وأوضح رئيس دائرة النفايات الصلبة بمديرية الخدمات الفنية المهندس يحيى ياسين لصحيفة “البعث”، أن أعمال حفر الشرائح تتم بشكل علمي، وسيترافق استكمالها مع مد أنابيب شبكة تصريف العصارة، وأنابيب الغاز للانتقال إلى الرمي في مطمر قاسية مع بداية العام القادم.
ونوه ياسين، إلى أن تربة المنطقة التي يتم إنشاء المطمر فيها كتيمة وغير نفوذة تماماً، كما سيتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمعالجة النفايات والنواتج عنها من خلال شبكة التصريف بأقطار متعددة، وسيكون الخط الرئيسي فيها بقطر متر واحد من البيتون المسلح، وبخطوط جانبية وفرعية تلتقي بجور تفتيش لتصريف الغاز.
ونوه مدير المشروع المهندس زهير تفاحة، أن إنجاز الخلايا يتم بسرعة مع زيادة نسبة الحفريات في المساحات المخصصة للطمر لتستوعب كميات أكبر من النفايات، الأمر الذي يزيد العمر الافتراضي للمطمر.
يذكر أن مكب قاسية سيشكل حسب الدراسة الفنية والإنشائية لنديرية الخدمات الفنية، مجمّعاً بيئياً كبيراً ومتكاملاً، حيث يضم معامل فرز نفايات وسماد وملحقات عديدة.
تلفزيون الخبر