سوريون يسخرون من رسائل “سيريتل” .. “انا الخاطف شخصياً”
“أنا الخاطف شخصياً… و أتعهد أمام الله وأمامكم… بعدم التواصل مع أهل المخطوفين”، عبارة تناقلها السوريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبخاصة “فيسبوك” رداً على سلسلة طويلة من رسائل التحذير تلقاها مشتركو شركة “سيرياتل” باسم “سيريانز” وهو اسم مرسل اعتاد السوريون تلقي رسائل رسمية عبره.
الرسائل الأخيرة حذرت السوريين من التجاوب مع اي اتصالات تنتحل صفة أمنية أو اتصالات من خاطفين يتفاوضون مع المواطنين لدفع فدية وأكدت الرسائل أنها عمليات ابتزاز.
وإن كانت ردود الأفعال في الايام الاولى لبدء ارسال موجة التحذير الاخيرة أنها رسائل ضرورية وان كانت متأخرة لأن مئات الحالات لآهل مخطوفين سقطوا ضحية أفراد وشبكات من منتحلي الصفات والنصابين.
إلا أن تواتر وتكرار الرسائل ذات المحتوى نفسه واستهدافها للشريحة ذاتها والأشخاص أنفسهم بأكثر من 20 رسالة للشخص نفسه أحياناً حولت القضية الى حملات سخرية من “سيرتيل” الشبكة المقدمة للخدمة.
وقال وائل (طالب جامعي) أنه تلقى أكثر من 30 رسالة تحذير من التجاوب مع الخاطفين او منتحلي الصفة الأمنية علما أنه في ال20 من عمره وغالبا لا يرجح أن يستهدفه أحد من الخاطفين أو منتحلي الصفة الامنية أصلا.
وشرح “محمد” (وهو اسمه غير الحقيقي- وهو موظف سابق في سيريا تل) أن عملية ارسال الرسائل لا تتم بعشوائية حيث تحدد الجهة الراغبة بارسال الرسائل عبر هذه الخدمة باختيار الفئات والشرائح المستهدفة بدقة”.
وتابع “يمكن الاختيار حسب الجنس – الفئة العمرية – مكان التولد او السكن – المهنة – الدراسة وما شابه من عوامل فرز وفلترة. الأمر يعود للقائمين على المحتوى وليس للشركة المخدمة”.
وأضاف محمد “هوامش الخطأ يمكن أن تحصل في حال كان حامل الرقم غير صاحبه وهو ما أدى لوصول مئات الرسائل سابقا لرجال تدعوهم الرسائل لزيارة عيادات الصحة الانجابية، او تعايدهم في عيد المراة والأم”.
وعن كثافة وصول الرسائل للشخص ذاته مرات عديدة رجّح محمد “غالبا لم يقم الموظفون بعملهم بدقة فالمعتاد أن يطلب العميل عدم تكرار استهداف نفس الرقم وتوسيع الشريحة”.
وبدأت شركة “سيريتل” منذ نحو إسبوعين، بإرسال رسائل متتالية تحمل نفس الفكرة، وهي عدم التجاوب مع الاتصالات المشبوه التي تهدف إلى ابتزاز المشترك والسؤال عن المخطوفين، لتبدأ جوالات المشتركين بالرنين للتنبيه بوصول رسالة، إنها من شركة “سيريتل” تحذر المشترك من عدم التجاوب مع المبتزين.
و سخرت مجموعة “أوفردوس” على “فيسبوك” من رسائل “سيريا تل” التحذرية بالقول “مافي شي طريقة نخبر سيريتل أنو أنا ما رح رد عالخاطفين ولا رح استجيب لمطالبن؟ لك وجه فقر أنا.. ماحدا معبرني لا خاطفين ولا غيرو.. حتى كراش ماعندي..”.
وكان تعرّض العديد من ذوي المخطوفين خلال سنوات الحرب للابتزاز من قبل الخاطفين، أو منتحلي الصفات الأمنية، لكن السوريين كعادتهم اجترحوا من مأساة الرسائل المتأخرة والمتكررة بشكل وصفه أغلبهم بالمزعج إلى حالة تندر وسخرية وجّهوها نحو “سيريا تل” واحدة من شركتي الاتصالات السوريتان الوحيدتان المتنافستان على السوريين.
تلفزيون الخبر