كيف سيتعامل السوريون مع برد الشتاء القادم؟
يستعد السوريون لاستقبال فصل الشتاء، وما يحمله من تحديات في التعامل مع أجوائه الباردة، والحصول على القدر المناسب من الدفء لمواجهة عواصفه، وصقيعه القارس.
وتتنوع مصادر التدفئة التي يعتمد عليها السوريون باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، وظروفهم الاقتصادية، وعاداتهم وتقاليدهم، وتشهد سنوات الأزمة، بقدرتهم على التكيف مع كل الظروف الصعبة، واختراعهم لعدة حلول للوصول لمرحلة “الدفا ..عفا”.
ويبدأ السوريون في هذه الأيام، بالعمل على تجهيز وسائل التدفئة، وإصلاح ما أصابها في العام الماضي، وذلك قبل دخول استحقاقات شراء ملابس الشتاء، والتعامل مع أعراضه الصحية، وما تحمله من أعباء مادية على “ميزانيتهم”.
وأوضح “محمد كيلو” (صاحب محل مدافئ) أن الاقبال على شراء مدفأة المازوت عاود نشاطه هذا العام، نظرا لسعرها المقبول، وتحسن في توفر المازوت، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار أغلب المواد هذا العام، حافظت معظم الشركات المصنعة للمدافئ على أسعارها.
وأشار إلى أن “أسعار مدافئ المازوت لهذا العام تتراوح ما بين 10 آلاف إلى 130 ألف ليرة، بحسب أنواعها وتطورها، ويرغب أغلب الزبائن بشراء الأنواع التي تتراوح اسعارها بين 20 إلى 30 الفا، كون سعرها مقبول إجمالا واستهلاكها للمازوت معتدل”.
و قال “أبو محمد” (صاحب محل أدوات منزلية) لتلفزيون الخبر “أن تحسن واقع الكهرباء وغياب التقنين خلال الفترة الماضية شجّع الناس على العودة إلى استخدام مدافئ الكهرباء”.
وأضاف “تتراوح أسعار المدافئ ما بين 4 إلى 40 ألفا، وعلى الرغم من عدم دخولنا في برد الشتاء، بدأ الإقبال على اقتناء المدافئ، خاصة ذات السعر الوسطي 20 ألف، حيث قمت بشراء كمية إضافية منها هذا الشهر نتيجة الإقبال”.
ولفت إلى أن مدافئ الغاز تراجع الطلب عليها منذ العام الماضي، و “ما زال لدينا كميات منها منذ الشتاء الفائت، وأرجع ذلك إلى تحسن واقع الكهرباء، بالإضافة لصعوبة تأمين الغاز بفعل أزمات توافره المتكررة”.
وبيّن “حسن أسطة” (موظف متقاعد) أنه يقاوم برد الشتاء عبر مدفأة الكهرباء، مضيفا “استخدامها أسهل، وواقع الكهرباء تحسن عن حاله قبل سنتين، وفي حال عاد التقنين لن يكون وقته طويلا كما في السابق، ويمكن التعامل مع البرد وقتها بالحرامات وألبسة الصوف”.
ولا يرى “الأسطة” حاجة لاستعمال وسائل تدفئة أخرى، عند الانقطاع، فيقول: “كلها ساعتين وبيمضو”، جربنا العرجوم في السابق ولكن سبب لنا مشاكل صحية وضيق في التنفس، “والله بيعيننا”.
وذكر “رامي” (مدرس لغة) أن مدفأة المازوت هي وسيلتهم الأساسية في المنزل لمواجهة البرد القادم، مضيفا أن “تخصيص كميات محددة لكل أسرة من المازوت، يفرض علينا تكتيكات وتدابير محددة لكي لا ينقطع منه قبل نهاية المدة المخصص لها”.
وقال رامي لتلفزيون الخبر: “نشغل مدفأة المازوت بأوقات اشتداد البرد خلال النهار، وعندما يكون الجو مقبولا نكتفي بمدفأة الكهرباء، وفي بعض الأحيان نستعمل مدفأة المازوت فقط خلال فترات انقطاع الكهرباء عند التقنين”.
ويشير “محمد” (مهندس) إلى أن مدافئ الحطب هي الأكثر انتشارا في مناطق الريف، لتوافر كمياته بكثرة، ما يدفع الناس للاعتماد عليه دون التقيد باستخدامات محددة للمازوت، أو انتظار توافر الكهرباء من عدمها.
وأضاف : “نقوم بشراء طن الحطب بأسعار تتراوح بين 40 إلى 70 ألف ليرة حسب نوعه، ويبقى معنا لآخر الشتاء”.
ويعتمد “عاصم” (مهندس) على الحلول الحديثة في التدفئة، ويقول لتلفزيون الخبر: “أعتمد في الشتاء على هواء المكيف الساخن، وعلى شوفاج الزيت، شتاء اللاذقية مقبول، وفي غياب الكهرباء “الله لا يقدر”، البطانيات واللحف هي الحل”.
ويأمل السوريون الذين تجاوزوا أزمة توافر المحروقات، ومرت عليهم “أيام الصيفية” بغياب شبه كامل للتقنين عن كهربائهم، أن ينعكس هذا الوضع ايجابا على “رجعة الشتوية”، وأن لا تضطرهم “أيام البرد وأيام الشتا” للعودة إلى طرق زمان للحصول على حرارة الدفء، كأكياس الماء الساخن و “العرجوم القديم”.
أحمد نحلوس – تلفزيون الخبر