سوريا تشتري القمح من البحر الأسود .. 200 ألف طن بسعر 252 دولاراً للطن
اشترت المؤسسة السورية العامة لتجارة وتصنيع الحبوب 200 ألف طن من قمح البحر الأسود في أحدث مناقصة عالمية تطرحها، بسعر بلغ252 دولاراً للطن شاملاً تكاليف الشحن.، بحسب ما نقلت وكالة”رويترز”.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، قالت في تقرير لها نهاية عام 2018، إن “محصول القمح في سوريا هذا العام كان الأدنى في 30 عاما، حيث انخفض حوالي 30 بالمئة بفعل الحرب والجفاف.”
وأضافت الفاو أن “الإنتاج بلغ 1.2 مليون طن في 2018، مسجلاً أقل مستوياته منذ 1989، ومقارنة مع متوسطه السنوي قبل الأزمة البالغ 4.1 مليون طن.”
وتراجع محصول القمح عام 2018، رغم تحسن الوضع الأمني وعودة الإستفادة من الأراضي الزراعية، بسبب عدة عوامل منها تضرر البنية التحتية وموجات الجفاف التي تعرضت لها مناطق زراعة القمح.
وشهدت سنوات الحرب عمليات سرقة عدة لصوامع الحبوب في المحافظات المنتجة، ففي عام 2012 بدأ “الجيش الحر” بسرقة صوامع الحبوب في مدينة حلب وبيعها إلى تركيا بسعر 470دولاراً للطن.
يضاف إلى سرقة الصوامع منع الفلاحين من بيع محصولهم أو تسويقه إلا بعد فرض أتاوات عالية لنقل المحصول، وحرق الأراضي المزروعة بالقمح، والإصابات المرضية التي انتشرت في المحاصيل، الأمر الذي جعل سوريا تستهلك مخزونها الإحتياطي من القمح الذي كانت تصدره قبل الأزمة.
كما تسيطر “الوحدات الكردية” على الصوامع المعدنية التي بنتها الحكومة السورية في منطقة “عين العرب” منذ أكثر من عشر سنوات، وتحيط الجماعات المسلحة بالصوامع المغلقة ببوابات إالكترونية في منبج.
وفي سراقب، أجبر مسلحو “الهيئة الشرعية”، التابعة لـ “جبهة النصرة”، الفلاحين على بيع القمح بسعر منخفض جدا عن السعر الذي قدمته الحكومة.
وساهمت كل هذه العوامل بتحول سوريا من دولة مصدرة للقمح القاسي، الذي كانت تشتري بثمنه القمح الطري المناسب للخبز، إلى دولة مستوردة للمادة الإستراتيجية، بحسب تقارير إقتصادية.
وكانت سوريا استوردت من روسيا 76500 طن من القمح في عامي2017-2018، حسبما تظهره بيانات الجمارك الرسمي، دون أن يشمل ذلك الرقم كامل الإمدادات القادمة من منطقة القرم، لكن محصول القرم تضرر من الجفاف هذا العام وثمة دعوات لتعليق الصادرات.
تلفزيون الخبر