التشكيلي “وائل اسماعيل” لتلفزيون الخبر: الشارع أكبر صالة عرض لإيصال الفن
تمكن بخطوات ثابتة ومدروسة منذ الطفولة من تنمية موهبته جنباً إلى جنب مع تحصيله العلمي، فنقل أحلام الفتى الصغير الذي يعشق الرسم إلى حاضر الشاب خريج هندسة العمارة.
كل من مشى في اللاذقية رأى رسومه على حائط مقهى “شناتا”، وكل مشجع “تشريني” ومتابع لكرة القدم السورية حفر في قلبه قبل ذاكرته التيفو التي رسمها، واحتلت في شهر شباط من العام الحالي المرتبة الثالثة على العالم في تصنيف موقع “la grinta” الرياضي لأفضل ١٠ لافتات عملاقة رُفعت على مدرجات الملعب للأسبوع.
الفنان “وائل إسماعيل” قال في حوار مع تلفزيون الخبر: بدأت الرسم منذ الصغر بعدة ألوان بسيطة ودفتر، وطورت نفسي دون أي مساعدة، بدأت برسم أشياء وأنماط مختلفة في سن الخامسة عشر.
وأضاف: بسبب متابعتي دوري كلة السلة الأميركية (NBA)، وثقافة كرة السلة في الشارع (street basketball) جذبني رسم الغرافيتي (graffiti) على الحائط، نقلت رسمي بعدها من الورق والأقلام الخشبية إلى البخاخ (spray can) والجدران.
وأوضح إسماعيل: كنت أدخر من مصروفي لشرائها وأنطلق للرسم في الشارع، وبالتدريج انتقلت من كتابات الغرافيتي (graffiti writings) للجداريات (murals) ورسومات الثري دي.
أما عن علاقة دراسته لهندسة العمارة ودورها في تنمية موهبته قال: خياري العلمي كان رغبة قوية مني بهذا المجال، بالطبع العمارة طورتني فكرياً، كونها مجال واسع جداً وتتعلق بالفكر والإبداع وتطوير آلية التفكير.
وأوضح: الرياضيات كانت اهتمامي الأول، والفراغية والأشكال الهندسية والبعد الهندسي كان يجذبني كثيراً، بالإضافة للخيال ومعرفة المنظور الهندسي كلها كانت كافية للتعرف على الرسم ثلاثي الأبعاد والقدرة على ممارسته.
ثمة لوحات ينجزها “وائل” بيوم واحد وأخرى تحتاج أسبوعاً، حسب تفاصيل الرسم وحجمه. العامل النفسي والمزاج مؤثران جداً أيضاً.
يقول: أحياناً أمسك الريشة وكأنني ألتقطها للمرة الأولى كمن يتعلم الرسم منذ الصفر، وأحياناً أخرى أتفاجأ كيف انتهى الرسم معي بهذه السرعة.
وعن تقبل الناس لهذا الفن قال: في البداية لم يكن هناك إقبال كبير من الناس كونه شيء جديد نوعاً ما، ومع تقدم الوقت زاد الاهتمام والتقدير للفن الذي أقدمه، ولكن لا يخلو الأمر من البعض الذين ينظرون إليه كنوع من التسلية ومضيعة للوقت دون تقدير الجانب الجمالي أو الجهد المبذول.
أما الإقبال على تعلم هذا الفن أوضح أن أشخاصاً من مختلف الأعمار طلبوا تعلم هذا النوع من الرسم وقمت بأكثر من دورة تعليمية، لكن للأسف وقتي لم يسمح لي بالاستمرار.
وعن مشاريعه القادمة قال وائل: لدي فكرة معرض لكنها مؤجلة بسبب ضيق الوقت ولحاجته وقتاً وتجهيزاً مسبقين، وفي الربيع القادم أخطط لأول عمل فني من نوعه في سوريا، على أمل أن يشكل بصمة خاصة في اللاذقية.
يؤكد الفنان: الفن فكرة وإبداع وأسلوب، مجتمعنا يفتقر للاهتمام بفن الشارع، على عكس الدول التي خرج منها هذا النوع، هي تعتبر الشارع المعرض الأكبر لإيصال الفن لأكثر عدد ممكن من الناس بمختلف الطبقات والأعمار وحتى الأذواق، وهذا رأيي أيضاً.
ويضيف: رؤية الأشخاص لجدارية أو أي عمل فني في طريقهم إلى العمل، حتماً ستترك أثرها بهم، وتحرك نوعاً من الأفكار المتجددة والتحليل والاستيعاب والانفتاح على ما هو جديد، ما ينعكس إيجاباً على المدينة ككل.
يتمنى وائل زيادة وعي الناس بفن الشارع، وأن يعرفهم عليه بالصورة الحضارية التي يحملها وعلى وجه الخصوص عن طريق مشروعه القادم الذي سيكون انطلاقة لفن الشارع في سوريا.
بتول حجيرة – تلفزيون الخبر