يمكن أن تدل على أماكن المختطفين .. طالبان سوريان يخترعان “السترة العسكرية الذكية”
رغم ظروف الحرب القاسية التي يعيشها السوريون داخل البلاد وخارجها، ثمة مبادرات فردية لشباب سوريين، تبعث الأمل بمستقبل سوريا وكفاءاتها وتؤكد أن سوريا رغم مرارة الحرب التي عاشتها مازالت ولادّة وخلاقة .
ومن الاختراعات التي قدمت ضمن فعاليات معرض الباسل للابداع والاختراع الذي أقيم ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ61، ابتكار “السترة العسكرية الذكية” التي صممها الشابان غدير اسماعيل و عيسى معلا .
واستطاع الطالبان في كلية هندسة الحاسبات والتحكم الآلي في جامعة تشرين، تصميم السترة العسكرية الذكية ذات المزايا التي تخدم وتساعد الجنود في الميدان .
وأوضح الشابان لتلفزيون الخبر آلية عمل السترة، وما هي الصعوبات التي واجهتهم أثناء عملهم وما هي المزايا التي تقدمها السترة العسكرية الذكية .
وقال غدير اسماعيل: “جاءت الفكرة عندما طُلب منا تنفيذ مشروع فصلي في الجامعة وقمت وصديقي عيسى معلا بتطوير فكرة السترة من فكرة نظرية لتطبيق عملي .
وأكمل: “عند بداية الحرب على سوريا وإثر وجود حالات الاختطاف بين جنود الجيش العربي السوري ومن بينهم والدي فكرنا أنه لو استخدمت خاصية تتبع الأفراد كان من الممكن معرفة أماكن المختطفين” .
أضاف ” تعمل السترة على تحديد موقع العسكري عن طريق الأقمار الاصطناعية عبر ميزة “GPS” ويتم استقبال الإشارة من الأقمار الصناعية لتحديد موقع العسكري وتحويلها لمركز معين يتم تحديده سابقاً” .
وأضاف: “تم وصل حساس نبض مرفق بالسترة لتحديد عدد نبضات قلب الجندي وتحديد وضعه عبر عدد نبضاته، وإرسال هذه المعلومات برسالة نصية إلى مركز معين محدد برمجياً دون تدخل العسكري وبشكل دوري حيث يتم الإرسال كل مدة زمنية محددة سابقاً” .
بدوره قال عيسى معلا لتلفزيون الخبر: “أضفنا زر طوارئ عند الضغط عليه يتم فتح مكالمة صوتية مع مركز معين مسبقاً تليها رسالة عن موقعه بالإضافة نظام تدفئة فعال عبر وضع شرائح تدفئة تساعد على رفع مستوى حرارة الجسم مما يساعد الجندي على اكمال مهامه” .
وتابع عيسى تتم التغذية في السترة عبر الطاقة المتجددة عن طريق (power bank) الذي يتم إعادة شحنه باستمرار خلال ساعات النهار من خلال خلية شمسية موضوعة على ظهر العسكري” .
وعن الصعوبات التي واجتهم أثناء عملهم على تطوير السترة قال غدير: “خلال 6 أشهر من العمل المتواصل وجدنا صعوبة في تأمين القطع المناسبة بسبب فقدانها في السوق السوري وغياب الدعم المادي” .
وذكر عيسى أن “تحويل فكرة التصميم لواقع مادي ملموس لا يندرج ضمن موادهم الدراسية التي تتطرق لها نظرياً فقط بل هو نتاج مجهود شخصي لهما واتباعهما لدورات تدريبية ومتابعة مستمرة من مشرفهم الدكتور بلال شيحا” .
وأوضح الشابان أنه لم يتم التواصل معهم من أي جهة رسمية لتبني المشروع، كما أن التصميم لاقى الكثير من التشجيع على منصات التواصل الاجتماعي وفي معرض الباسل للإبداع والاختراع خصوصاً من جنود الجيش العربي السوري” .
الجدير بالذكر أن العديد من الشبان السوريين يقدمون الكثير من الاختراعات التي تضاهي الاختراعات الأوروبية، والتي تحتاج إلى خطوة أخيرة وهي الدعم والرعاية وتسليط الضوء أكثر على ابتكاراتهم .
ريما كحيلة – تلفزيون الخبر