في ظل نقص العمال وطلبات الاستقالة المُعلّقة .. سجاد دمشق يعود بعد خسارة أكثر من مليار ليرة
قال مدير الإنتاج ومعاون مدير معمل سجاد دمشق، عمار هلال، إن: “العمال في سجاد دمشق تمكنوا خلال ثلاثة أشهر من العمل المتواصل من ترحيل الأنقاض والردميات وبناء الجدران المهدمة وتأهيل المعمل”، لافتاً إلى أن “خسائر المعمل قدرت بـ 100 مليون ليرة (قيمة دفترية) وأكثر من مليار ليرة بالقيمة المالية”.
ونقلت صحيفة “تشرين” الرسمية أن/62/ عاملاً في المعمل يرغبون بالاستقالة وفق سنوات الخدمة وينتظرون توقيع مديرها المهندس، جورج صفر، الذي قال: إن “التوقيع عليها يعني أن الشركة تغلق أبوابها وتتوقف عن العمل”.
وأكد مدير الشركة أن “العمال قاموا بإعادة إعمار الشركة من دون تحميلها أي أعباء مالية أوالاستعانة بأحد، كما قاموا بصيانة الأنوال وإعادة تدويرها باستخدام قطع تبديلية قديمة كانت في المستودعات بخبرات قليلة العدد لايتجاوز عدد فنييها أصابع اليد الواحدة”.
وعزا صفر ذلك “لعدم إمكانية توفير القطع التبديلية الجديدة نتيجة الحصار الاقتصادي ولعدم توافر الموارد المالية”، بينما أضاف مدير الإنتاج هلال أن “العمر الفني للآلات يفوق الأربعين عاماً ومعظم الشركات الصانعة والموردة لها توقفت عن صناعتها”.
وتابع “ومع ذلك فقد عادت للعمل ثمانية أنوال وخرجت ثلاثة من عدد الأنوال الكلي بشكل نهائي وتحقيق نتائج وإنتاجية عالية رغم كل الصعوبات التي تعانيها الشركة”.
وأوضح هلال أن “كمية الإنتاج ارتفعت بشكل كبير بعد اتباع نظام ربط الأجر بالانتاج (الحوافز التكميلية) من 20250 متراً مربعاً عام 2017 إلى 35417 العام الماضي”.
“كما بلغت كمية الإنتاج حتى آب من العام الحالي 28687 متراً مربعاً سجاداً، حيث بلغت نسبة التنفيذ 82% من الخطة وهي أعلى نسبة تنفيذ منذ أكثر من عشرين عاماً، علماً أن إنتاجية المعمل عام 2013 (خلال سنوات الحرب) بلغت فقط 3453 متراً مربعاً”، بحسب هلال.
وبين مدير المعمل أن “المبيعات الـ105 ملايين ليرة من خلال بيع 11377 متراً مربعاً ولم يبلغ موسم الشتاء بعد ذلك أن السجاد هو سلعة موسمية”، مشيراً إلى “وجود عقود تشغيلية مع جهات تابعة لوزارة الأوقاف حتى عام 2021 تشغل 35 % من طاقة المعمل”.
ولم ينفِ صفر “وجود مخازين كمية 47 ألف متر مربع سجاد وهو أمر طبيعي وضمن الحدود الدنيا من العام، ذلك أن موسم الشتاء لم يدخل بعد وهي ذروة التسويق، حيث تصرف كامل الإنتاجية وفق خطتها لتسويق 35 ألف متر لنهاية العام وتحقيق مبيعات بـ 350 مليون ليرة وهي نتائج مذهلة”.
من جهة أخرى، أكد صفر أن “المعمل يعاني نقصاً كبيراً في عدد العمال رغم المطالبات المتكررة بضرورة رفد المعمل بالعمالة الشابة من خلال الإعلان عن مسابقة أو اختبار لتعيين عمال جدد”.
“وذلك نظراً لأن العمال الحاليين من كبار السن وهناك العديد من الحالات المرضية الذي يعوق وضعها الصحي مقدرتها على طبيعة العمل الشاقة في صناعة السجاد كالتعرض للزغبرة الناجمة عنها وضجيج الأنوال الصاخب حيث يتم تدارك ذلك من خلال عودة الطبابة للعمال بعد توقفها سنوات الحرب”، وفقاً لمدير المعمل.
ولفت صفر إلى إن “متوسط عمر العمال يصل إلى 48 سنة وهو متوسط مرتفع بالنسبة لطبيعة العمل الشاقة التي تحتاج عمالة شابة كفوءة ومتدربة، كما أن 75 بالمئة منهم بلغوا سقف الراتب و95 بالمئة تجاوزت خدماتهم الـ25 سنة”.
“كما أن نسبة نقص العمال بالنسبة للملاك العددي تجاوزت الـ61 %”، حيث أكد رئيس النقابة، علي الجوفي، أنهم “مع الإدارة يحاولون تذليل العقبات التي تعترضهم خصوصاً في ظل عدم موافقة الإدارة على طلبات الاستقالة للعمال المستحقين لها”.
ويبلغ عدد العمال الحالي 117 عاملاً منهم عاملان اثنان يؤدون خدمة العلم ومعظم العمال من كبار السن 62 عاملاً منهم يرغبون بالاستقالة.
وذلك في الوقت الذي عملت فيه إدارة المعمل على مضاعفة ساعات العمل أسبوعياً من أربعين ساعة عمل إلى ثمانين ساعة أسبوعياً من خلال تكليف العاملين بالعمل الإضافي بموجب موافقة وزير الصناعة، بحسب المعنيين بالمعمل.
يذكر أن المعمل وقع في أيار من عام 2013 تحت سيطرة المسلحين، ليحرره الجيش العربي السوري بعد قرابة الشهر فقط (حزيران 2013)، وحققت الشركة بعدها خلال خمس سنوات إنتاجية عالية بمئة عامل فقط.
تلفزيون الخبر