أكثر من 5000 جثة تم انتشالها من المقابر الجماعية بالرقة والعمل مستمر
تستمر عمليات انتشال جثث الموتى من المقابر الجماعية في محافظة الرقة والتي خلفها قصف “التحالف الدولي” وتنظيم “داعش” الذي تم طرده منها في 17تشرين الاول من عام 2017 حيث دخلت المدينة تحت سيطرة قوات ” قسد” .
وأفادت مصادر محلية بمحافظة الرقة لتلفزيون الخبر أن ” عملية انتشال الجثث مستمرة منذ سيطرة “قسد” على المدينة حيث تم انتشال أكثر من 5200 جثة حتى الآن والعدد قابل للزيادة”، مضيفا “أن المقابر الجماعية المكتشفة أصبح عددها بحدود 15 مقبرة موزعة في مختلف أنحاء المحافظة”.
وأضافت المصادر أن هذه المقابر هي “مقبرة الطلائع وملعب الرشيد والبانوراما والفخيخة والسحل ومعيزيلة والمنصورة والحمرات وجواد انزور و حديقة ٧ نيسان والحديقة البيضا وجانب الجسر القديم وحارة البدو وحديقة الاطفال”.
وأشارت المصادر “إلى أن الغموض يلف في كثير من الأحيان هويات أصحاب هذه الجثث، وأي معلومات عنها أو الأسباب التي أدت إلى وفاتها” مبينة أن السبب في ذلك يعود لاحتمالين أولهما: أن يكون “التحالف الدولي” الذي تقوده أمريكا هو الذي قتلهم والثاني أن يكون”داعش” هو المسؤول عن قتلهم”.
ويقول عبد الرحمن الحسن من مواطني الرقة وأحد الذين عاصروا تلك الفترة لتلفزيون الخبر أن” العدد الأكبر من الضحايا كان نتيجة قصف “التحالف الدولي” الهمجي في كثير من الأحيان على مختلف أحياء مدينة الرقة، حيث كان عناصر تنظيم “داعش” يستخدمون المواطنين كدروع بشرية”.
وتابع ” كانوا يقومون في تجميع أكبر عدد من الأشخاص وإجبارهم على الإقامة في الطوابق العليا من الأبنية ويختبئون هم في الأقبية، لذلك كان عندما يقصف الطيران هذه الابنية يسقط عدد كبير من الضحايا نتيجة ذلك”.
وأضاف ” أنه خلال حملة قوات “قسد” على المدينة كان يسقط يوميا عشرات القتلى بين المدنيين”.
وأوضح الحسن” وبسبب كثافة القصف واستمراره، كان من الصعب على المدنيين القيام بعمليات الدفن في المقابر المعتادة، لذلك تم اللجوء خلال الحملة إلى الدفن في المقابر الجماعية”، مشيرا إلى أن “عدد كبير من الجثث يعود لعناصر من تنظيم “داعش” حسب اللباس والأوراق الثبوتية التي يعثر عليها في القبور”.
وأضاف “عندما سيطرت قوات ” قسد” المدعومة من قبل” التحالف الدولي” على مدينة الرقة تولت الاشراف على عمليات انتشال الجثث بالتعاون مع بعض المنظمات لكنها كانت تخفي أية معلومات أو أية تفاصيل أخرى بعد مطالبة بعض الجهات الحقوقية بالكشف عن مصير الجثث أو الحصول عن معلومات عنها.”
وتابع “كانت “القوات” تجزم بأن من قتل هذه الجثث هو تنظيم” داعش” دون أن تقدم أي دليل علمي على مزاعمها ولم تعرض أي تحاليل أو وثائق أو أدلة طب شرعي تؤكد أن تنظيم “داعش” هو فعلا من قتل هؤلاء المدنيين داخل تلك المقابر الجماعية.”
وبحسب حقوقيين متابعين “ساهمت عملية نقل الجثث من المقابر الجماعية إلى خارج المدينة في أن تخفي الكثير من معالم الجريمة وتجعل من الصعب التأكد من هوية القتلى أو الطريقة التي قتلوا بها.”
وهناك من يحمل تنظيم “داعش” مقتل هؤلاء الضحايا نتيجة عمليات الاعدام الفردية التي كان يقوم بسبب مخالفات متعددة كالسرقة والزنا وسب الذات الإلهية وغيرها وزرعه للألغام والمفخخات بين المباني السكنية أثناء المعارك بالمدينة لكن لم تذكر أية مصادر عن ارتكاب التنظيم أية مجازر جماعية.
ولفت الحقوقيون إلى أنه في حال كان تنظيم “داعش” من ارتكب هذه المجازر، أي قبل الحملة العسكرية على الرقة، عندما كان يعيش أيام رخائه، وبالتالي كان بإمكانه أن يدفنهم بطريقة طبيعية تبعد الشبهات عنه أو أن يولي أقارب الضحية بأن تدفنه بالطرق المعتادة.
مبينين أن “التنظيم كان ينفذ عمليات القتل والإعدام في الساحات العامة وينشئ إصدارا لها وبالتالي لا مشكلة تدفعه لمحاولة إخفاء معالم جريمته.”
من جهتها، أكدت الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة للحكومة السورية على لسان مديرها زاهر حجو لبعض وسائل الاعلام “أن المعلومات المتوفرة لدى الهيئة تؤكد وجود عشرة آلاف شخص دفنوا في المقابر الجماعية في الرقة.”
موضحا “أن وزير الصحة وافق على تشكيل لجنة من الهيئة للتعرف عن الرفات التي تم اكتشافها وتم نقلها إلى المشفى العسكري في حلب”.
وأضاف” أن الهيئة وضعت برنامجا للتعرف على الرفات يبدأ من موضوع الأسنان ثم العظام وأخيرا اللجوء إلى تحليل D.N.A كون الهيئة مسؤولة عن موضوع التعرف على الجثث بشكل كامل”.
مشيرا إلى أن “لدى الهيئة فرق مدربة وخبراء في ذلك وأطباء مدربون في العديد من الدول على هذا البرنامج ما يسهل التعرف إلى الجثث بأسرع وقت ممكن وهي الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة.”
يشار إلى أن جميع عمليات انتشال الجثث تتم عبر لجان ما يسمى “الاستجابة المبكرة” التابع لما يسمى “بالمجلس المحلي” لمدينة الرقة الذي يعمل بإشراف ” الادارة الكردية” ويتألف الفريق المشرف على العمل من طبيبين شرعيين ومحامي وعمال حفر ومكتب توثيق وإحصاء ومكتب إعلام.
تلفزيون الخبر – الرقة