ما هو واقع ابار النفط والغاز في سوريا؟ .. الحكاية الكاملة
أفاد رئيس إدارة حقل “الثورة” النفطي السوري علي إبراهيم بتحرير كل حقول النفط والغاز في محافظة الرقة وفي المنطقة ما بينها وبين محافظتي حماة وحمص، مضيفاً أنه بدأ العمل على إعادة إعمارها.
وقال إبراهيم لوكالة “نوفوستي” الروسية إن كل الحقول النفطية وكل البنية التحتية في محطات المعالجة في الحقول مدمرة بالكامل، أما خطوط الأنابيب فتم تدميرها جزئياً.
وجاء دمار الحقول النفطية في هذه المناطق نتيجة لغارات “التحالف الدولي” بقيادة أميركا الذي تعمد عشرات المرات استهداف البنى التحتية والخدمية بحجة محاربة “داعش”.
وأضاف “أبراهيم” أن استئناف عمل هذه الحقول يتطلب إجراء عمل كبير وجذب الشركات الكبيرة، وكان حقل الثورة ينتج 6 آلاف برميل من النفط يوميا قبل 2011.
وبين وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم أمام مجلس الشعب في وقت سابق من عام 2019، إلى أنه تم إدخال 44 بئراً غازياً بين حفر وإصلاح بالخدمة ما أدى إلى زيادة إنتاج بنسبة 7،9 ملايين متر مكعب عما كان سابقاً.
وأضاف غانم أنه من المتوقع إدخال 4 آبار جديدة حتى نهاية العام الحالي 2019، كما أعلنت وزارة النفط في شهر أيلول الماضي وضع بئر “دير عطية 2” شمال دمشق في الإنتاج بعد إغلاقه خلال سنوات الحرب الإرهابية على سوريا.
وشهد عام 2018 إدخال 24 بئر غازي، 16 عبر عمليات الحفر و8 تم إصلاحها وإعادة تأهيلها، ففي شهر آذار افتتحت وزارة النفط والثروة المعدنية بئران غازيان جديدان هما “قارة 3” في ريف دمشق، و “صدد 9” في حمص، وأدخلا الإنتاج الفعلي.
وتم تأهيل بئر غاز “دبيسان 1” كأول بئر ضمن حقل “دبيسان” في ريف الرقة بعد أن تعرض للدمار والتخريب على يد التنظيمات الإرهابية وقصف من قبل ما يسمى التحالف الوطني على رأسه الولايات المتحدة الأميركية.
وفي النصف الثاني من عام 2018 أعادت الوزارة تأهيل بئري النفط رقم “103 و107” في حقل “التيم ” النفطي جنوب مدينة دير الزور في شهر آب، وفي تموز من العام ذاته أعيد تأهيل وإصلاح الأضرار التي لحقت بمحطة معالجة في حقل “الشولا” النفطي نتيجة اعتداءات إرهابيي تنظيم “داعش”.
وفي أيلول عام ٢٠١٨ وضعت وزارة النفط والثروة المعدنية بئر “قارة 4” بريف دمشق في الخدمة، وآخرها في شهر تشرين الثاني بئر “دير عطية 1” في حقل دير عطية الغازي في حمص بالخدمة.
وسيطر تنظيم “داعش” على الحقول الواقعة في مناطق الشدادي والهول جنوب الحسكة وجنوبها الشرقي، وهي ابار مديرية نفط “الجبسة” وحقول “تشرين” قبل أن تسيطر عليها “وحدات الحماية الكردية” في شباط 2017 لتصبح حقول محافظة الحسكة تحت سيطرة “الوحدات الكردية” بالكامل.
وتبادل الجيش العربي السوري وتنظيم “داعش” السيطرة على حقول البادية السورية، شرق مدينة حمص، أكثر من مرة منذ العام 2014، قبل أن يسيطر التنظيم، أواخر العام 2016، على حقول “الشاعر” و”جزل” و”جحار” وشركتي “المهر” و”حيان” بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
وشنّ الجيش والقوات الرديفة في حزيران عام 2016، هجوماً عنيفاً في عمق البادية إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر، وسيطر إثر هذا الهجوم على حقل “آراك” ومحطة “آراك”، كما استعاد السيطرة على حقل “التيم” النفطي في شهر آذار من العام ذاته.
وأكمل الجيش العربي السوري سيطرته على حقل “الهيل” منتصف شهر تموز 2016، وبهذا أصبحت معظم حقول النفط والغاز في ريف حمص الشرقي تحت سيطرة الجيش العربي السوري، عدا عن بعض الآبار القريبة من حدود محافظة الرقة الإدارية، والتي يسيطر عليها تنظيم “داعش” حيث يعد بئر “105” أغزر تلك الآبار.
وتم في شهري حزيران وتموز عام 2017 البدء بتشغيل “البئر 13″ و”البئر 8” بالقرب من مدينة صدد بعد أن تم تشغيل “بئر 6” عام 2016 في نفس المنطقة، إضافةً لآبار “7” شمال الفيض و”أبو رباح 14″ و”16″ و”قمقم 3 و4″ وجميعها آبار للغاز في ريف حمص.
وجرت أعمال صيانة لحقلي “جزل” النفطي و”حيان” للغاز بريف حمص الشرقي، الذي فجره تنظيم “داعش” في الشهر الأول عام 2017، ما أدى إلى اشتعال الآبار بالنيران، وخروج المعمل عن الخدمة.
وسيطر تنظيم “جبهة النصرة” على حقل “العمر” النفطي، شمال شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور في تشرين الثاني 2013، عقب اشتباكات مع الجيش العربي السوري قبل أن ينسحب منه ليسيطر عليه “تنظيم داعش” في تموز 2014.
واستولى “الجيش الحر” التابع لتركيا على حقل “الورد” النفطي بريف دير الزور الشرقي في تشرين الثاني 2012، وعلى حقول “التنك” في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي و”الجفرة” شرق مدينة دير الزور في كانون أول 2012.
ووقع حقلا “الجفرة” و”التنك” تحت سيطرة تنظيم “داعش” في نهاية نيسان 2014، الذي استولى تدريجياً على حقول “العمر” النفطي (شركة الفرات النفطية) شرقي بلدة البصيرة، وحقل “الورد” بريف دير الزور الشرقي، وحقل “التيم” جنوب مدينة دير الزور.
يضاف إليها أيضاً معمل غاز “كونيكو” شرق مدينة دير الزور، ومحطة نفط “الخراطة” جنوب غرب مدينة دير الزور، ومحطة نفط “ديرو” غرب مدينة دير الزور، ومحطة “تي تو T2” التي تقع على خط النفط العراقي السوري.
واليوم تقع جميع ابار النفط والغاز في دير الزور تحت سيطرة “الوحدات الكردية” ، ولا صحة لأخبار دخول الجيش إلى أي منها
وأنهت مديرية حقول المنطقة الوسطى التابعة للشركة السورية للنفط في تاريخ 17 من الشهر الحالي عمليات تأهيل “بئر2” شرق آرك ووضعته في الخدمة.
جاءت هذه العمليات بالتوازي مع استمرار العمل على إعادة تأهيل الآبار النفطية في البادية التدمرية التي تضررت جراء اعتداءات إرهابيي تنظيم “داعش” قبل خروجهم من المنطقة اثر اشتباكات عنيفة مع الجيش العربي السوري في آذار 2017 .
وأوضح مدير حقول المنطقة الوسطى المهندس سلمان غريب في وقت سابق من هذا الشهر أن “الشركة قامت بحفر العديد من الآبار لإيصال كميات من النفط والغاز من مناطق وادي العزيب والخراطة والمهاج وحقل “الثورة” لرفد الشبكة ودعم المنشآت الاقتصادية من كهرباء ومحطات التوليد ومعامل السماد وغيره”.
وأشار إلى أنه “يتم العمل الآن على فتح جبهات عمل جديدة بمنطقة آرك والهيل والسخنة في بادية تدمر من أجل إصلاح الآبار التي خربها الإرهابيون وإعادة تأهيلها لوضعها بالخدمة”.
ولفت إلى أن الشركة السورية للنفط ستعمل على التوسع في أعمالها في منطقة تدمر ضمن خطة موضوعة لهذه الغاية إضافة لعمل المديرية في جبهات عمل أخرى بمنطقة قارة ودير عطية ورباح وصدد من أجل تغطية حاجة القطر في فترة الطلب الشديد على هذه المادة.
أما في محافظة الحسكة فتسيطر”الوحدات الكردية” على كامل أبار حقول نفط الحسكة في أقصى شمال شرق سوريا والمنتشرة في مناطق الرميلان، والمعبدة، والقحطانية على الحدود التركية.
الجدير ذكره أن النفط والغاز يلعب دوراً هاماً في الاقتصاد السوري كونه يوفر جزءاً كبيراً من المواد اللازمة للعملية الإنتاجية كالوقود والمحروقات إضافة إلى انتاج كمية من الطاقة الكهربائية في البلاد، كما تشكل العوائد المالية الناجمة عن الصادرات النفطية مورداً رئيسياً للقطع الأجنبي داخل الاقتصاد الوطني.
تلفزيون الخبر