“حي الزيارات الحكومية” في حلب بلا كهرباء حتى الآن
عرف حي الشعار منذ تحرير مدينة حلب من حوالي 3 سنوات، بأنه أول الأحياء المحررة التي عاد إليها سكانها بشكل سريع، واكتظ بالحياة والمحلات بكثافة، ليصبح دوار الشعار رمزاً إعلامياً شهيراً، لكثرة الصور التي التقطت له بحضور مسؤولين من داخل وخارج حلب.
وأطلق الأهالي على الدوار اسم “دوار الزيارات الحكومية”، لأنه في كل زيارة حكومية، يقوم المسؤولون المحليون بتنظيف الشوارع المؤدية إليه و”هندزتها” ،مؤمنين بأن مسؤولا حكوميا لن يتكلف النزول من سيارته والتجول في الشوارع الملاصقة ،وسيسير وفق الخط المرسوم له.
وعلى الرغم من الوعود والتصريحات التي أطلقت أمام حجارة دواره، ما زال الحي منذ 3 سنوات على التحرير وحتى الآن، دون تيار كهربائي يغذي أي منطقة أو شارع فيه.
وعبر أهالٍ من حي الشعار عن معاناتهم لتلفزيون الخبر قائلين: “رغم العديد من الوعود التي حصلنا عليها أن الكهرباء ستعود للحي، ما زال الأمر على حاله دون وضع أي محولة أو مركز في الحي حتى الآن”.
ونوه المشتكون “بالاستغلال” الذي يتعرضون له من أصحاب مولدات “الأمبيرات”، نتيجة عدم وصول الكهرباء لحيهم بعد، مشيرين إلى أن “سعر الأمبير الواحد يصل لـ 1800 ليرة سورية، لقاء ساعات تشغيل قليلة لا يوجد نظام ثابت لها، بل تتم بحسب رغبة صاحب المولدة”.
وأضاف المشتكون أن “اختفاء الكهرباء لا يقتصر على حي الشعار فقط، بل على مناطق الميسر وقاضي عسكر القريبة أيضاً، وهذه المناطق تعد أحياء شعبية وسكانها من الطبقة الفقيرة، ومنه فإن أعباءً مادية كبيرة تثقل كاهلنا وتزداد يوماً بعد يوم بسبب المصاريف التي ندفعها من أجل تأمين الكهرباء”.
وكانت بدأت منذ منتصف العام الحالي العمليات الجدية لإعادة التغذية الكهربائية لأحياء مدينة حلب المحررة، حيث قام وزير الكهرباء حينها وبزيارة خاصة له لمدينة حلب، بوضع 12 مركزاً تحويلياً بالخدمة، معلناً أن “جميع التجهيزات المستوردة من محولات وكابلات وغيرها لن تدخل مستودعات الوزارة، بل ستوزع مباشرةً على كافة المناطق بحلب بحسب الخطط ووفق الاحتياجات”.
ومنذ تلك الزيارة، فإن الشركة العامة لكهرباء حلب تضع بشكل دوري وبفترات مختلفة محولات ومراكز تحويل كهربائية في العديد من المناطق المحررة بحلب، كان آخرها في ساحة الملح أمام قلعة حلب، إلا أن حي الشعار ما زال رغم ذلك دون تيار كهربائي، على الرغم من حيويته وكثافته السكانية” .
وحول سبب عدم وصول التيار الكهربائي حتى الآن إلى حي الشعار، رغم أن ورشات كهرباء حلب تضع أسبوعياً العديد من المراكز التحويلية الجديدة في الخدمة، شرح مصدر مسؤول في الشركة العامة لكهرباء حلب لتلفزيون الخبر أن “تأخر وصول الكهرباء لحلب هو نتيجة الخطة القائمة على تزويد أحياء المدينة بالتيار الكهربائي بالتتابع”.
وذكر المصدر أن “العمل في إعادة الكهرباء يقوم على تزويد الأحياء التي لا يوجد فيها تيار كهربائي على الإطلاق، انطلاقاً من الأحياء التي توجد فيها أو بجزء منها كهرباء”.
وتابع المصدر: “أي أن التوسع والتمدد بتزويد الأحياء بالكهرباء يكون ابتداءً من الأحياء القريبة التي يوجد فيها تيار كهربائي، وهكذا ننتقل من منطقة لأخرى بالتتابع”.
وأضاف المصدر: “بالنسبة لحي الشعار فما زال التوسع الذي شرحناه سابقاً لم يصل إليه، فبينه وبين الأحياء التي توجد فيها كهرباء مناطق عديدة يتم تزويدها بالتيار تباعاً وصولاً للحي، ومنه للأحياء الأخرى انطلاقاً منه على نفس الآلية، مع التنويه بأن الاعتمادات التي تصل تلعب دورها في تسريع العملية أو إبطائها”.
وكان قطاع الكهرباء في مدينة حلب من أكثر القطاعات التي تعرضت للضرر خلال سنوات الحرب، حيث أن كافة تجهيزات الشبكة الكهربائية من أعمدة وكابلات ومحولات سرقت من الأحياء الواقعة بالجهة الشرقية من المدينة، التي كانت محتلة من قبل المسلحين المتشددين
علماً أن عدد مراكز التحويل التي تضررت نتيجة الحرب في كامل المدينة هو 2000 مركز، بالإضافة لـ 600 مركز في مناطق الريف ، بحسب مصادر الكهرباء .
وفا أميري – تلفزيون الخبر