النوادي الصيفية للأطفال.. رفاهية تنموية ترهق جيب الأسرة
ولم تقتصر النوادي على رياض الأطفال والمعاهد فقط، بل تسعى المراكز الرياضية والأندية إلى استغلال الجو الصيفي ورياضاته الخاصة به كالسباحة مثلاً، وغيرها من الرياضات التي يسمح فراغ العطلة بممارستها.
وبيّن عدد من أهالي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين حتى 14 سنة، في دمشق، التكاليف المتفاوتة بين أسعار النوادي الصيفية، المنطقي منها والمرتفع، والنشاطات المقامة في كل منها.
وتشمل النشاطات الصيفية على بعض أنواع. الرياضات البدنية، والأنشطة الذهنية ذاتها من حساب ذهني، ولعب واتكيت تناول الطعام، وتعلم اللغات وغيرها، إضافة إلى المواصلات والنقل.
وتسجل بعض المدارس الأطفال بقسط شهري، أما البعض الآخر، يدفع الأهل الرسوم ككتلة واحدة بغض النظر عن المدة التي يحضر فيها الطفل.
و أعطى بعض الأهالي، لتلفزيون الخبر، نبذة عن أسعار النوادي الصيفية في دمشق، حيث ذكروا أن “الأسعار تتراوح وسطياً بين ٣٠ إلى ٧٠ ألف تقريباً لكل شهر”.
وبين آخرون أن “هناك أسعار أعلى من تلك المذكورة، تصل إلى حوالي ١١٠ آلاف شهرياً متضمنة المواصلات”.
ومما أثار سخرية الأهالي أن “القسط أحياناً أعلى من أجر الباص بآلاف قليلة”.
وحول أهمية ممارسة النشاطات المذكورة على حياة الطفل، لفتت الاخصائية النفسية لطفية حمدو، في حديث مع تلفزيون الخبر إلى أن “الطفل لديه حاجات مختلفة منها الحاجة للعب، والدخول بعلاقات اجتماعية مع الأقران، إضافة لغيرها من الحاجات كالحب والأمان والعلاقة مع الأب والأم”.
وأضافت حمدو “عند دخول الطفل للنوادي الصيفية، القائمة على مبدأ النشاط الحاوي على اللعب والمتعة، والذي يملك أدوات تمكن مهارات الطفل، تكون حققت الغاية والاستثمار السليم خلال هذه الأشهر، لذا تسجيله بهذه النوادي يشبع فضول الطفل أيضاً الموجود لديه في هذا السن، من خلال الأنشطة الممارسة باختلافها”.
وبينت حمدو أنه “استثمار الفضول بطريقة صحيحة وسليمة، هو أفضل بكثير من بقاء الطفل في المنزل خلال العطلة الصيفية، لاسيما أن الطريقة الوحيدة لملء وقته هي إما أمام التلفاز أو الانترنت ولعب الألعاب “الفيديو”، التي لا تنمي القيم الاجتماعية أو تساعد في تكوين البنية الجسدية السليمة للطفل، بل يفرغ الطفل طاقاته بالعنف والقتل الموجود في تلك الألعاب، بعيداً عن اللعب مع الأطفال الآخرين”.
وأشارت حمدو إلى أنه “للأسف، يحدث أن تقلد أنشطة ما أو أفكار في النوادي الصيفية حتى تفقد محتواها وأهميتها، فإن كنا نبحث عن الجودة من تلك النوادي، لا بد أن تحقق أثراً إيجابياً بتطور الطفل اجتماعياً وتنمية القيم الأخلاقية، وسلوكياته، وبهذه الحالة هي أهم وأفضل من جلوسه في المنزل، بينما إن كانت تلك الانشطة غايتها تجارية فقط، فلن يحقق أي هدف من الأهداف السابقة”.
وأوضحت حمدو إلى وجود “جمعيات ومراكز مجتمعية تقوم بأنشطة صيفية بشكل مجاني، لتحقق الفائدة المرجوة للطفل، دون وجود تكلفة مادية كبيرة، كما الأسعار المذكورة، خاصة للوالدين الموظفين المضطرين لوضع أبنائهم في مكان آمن خلال أوقات الدوام”.
وتبقى حيرة الأهل مستمرة اتجاه أطفالهم، بين أهمية اشراكهم في تلك النشاطات، وبين خوفهم من عدم فائدتها، أو استغلال المال المخصص للأقساط التي تكسر الجيوب، في مناح حياتية أخرى، أكثر أهمية، لا سيما في ظل الغلاء الفاحش، وضيق الحال الذي يطال غالبية الأسر السورية.
لين السعدي – تلفزيون الخبر