شّلة زعران يدهسون فتاة بعد “تلطيشها” وسط دمشق
تعرضت الشابة “كاتيا” (في العقد الثالث من العمر) إلى حادث مؤذٍ على الصعيدين الجسدي والنفسي، بعد محاولة شبان ثلاثة في سيارة التعرض لها، ثم دهسها في منطقة المزرعة بدمشق، وتحديدا في مدخل نادي “بردى”، بالقرب من المؤسسة السورية للتجارة.
وروت كاتيا لتلفزيون الخبر تفاصيل الحادثة، قائلة ” في العاشرة والنصف صباحاً، وأثناء مروري من المنطقة المذكورة ، جاءت سيارة فضية اللون من نوع “مازدا”، يقودها ثلاثة شبان، وبدأوا بمضايقتي من خلال “تصفير وكلام “وقح”.
وتابعت كاتيا “ثم قرر سائق السيارة الاقتراب مني، فاصطدمت بالسيارات المصطفة على حافة الطريق ما أدى لإصابتي بتمزق أربطة في اليد، وتعرض هاتفي المحمول للكسر”، وأضافة أنه “فور اصطدام السيارة بي، هرب الشبان مسرعين، لدرجة أنني لم أتمكن من الحصول على نمرة السيارة”.
وأضافت أنه “وخلال كل ما جرى، وبالرغم من اكتظاظ منطقة الحادثة في ذلك الوقت، لم يتقدم أي شخص من المارة أو من ” الحراس” المخصصين للنادي، من تفقد حالتي أو تقديم المساعدة لي لمواجهة سيارة الشبان، والذين أعتقد أنهم “تحت تأثير مادة مخدرة أو شرب الكحول”.
ومن الناحية القانونية، تجمع قصة “كايتا” بين جنحي التحرش اللفظي، والتنصل من إسعاف الشخص الذي تم دهسه، وفي القانون، نصت المادة (506) من قانون العقوبات السوري ، حول التحرش بمايلي:
“معاقبة من تلفظ بكلام مخلّ بالحشمة بالحبس التكديري، ولمن عرض على قاصر لم تتم الخامسة عشرة أو فتاة أو امرأة لهما من العمر أكثر من 15 سنة عملاً منافياً للحياء أو وجه لهن كلاماً مخلاً بالحشمة، عوقب بالحبس التكديري ثلاثة أيام، أو بغرامة لا تزيد على 75 ليرة، أو بالعقوبتين معاً”.
ومن الناحية المرورية، تشمل المادة (552) من قانون العقوبات السوري على أن “كل سائق مركبة تسبب بحادث ولو مادي ولم يقف من فوره أو لم يعن بالمجني عليه أو حاول التملص من التبعة بالهرب يعاقب بالحبس التكديري وبغرامة لا تتجاوز المائة ليرة”.
وتشدد العقوبة المذكورة في المادة (550) في حال لم يعن السائق أو يهتم بالشخص الذي تم دهسه و توفي، وتضاعف العقوبة إلى النصف لتصل إلى أربع سنوات و نصف من الحبس”.
وتتعرض السيدات والفتيات بشكل مستمر لحوادث مشابهة إلى حد يصل إلى الحوادث اليومية، ومن خلال متابعة الروايات المذكورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضح أن هناك تمادي مستغل لضعف الطرف المجني عليه.
وينشر الكثير من الحوادث، على منصات التواصل الاجتماعي، حول شابات يتعرضنّ للـمضايقات من قبل شبان في سيارات “بلا نمر” أو “مفيمة”، مما يزيد حالة الرعب التي تتعرض لها الفتاة وتفضيل السكوت مقابل الأمان وعدم التورط بأمور أكثر تعقيداً مع هؤلاء.
وما بين الخوف من الجاني، والخوف من الفضيحة، والخوف أيضاً من تحول الضحية إلى “مذنب”، تبقى معظم قضايا التحرش طي الكتمان في مجتمعاتنا، مخلفة أسوء الآثار النفسية على حياة المرأة أو الفتاة.
ويفسح الخوف من الحديث في قضايا التحرش المجال أمام المتحرش من التمادي، بالرغم من نداءات “نسوية” أو “أهلية” خجولة لا تستطيع طرح عقوبات جدية رادعة عن مثل هكذا أفعال مشينة.
لين السعدي – تلفزيون الخبر