حروب “فيسبوكية” و”ضرب منّيات” بين طلاب الجامعة ومراقبي الامتحانات
امتلأت مجموعات “فيسبوكية” خلال فترة امتحانات الفصل الثاني للجامعات السورية الحكومية، بمنشورات تنتقد تصرفات المراقبين المسؤولين عن القاعات الامتحانية، وهم في الغالب من طلبة الدراسات العليا أو موظفين من الكلية نفسها.
بالمقابل، رد المراقبون أنفسهم على انتقادات الطلاب لهم، عبر نفس المجموعات ليبدأ الأخذ والرد بين الطرفين كل مدافع عن حقوقه من وجهة نظره.
ورصد تلفزيون الخبر مجموعة من المنشورات وردود الفعل عليها، حيث عبر طالب جامعي عن غضبه من الإجراءات التي تتم خلال تقديم الامتحان، فكتب “بس بدي افهم، ليش ما بتنختم أوراق الامتحانات بعد ما تتسلم للمراقب أو لرئيس القاعة”.
وأضاف الطالب “يعني كمية التوتر اللي بيعملها الموظف اللي بيختم الوراق كبيرة وكتير أحيان الطلاب بتنسى بعض المعلومات أو بيضيع ربط الأفكار أثناء الحل، بعتقد كتير سهل على إدارة الجامعة تدارك هيك موضوع”.
وأبدى مراقبون وطلبة خريجين امتعاضهم من اعتراض الطالب على تلك الإجراءات، فمن الردود التي كتبت له، والتي تبين لاحقاُ أنها من إحدى المراقبات “لك ملايين طلاب تخرجت وبتفوق وماكان حدا يفكر بهالتفاهات، عأساس اللي عم يشتكوا من هالأمور عم يهرهر الدراسة والشطارة منهم؟”.
وتابعت “شبعنا تفاهة بكفي، هي الناس عم تشتغل كرمال حضراتكن الطلاب وعم يضيعوا وقتن ع الفاضي بكل معنى الكلمة لأنها لا شغلة بتبسط ولا مأجورين عليها ورغم هيك عم يقوم بواجبهن”.
وأضافت المراقبة “لا تفكر المراقب مبسوط و هو عم ياخدلك تفقد وينحني ويطلع وينزل بين المدرجات و لا هو وعم يصمغلك ورقتك ترى مافي شي (اسئل) من هالشغلة و لا هو وواقف على رجليه أحيانا ٣ جلسات امتحانية ورا بعض و بيتكسر تكسير فخلص بقى حاجتكن تتشكوا عكلشي قدروا تعب هالعالم”.
وتابعت “طبعاً هالحكي ما بيعني انو مرات في مراقبين بزودوها بس بإمكانكن تتشكو لرئيس القاعة و اذا ماسمع منكن لرئيس المركز هاد حقكن بس مو معناه تضلو عم تحكو عنهن كأنن العدو الصهيوني بوشكون، تقرف هالقصة بقى”.
من جهتهم، ساند عدد من الطلبة زميلهم المعترض، فقال أحدهم: “موضوع على قدر من الأهمية وياليت يلتقى حل له عاجلا لا آجلا، مؤثر سلبا على الطالب المجتهد فقط، بكون عم اكتب الحل ع المسودة و بسرعة وكل حل عنا بدو نص صفحة او صفحة مسودة بيجي بنص الحل بيقطعلي سلسلة أفكاري وبدي اقعد قلب الورقة ليختمها”.
وتابع الطالب “بتجي بعد شوي بدها تختم الاسم وتطوي الورقة، نفس القصة، بترجع بعد شوي بتاخد تفقد، اي لاقو حل لهل مشاكل لترتفع السوية العلمية بقى”.
وقال طالب آخر: “الي بيقهر وقت مادة يكون بدا شغل وطويلة وبتجي اتمتة مفروض تكون تقليدي وبدك وقت لتحلا بتجي بساعة وربع، ومابيكفيك المكان لتحسب ارقامك لتحسن تختار جواب صح، هاد بيزعج وبيقهر مو توتر مشان ختم ورقة”.
ويتم ختم الأوراق داخل القاعة الامتحانية تجنباً لعمليات الغش وإدخال أوراق مختومة مسبقاً، كذلك يتم تفقد أسماء الطلبة وحضورهم للامتحان كل طالب على حدة، ثم يغلق اسم الطالب بالصمغ، أي أن هناك ثلاثة إجراءات تتخذ خلال حل الطالب للأسئلة عدا عن توزيع الأوراق وجمعها في نهاية الامتحان.
ومن جهة أخرى، كتب أحد طلاب الدراسات العليا، الذي يقوم بدوره كمراقب، بطريقة ساخرة التالي “من أول ما بلشت الامتحانات كل يوم بتبلش تنزل بوستات الهضامة وقلة الأدب ع كلشي اسموا مراقبين وحتى ع الدكاترة وطبعا طلابنا كلهن أكابر كلهن دارسين كلهن محترمين وبيفهموا بالذوق والادب والحق دائما ع المراقب”.
وتابع “والمراقب هو الشخص الي دايما مندعي عليه ونسبوا وطبعا السبب الظريف إنو حضرتوا ما خلانا نتنقل بالفحص، يا عيب الشوم عهيك مراقبين ما بيستحوا على حالهن”.
وأضاف المراقب “أنا طالب دراسات عليا عايف حالي متلي متلك، مالي مبسوط لما بفيق بكير وبطاحش بالعجقة لوصل عالجامعة بكير واعرف بأي قاعة بدي راقب وخود بقا وزع وراق أتمتة وأسئلة وبصير نقص بدور بغير قاعات لتشحد وراق، خود تفقد وصمغ الورق والوقفة ساعتين بهل الحراقي عاجريك “.
وذكر أيضاً “لأكون موضوعي أنا نفسي كنت طالب وكان أحياناً يجي علينا مراقبين ما بيفهموا بس هاد الشي لا يعمم وإذا صار معي شي موقف ما بفوت عالفيس وببلش حكي بطعمة وبلا طعمة ع المراقبين”.
وتابع “احترموا تعبنا ووجع قلبنا معكن شوي بس وانا متأكد انو ما في طالب محترم بيجي بقدم فحصوا باحترام بصير معو مشكلة مع مراقب إلا ما ندر لانوا اغلب مشاكلنا مع الطلاب الوقحين والطلاب الي جايين ينقلوا”.
وتباينت ردود الأفعال على كلام المراقب السابق، فرد عليه الطلاب من خلال مواقف ومشاكل واجهتهم خلال تقديم الامتحان، ومنها “لما بكون الطالب مركز بورقتو وعم يعصر مخو ليتذكر فكرة دارسها أو يصيغا بطريقة معينة ويجعر شي مراقب/ة فجأة هك بكون عم يطبق التعليمات الامتحانية؟”.
أما طالبة آخرى فردت قائلةً: “معك حق بس سمحلي قلك انتو مزودينها يعني أنا مبارح اجتني صفنة بالامتحان ما بلاقي غير مراقب عم يقلي هاتي بطاقتك انو لشو بالله بس لأني شردت لا حكيت مع حدا ولا لتفتت ولا شي صفنت بسؤال وعم اتذكر جواب مو اكتر”.
وفي ظل كل الاعتراضات السابقة من قبل كلا الطرفين، مازال يشعر بالظلم الطالب الذي كانت غايته تقديم الامتحان بهدوء يناسب كم التعب المبذول لتحقيق النجاح في نهاية الأمر، ولمراقب جاء ليؤدي واجبه بمهنية واحترام دون الحاق الأذية لأي طالب متلزم بالقوانين الامتحانية.
لين السعدي – تلفزيون الخبر