فراشات تغزو الساحل السوري .. ما مدى خطورتها على المزروعات؟
بيّن رئيس قسم الوقاية في كلية الزراعة في جامعة تشرين، الدكتور نبيل أبو كف، لتلفزيون الخبر أن “ظاهرة فوران الحشرات تحدث سنوياً، وفي كل مرة لنوع مختلف من الحشرات، وهي ظاهرة طبيعية”.
وأشار الدكتور إلى أن “هذه الظاهرة تسمى بالفوران، وفي علم الوبائيات، تحدث بسبب توافر الظروف المناسبة لانتشارها وتكاثرها، وفي هذا العام، ساهمت درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والأمطار، في زيادة أعدادها”.
وأضاف د.أبو كف أن “غزارة الأمطار التي شهدها الساحل السوري هذا العام، ساهمت أيضا في كثرة النباتات والأعشاب، والتي بدورها كانت عاملا مساهما في حدوث هذا الفوران “.
وأردف أبو كف “يسمى هذا النوع الذي يغزو الساحل بأبو دقيق الخبازي، ويصيب الخضراوات وبهاجم النباتات البرية، التي تنمو في الطبيعة وحدها دون زراعة، ومن الممكن أن يهاجر كأسراب ويحل في مكان يناسب شروط تكاثره”.
وعن الأضرار التي تسببها هذه الفراشات، قال أبو كف: “يكمن خطرها في مرحلة اليرقانات، أي بعد أن تفقس البيوض، فهذه اليرقات أو الدود تبدأ بمهاجمة الأوراق الخضراء وتتغذى عليها، واذا تواجدت بكمية كبيرة تسبب أضرار بالغة بالمزروعات”.
أما بالنسبة لموضوع المكافحة لتجنب أخطارها، أوضح الدكتور أن “هذه الفراشات تبدأ بوضع بيوض في آخر جولاتها، ويفضل المكافحة في هذه الفترة تحديداً للحد من أعدادها”.
وتابع “على المزارع الذي يلاحظ تواجدها في أرضه، وحلولها على مزروعاته، أن يعلم أنها تكون في فترة وضع البيوض، وعليه أن يقوم بمكافحتها خلال فترة أسبوع، وإلا سببت أضراراً فادحة”.
ونوّه الدكتور إلى أن “مديريات الزراعة في طرطوس واللاذقية تقوم في حال ملاحظة انتشارها بأعداد كبيرة بعمليات مكافحة لها بشكل كامل”، نافياً أن “يكون للتلوث والنفايات دور في زيادة أعداد هذه الآفات”.
ولاحظ سكان محافظتي اللاذقية وطرطوس، انتشار أسراب كبيرة من هذه الفراشات بأعداد متزايدة، خلال الأيام القليلة الماضية، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء فصل الربيع.
وتتمتع فراشة أبو دقيق الخبازي بألوان زاهية، وتنتشر في منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط، و تتغذى الحشرة الكاملة على رحيق الأزهار، أما الطور اليرقي فهو الأخطر، حيث يتغذى على الخضراوات مسبباً خسارة فادحة لتلك المزروعات الاقتصادية.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر