رياضة

“فانتازيا” الدوري السوري .. سيارة بدلاً من النقالة .. ومليون ليرة على “الجرابات”

يتميز الدوري السوري بمواقف غريبة ولقطات فريدة من نوعها لا يحلو ولا يرتقي للمستويات الممتازة من دونها، وليس آخرها ما حدث العام الماضي عندما دخلت سيارة الشرطة “النجدة” لإسعاف أحد اللاعبين المصابين.

أما جديدها، ما حدث، الجمعة 5 نيسان، عندما ارتطمت الكرة برأس لاعب فريق الطليعة عمر السمان وسقوطه بلا حراك خلال مباراة تشرين والطليعة ضمن منافسات الأسبوع الـ20 من الدوري السوري الممتاز.

إصابة اللاعب دفعت الجمهور والحكام والمسؤولين إلى وضع أيديهم على قلوبهم خوفاً على حياة اللاعب فالإصابة تبدو غير عادية، و بدا أن اللاعب غاب عن الوعي مع حضور الطاقم الطبي والإداريين والفنيين في فريق الطليعة وتجمعهم حول اللاعب.

حكم الساحة مسعود طفيلية تدارك الأمر عندما شعر بخطورة الموقف وطلب “تجاوزاً” من سيارة الإسعاف الدخول إلى أرض الملعب من أجل إنقاذ حياة اللاعب المغمى عليه فكل ثانية قد تحمل عمر جديد للاعب المصاب عمر السمان.

وحالات إغماء لاعبي كرة القدم تؤدي إلى مضاعفات خطرة منها “بلع اللسان” وما يتبع ذلك من خطورة على الحياة وهذا ما أدى إلى توقف المباراة أكثر من خمس دقائق ريثما يتم الاطمئنان على اللاعب ونقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى.

لكن السيارة خرجت من أرض الملعب ولم تتوجه للمستشفى بل توقفت على المضمار، وهو ما أثار استغراب المتابعين.

وقبل أن يقفز اللاعب المغمى عليه بحركة فنية وبرشاقة من الباب الخلفي لسيارة الإسعاف، توجه مباشرة إلى أرض الملعب طالباً من الحكم العودة إلى اللعب.

وبالفعل عاد اللاعب إلى المباراة وكأنه لم يكن منذ لحظات فاقداً الوعي كما بدا على الأقل للجمهور والحكام والمدربين وحتى المشاهدين عبر النقل المباشر على صفحات التواصل، في حادثة لا تحدث إلا في الدوري السوري الممتاز لكرة القدم.

ويحسب لحكم الساحة مسعود طفيلية ومساعديه أحمد مالود وحسام فريح السرعة في اتخاذ القرار السليم، كما يحسب للدوري السوري ولاعبيه الابتكار والإبداع في طرق وأساليب إضاعة الوقت ولا يختلف فيها متصدر أومتوسط أو متذيل للترتيب.

وهذه الظاهرة لا ترتبط بفريق واحد بل تتميز بها كل ذهنية كرة القدم السورية التي تقتل متعة كرة القدم لصالح متعة التمثيل.

وكانت شهدت إحدى المباريات في مرحلة الذهاب سقوط ثلاثة لاعبين في ذات اللحظة من صفوف أحد الفرق بعد تقدمهم 1 -0 لكن المباراة انتهت لصالح الخصم 2-1 الذي سجل هدفين في الوقت البدل من ضائع في مشهد درامي يصلح ليكون أجمل لقطة فنية في الدوري السوري الممتاز لموسم 2018- 2019.

كما شهد الأسبوع 19 من الدوري معاقبة فريق تشرين بمبلغ نصف مليون ليرة سورية بسبب لون الجوارب والتهديد برفع العقوبة إلى مليون في حال تكرارها.

والسبب ارتداء جوارب مخالفة “لونها أحمر” في مباراتهم مع فريق الشرطة الذي يرتدي جوارب أيضاً “لونها أحمر” رغم أن الحكم تفقد اللباس قبل المباراة ولم يجد ما يستدعي الانتباه.

وانتشرت الأسبوع الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأرضية ملعب الصالة الرياضية في طرطوس، وظهر فيها أنواع من الأعشاب تصلح لرعي طرش من الأغنام العواس، وليس للعب كرة القدم.

فشكراً للدوري السوري الذي يضع الجمهور في كل أسبوع بأجواء مسلية وفريدة من نوعها وشكراً لاتحاد كرة القدم الذي يبتكر عقوبات متجددة و يؤمن أجواء “فانتازيا” لممارسة كرة القدم السورية.

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى