هل يعود مسلسل الحمايات الترددية للشبكة ؟ وما علاقته بمكافآت وزارة الكهرباء وأعطال الأجهزة المنزلية؟
لا يأمن المواطن السوري في هذه الأيام الحالة المستقرة للتيار الكهربائي، فالحرب والحصار الذي أثقل كاهله خلال سنوات، يضعه دائما في حالة من عدم الاطمئنان والشك بالحال الكهربائي للبلد، بالرغم من أن الشبكة لا تعاني من أي تقنين أو انقطاعات في خطوة تحسب لوزارة الكهرباء ضمن الظروف الحالية.
ودائما ما تحاول وزارة الكهرباء تنظيم عملية توزيع الطاقة الكهربائية وتحقيق التوازن ما بين الاستهلاك والتوليد بشكل يعيد الثقة والأمان للمواطن عبر توزيع التيار بشكل عادل بين المستهلكين.
إلا أنّ أي تغيير يطرأ على الواقع الكهربائي يؤدي إلى تغيير تلك الإجراءات كتطبيق نظام “الحمايات الترددية”، ما يخلق مشاكل كثيرة لاحقاً تمس بممتلكات المواطنين وقد تصل إلى الحرائق !
ووصل إلى تلفزيون الخبر سابقا العديد من الشكاوى من مختلف المحافظات، وأكثرها من حمص وريف طرطوس حول المعاناة مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والأضرار الفادحة في الأدوات الكهربائية المنزلية من براد أو غسالة وتلفزيونات وغيرها.
ويتهم السكان ما يعرف بنظام “الحماية الترددية” بأنه السبب المباشر وراء هذه المصائب ذلك أن آلية عمله تسبب قطع للتيار الكهربائي بشكل مفاجئ وأحيانا تذبذب في التيار وقوته المفاجئة .
ويعتبر السكان نظام “الحماية الترددية ” المسبب الرئيسي لاحتراق الأدوات التي تشكل عصب أي منزل، وما يتبعها من معاناة اقتصادية لإصلاحها أو تبديلها في ظل الظروف والأوضاع الصعبة نتيجة أسعار التجهيزات الخيالية، وكذلك عمليات الإصلاح وثمن القطع التبديلية الباهظ.
مصدر مطلع في وزارة الكهرباء، أكّد لتلفزيون الخبر أهمية تطبيق نظام الحمايات الترددية «القطع المفاجئ» على الشبكة الكهربائية بهدف حماية الشبكة من الفصل العام، مشدداً على دور الوزارة التوعوي في تطبيق هذا الإجراء.
وبيّن المصدر أن “سبب القطع المفاجئ يعود إلى معادلة الاستهلاك والتوليد، موضحاً أنّه عندما يزيد الاستهلاك عن الكميات المولّدة يحدث ذلك، بينما تحقيق التوازن بينهما أو تقليل كمية الكهرباء المستهلكة عن كمية الكهرباء المولدة، يلغي تطبيقه. ولكن كيف يتم ذلك ؟”.
قال المصدر إنه: “كلما زاد الاستهلاك عن الكميات المولدة يرتفع التردد، الأمر الذي يؤدي إلى القطع المفاجئ الذي يتم من خلال الحمايات الترددية التي يتم تركيبها على محطات التحويل”.
وأشار إلى “الإجراءات التي يجب اتخاذها لإلغاء حالة “الفصل” و يمكن أن تتم من خلال تطبيق التقنين بشكل منطقي في حالة الذروة، عندما لا تكون كميات الكهرباء المولدة كافية، ولكن قد لا يلاقي هذا الإجراء قبول لدى المواطنين ما يخلق مشاكل وحالة إنزعاج لديهم”.
وشدد على “أهمية القيام بحملات توعوية لترشيد استهلاك الطاقة بشكل يشمل الأفراد والمؤسسات الحكومية كافة وخاصة وزارة الإدارة المحلية من خلال تعزيز دورها في معالجة العشوائيات”.
ولفت إلى “أهمية تعزيز الحوافز من قبل الوزارة لدى المستهلكين، من خلال وضع كميات محددة للمستهلكين ومن لا يتجاوزها خلال الدورة يكافئ عليها، كتخفيض على قيمة الفاتورة وإعطاء كميات استهلاك مجانية أيضاً وغيرها”.
وأضاف، إنّ “المشكلة اليوم في عملية التوعية أنّه لا يوجد تعاون بين مؤسسات الدولة والأفراد مع الكهرباء بشكل يحقق نتائج ملموسة، لافتاً إلى أهمية وجود أنظمة وقوانين تلزم المواطن والمؤسسات الحكومية بالترشيد، موضحاً أنّ “الحكي” والمحاضرات النظرية غير كافية”.
وأشار إلى ضرورة تطبيق “السخان الشمسي” وهو عملية تسخين المياه عبر الألواح الطاقة الشمسية، ما يخفف من استهلاك الطاقة المنتجة من خلال التوليد التقليدي.
وبيّن خطورة التعديات على الشبكة والسرقات، ما يجعل بعض المستهلكين “الحرامية” يستهلكون كميات أكثر من المخصصة لها، ما يؤثر على موضوع الترددات.
وأردف المصدر، إنّ “تطبيق الترددية رغم أهميته، إلا أنّه يسبب أحياناً مشاكل وحرائق ويسبب احتراق للأجهزة الكهربائية، مشيراً إلى ضرورة فصل جميع التجهيزات الكهربائية في اليوم الذي يكون فيه فصل ترددي متكرر، أو اللجوء إلى تركيب أجهزة حماية منزلية التي تضمن حماية التجهيزات الكهربائية المنزلية.
وركز على ضرورة عمل الوزارة في تأمين عدادات كهربائية لجميع المشتركين بكون الكثير منهم اليوم بحاجة إليها ولكن غير متوفرة، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى السرقة، بالإضافة إلى ممارسات بعض الموظفين «الفاسدين» ممن يغطون عن سرقات بعض الأماكن مقابل مبالغ مالية لا تقارن مع الخسارة الكبيرة لخزينة الدولة.
مضيفا أن “ذلك يسبب أضرار كبيرة كاحتراق الشبكات والمحولات وتضرر مراكز التحويل وغيرها، مؤكّداً أنّ الموضوع يحتاج إلى قرار حكومي”.
وفي وقت سابق، نشرت وزارة الكهرباء بياناً أوضحت خلاله ماهية الحمايات الترددية وتطبيقها في محطات توليد الكهرباء، موصّفة ذلك بأنه “الميزان الذي يتم من خلاله الموازنة بين الطاقة المتاحة التي تولدها مجموعات التوليد والطاقة المستهلكة”.
وبيّنت أنّ التوازن عندما يكون قائماً فالتردد هو 50 هرتزاً وإذا انخفض التردد فهذا يعني أن الطاقة المستهلكة أكبر من الطاقة المتاحة المولدة من محطات التوليد، وهنا تعمل الحمايات الترددية على فصل الأحمال الزائدة للمحافظة على توازن الشبكة.
تلفزيون الخبر