“مين بيراهني”؟ .. معلق مباراة سوريا والفلبين يكسر كل القواعد وغير القواعد
يتذكر السوريون بكل الحب والدفء صوت المعلق الراحل عندنان بوظو، وهو يصدح بأعلى صوته “غووووول لسورياااا”، ولا زالت جملته “معليش يا شباب .. هم أبطال أمريكا ونحن أبطال آسيا” محفورة في ذاكرة كل سوري من جيل الثمانينيات فما دون .
وعلى الرغم من “الشطحات” التي كان “يشطحها” ومن بعده ياسر علي ديب، ومصطفى الاغا (ياخساااارة يا سعد) إلا أنها كانت محببة جدا، والدليل هو خلودها مع ابتسامة ترتسم على الوجه عند تذكرها.
وإذا كان التعليق، بالمنطق، هو انعكاس للمستوى المقدم على أرض الملعب بطبيعة الأحوال، فالواقع المزري للتعليق السوري يأتي بالحالة ”التيبيكال” لواقع الكرة السورية.
وأعاد معلق مباراة منتخبنا الأول مع منتخب الفلبين شخصية “أسعد وجودة” في المسلسل الكوميدي الشهير “ضيعة ضايعة “بعبارة “مين بيراهني على..” بعد تخوفه في أول دقائق المباراة من الخسارة .
وبدأ معلق المباراة طلال بوسنلي على قناة سورية دراما المباراة بأمنيات أن لا يخسر منتخبنا وأنه قادر على تحقيق الفوز ولو بهدف وحيد على المنتخب الفلبيني.
وانخفض مستوى التفاؤل لديه عند تسجيل المنتخب المستضيف هدفهم الأول متمنياً التعادل على أقل تقدير لمنتخبنا بعد تلقي الهدف الأول، وبدأ بذكر أماكن تولد لاعبين المنتخب الفلبيني “هاد خلقان باسبانيا يعني من أسمائن واضح أنن مو فلبينيين”، منوّهاً على طريقة عمل المنتخب القطري بطل كأس آسيا بعملية التجنيس.
وبعد تسجيل عمر السومة ، الذي أطلق عيه لقب “الهولي كوبتير” الهدف الأول ارتفع معدل الحماس عند البوسنلي ومع الهدف الثاني الذي أتى عن طريق خالد المبيض ، افتتح البوسنلي لعبة “المراهنة” على الهواء مباشرة قائلاً “مين بيراهني أنه بدنا نسجل التالت والرابع والخامس، ليش لأ”.
وفي الشوط الثاني سجل فراس الخطيب الهدف الثالث ونقل البوسنلي للمتابعين أحاديثه الخاصة مع إياد ناصر ناقلاً عن لسانه “سألت الزميل إياد ناصر وقلي أنه متخوّف من المباراة وكمان الزميل عماد الأميري ماكان متوقع هيك نتيجة، مين كان متوقع، حتى أنا ماكنت متوقع”.
وتابع البوسنلي بعد الهدف الرابع “لسا بدنا الخامس ومين بيراهني عالسادس، ليش لأ” وتابع تعليقه بعد تسجيل المواس للهدف الخامس ليعود برهانه على السادس مضيفاً “5 حلوين 5 حلوين بس 6 أحلى يا شباب”.
ولاقى تعليق البوسنلي ردات فعل “كوميدية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتحوّلت معظم الجمل التي قالها خلال المباراة إلى منشورات تهدف إلى التندر.
وأحدث البوسنلي نقلة في تعاطي السوريين مع الحالة الكوميدية، حيث بدأوا يتناقلون مقاطع صوتيه لتعليقه على المباراة .
وكان للقناة الناقلة سورية دراما جزء من الانتقاد الذي وجهته الجماهير، حيث قامت القناة بوضع شريط خبر عاجل لنتيجة المباراة أثناء المباراة ، أدت إلى تغطية جزء من الشاشة ، بالرغم من وجود النتيجة في الزاوية العليا من الشاشة.
وتعاني الجماهير السورية من أزمة المعلقين الموجودين وخاصة في مسابقة الدوري، حيث يتركز التعليق على “وجود جنس لطيف واضح في المدرجات، التحية للمخرج فلان وللمصور فلاني، وللمسؤول الحاضر في المدرجات، وغيرها”.
ولم يشذ البوسنلي، عن الحالة الوصائية للمعلق السوري، فكانت المباراة أشبه بـ ٩٠ دقيقة ، من التنظير في “كرة القدم” و”الفرح” و”التشجيع” و”الوطنية” ، وذهب الزمن الذي كان السوري ينتظر فيه مبارة لكرة القدم يريح فيها راسه، ويشعر فيها بالحرية .
فراس معلا – تلفزيون الخبر