ميداني

هل انتهى “داعش“ في سوريا ؟ .. الحكاية الكاملة

قالت قوات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، السبت 23 آذار، إنها: “سيطرت على آخر جيب لتنظيم “داعش” في سوريا في منطقة الباغوز جنوبي شرقي محافظة دير الزور التابعة لمدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية”.

وجاء هذا الإعلان على لسان ما يسمى القائد العام لقوات “قسد” المدعو “مظلوم كوباني” في مؤتمر صحفي عقده في حقل العمر النفطي بريف دير الزور بحضور السفير وليام روباك مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية لشمال وشرق سوريا”.

وأشار قائد قوات “قسد ” في بيانه الذي تلاه بوجود علمين فقط وهما علما “قسد “و أمريكا إلى أنهم “دمروا مرتزقة “داعش” ، وأنهوا سيطرتهم في آخر جيوبه بمنطقة الباغوز”.

وتابع كوباني أنهم “سيطروا على 52 ألف كم 2 من الأراضي السورية منذ خمسة أعوام حتى الآن، منوهاً إلى أنهم “قدموا 11 ألف عنصر قتلوا خلال هذه السنوات ، بالإضافة إلى 21 ألف جريح”.

وزعم في بيانه أن “العامل الأساسي لنجاح قواتهم في الحرب ضد الإرهاب هو اعتمادهم على النهج الديمقراطي، ومبادئ الأمة الديمقراطية، وحرية المرأة، والعيش المشترك وأخوة الشعوب التي جمعت المقاتلين من كافة المكونات والمقاتلين الأمميين”.

وأعلنت القيادة العامة لقوات “قسد” خلال بيانها عن البدء بمرحلة جديدة في محاربة إرهاب “داعش”، وقالت إن “محاربتها لإرهاب “داعش مستمرة” ، منوهة إلى أن “الخلايا النائمة لـ”داعش” ما تزال تشكل خطراً كبيراً على المنطقة”.

في حين أكدت مصادر محلية بريف دير الزور لتلفزيون الخبر أن “بعض أصوات الأعيرة النارية و الاشتباكات وقذائف الهاون لا تزال مسموعة في منطقة الباغوز، حيث نشر تنظيم “داعش” مقاطع فيديو تظهر استمرار المعارك مع ما تبقى من عناصره”.

وكانت مصادر محلية و أخرى ميدانية كشفت لتلفزيون الخبر أن “قوات “قسد” و”التحالف الدولي” بقيادة أمريكا من طرف توصلوا إلى اتفاق نهائي مع تنظيم “داعش” من طرف آخر في آخر الجيوب التي يسيطر عليها التنظيم شرقي دير الزور.

وأضافت المصادر أنّ “الإتفاق الذي نص على عدم عودة تنظيم “داعش” إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد” بريف ديرالزور ونقل ما تبقى منهم إلى صحراء الأنبار العراقية أو بادية منطقة التنف السورية وهو محدث بالفعل”.

ولم يقبل ٥٠٠ إلى ٦٠٠ عنصر من التنظيم الإرهابي، وفق تقديرات محلية الاتفاق ، واستمروا في معركتهم .

وتابعت المصادر أنه ”من بنود الاتفاق هو تسليم كل ما يملكه التنظيم من أموال و مجوهرات و ذهب و التي تصل إلى أكثر من 40 طن”.

في حين أوضحت مصادر محلية بمحافظة الحسكة لتلفزيون الخبر أن “قوات ”التحالف الدولي” نفذت سلسلة إنزالات جوية متزامنة عبر مروحيات عسكرية خلال الأيام الماضية في بادية فليطح و بادية مركدة و أطراف بلدة الدشيشة ، واستهدف الإنزال عدة مستودعات و مخازن سرية يرجح انها تعود لتنظيم “داعش” “.

وقالت قوات “قسد” إنها “أسرت مئات في الأسابيع الماضية ممن حاولوا التسلل والهرب للعراق أو عبر نهر الفرات إلى الصحراء السورية”.

واستمرت المعركة النهائية للسيطرة على منطقة الهجين و الباغوز بريف دير الزور لأسابيع طويلة مع خروج أعداد ضخمة من المدنيين من الجيب بالإضافة لعدد كبير من مقاتلي “داعش ” و عوائلهم وفق اتفاق بين الطرفين.

في حين أكدت مصادر محلية لتلفزيون الخبر في ريف الحسكة عن تدفق نحو 73 ألف شخص من ذلك الجيب على مدى الشهرين المنصرمين هرباً من القصف الذي تنفذه قوات “قسد” ومن نقص الغذاء الذي وصل إلى مرحلة اقتيات بعضهم على الحشائش.

كما أكدت المصادر،( وانتشرت مجموعة من الصور) استخدام أمريكا لأسلحة محرمة دوليا استهدفت مدنيين في المنطقة.

وعلى الرغم من أن هزيمة “داعش” في الباغوز تنهي سيطرة التنظيم على الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها في 2014 وقت إعلان دولة ”الخلافة“ إلا أن التنظيم المتشدد لا يزال يشكل تهديداً.

وهناك بعض مسلحي التنظيم الذين يتحصنون في مناطق نائية في الصحراء السورية كما تواروا عن الأنظار في مدن عراقية حيث يشنون هجمات بإطلاق النار أو عمليات اختطاف في انتظار فرصة للخروج من جديد.

لكن تظل السيطرة على الباغوز نقطة تحول كبرى في الحرب على التنظيم المتشدد والتي شنتها قوى محلية وعالمية عديدة-بعضها متصارع- على مدى أكثر من أربع سنوات.

يذكر أن قوات ” قسد ” و “التحالف الدولي” بقيادة امريكا اجرت سابقاً اتفاقاً مع تنظيم “داعش ” و الذي قضى بنقلهم من مدينة الرقة الى ريف دير الزور.

ونشأ تنظيم “داعش” كفصيل منشق عن تنظيم القاعدة في العراق واستغلت الحرب في سوريا للاستيلاء على أراضٍ وإنهاء ارتباطها بالكامل بالقاعدة.

وفي 2014 تمكن التنظيم المتشدد في هجمات خاطفة من السيطرة على الموصل في العراق والرقة في سوريا ومساحات شاسعة من الأراضي على جانبي الحدود.

وأعلن تنظيم “داعش” وقتها انتهاء المفهوم الحديث للدول ودعا أنصاره لترك منازلهم والانضمام إلى ما وصفها بدولة الجهاد الفاضلة الذي زعم أنه يؤسسها وصك لها عملة ورفع لها علما وأصدر لها جوازات سفر وأقام عروضاً عسكرية.

وجاء التمويل الذي حصل عليه التنظيم لتنفيذ مخططه من النفط والابتزاز وتهريب الآثار. وشملت مخططاته ذبح بعض الأقليات وإقامة مزادات علنية لبيع أسيرات وتطبيق عقوبات وحشية على أبسط المخالفات لقوانينه وتنفيد عمليات قتل مدروسة للرهائن.

وفي النهاية حوصر المتبقون من التنظيم في معسكر صغير يمتلئ بالمركبات الصدئة ومناطق الإقامة المؤقتة على ضفة الفرات وتطل عليه منحدرات تسيطر عليها قوات” قسد ” .

وتسببت الضربات الجوية المكثفة خلال الحملة العسكرية من قبل قوات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا في تسوية أحياء بأكملها بالأرض خصوصا في الرقة السورية و الموصل العراقية وهو محدث ايضاً في الباغوز و الهجين حيث استخدم الفوسفور الابيض المحرم طويلاً أكثر من عشرات المرات.

حيث أدت الضربات العسكرية الى استشهاد مئات المدنيين و اصابة الاف الآخرين بجروح بليغة، وكانت تلك محاولة من التنظيم لرسم صورة للهزيمة على أنها مقاومة بطولية أخيرة ضد قوة قاهرة ودعوة لآخرين لحمل السلاح.

لكن اللقطات التي نشرتها قوات “قسد” في الأسابيع الماضية كانت تظهر صفوفا طويلة من المسلحين البائسين المستسلمين في مناطق قاحلة وقد خابت آمالهم.

وكانت قوات ”قسد” و ”التحالف الدولي” بقيادة أمريكا أجرت سابقاً اتفاقاً مع تنظيم “داعش ” و الذي قضى بنقلهم من مدينة الرقة إلى ريف دير الزور.

يذكر أن الجيش العربي السوري ، حارب “داعش” وبقية التنظيمات الإسلامية المتشددة المدعومة من الخليج وتركيا ، على امتداد الأرض السورية ، وقدم الاف الشهداء ، مستعيدا معظم أراضي الجمهورية العربية السورية.

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى