“تأثير قلم الحمرة” هل يطغى في سوريا.. وماهو تأثيره في الأزمة الحالية؟
عند ذكر “قلم الحمرة” سرعان ما يتبادر إلى الأذهان أن “قلم الحمرة” شيء معروف بالنسبة للسيدات على أنه أداة من أدوات التجميل سهلة المنال والتي يمكن شراؤها من محل شعبي أو من أهم محال ماركات أدوات التجميل، أو المسلسل السوري المعروف.
لكن لقلم الحمرة تأثير ونظرية سميت باسمه، ففي خضم الأزمات الاقتصادية، التي تعيشها سوريا حالياً، يطفو على السطح “تأثير قلم الحمرة”.
والتوضيح البسيط لاستخدام هذا المعنى هو أنه عندما لا نستطيع شراء المنزل أو السيارة التي كنا نحلم بها بسبب الأزمة الاقتصادية، أو عندما لا نتمكن من قضاء العطلة الصيفية المقررة في أحد المنتجعات ونلغيها، سيكون بمقدورنا في المقابل شراء “قلم حمرة” من أفخر الماركات العالمية.
وابتدع مصطلح “قلم الحمرة” ليونارد لاودر، رئيس مجلس إدارة شركة إستي لودر، في عام 2001، عندما لاحظ أن مبيعات أحمر الشفاه، ارتفعت بمعدّل 11% خلال الأزمة الاقتصادية في العام 2001، بحسب مواقع مختصة.
وجاء اقتراح لاودر بعد ملاحظته وجود علاقة تناسب عكسي ما بين الوضع الاقتصادي و مبيعات أحمر الشفاه، حيث حققت مبيعات أحمر الشفاه أداءاً جيداً أثناء الأزمات الاقتصادية، وأداءً سيئاً عندما كان الاقتصاد قوياً.
وعانت نظرية “قلم الحمرة” من انتكاسة خلال عامي 2008و 2009، حيث انخفض إجمالي المبيعات في كل من أميركا و أغلب البلدان الأوروبية.
ففي العام 2000 كان أحمر الشفاه، أما في العام 2008 كان طلاء الأظافر، وخلال 2008/2009 تحوّل طلاء الأظافر إلى السلعة الأكبر نمواً في عالم التجميل، حيث أقبلت النساء اللاتي فقدن قسم من أموالهن جراء الأزمة على شراء هذا النوع من مستحضرات التجميل.
وأدت هذه التطورات و التغيرات إلى تطوير فكرة “تأثير قلم الحمرة” لتشمل كامل المنتجات الفاخرة ذات الأسعار المعقولة، و نتج عن ذلك وجود عدة مؤشرات و تأثيرات مشابهة لتأثير تلك النظرية.
وفي سوريا، كانت أكدت دراسة سابقة أن أغلب النساء السوريات خلال السنوات الأخيرة يصرفن ثلث رواتبهن على شراء مستحضرات التجميل سواء الماركات الوطنية أو العالمية منها.
ويشكل أحمر الشفاه أحد الأمثلة التي تنسحب على الأجهزة الإلكترونية الصغيرة، النظارات الشمسية، والمطاعم الفخمة، حيث يُعَد “تأثير قلم الحمرة” واحد من الأسباب التي تجعل قطاعات المطاعم والترفيه والمنتجات الفخمة متوسطة الأسعار تعمل بشكل جيد أثناء الأزمات الاقتصادية.
ويأتي ذلك بسبب لجوء المستهلكين الذين يعانون من الضوائق المالية إلى طرق علاج تنسيهم مشاكلهم المالية، أو قد تكون ذاكرتهم الجينية تؤثر بهم و تدعوهم إلى البحث عن شريك.
لكنهم بكل الأحوال لا يستطيعون أن يذهبوا في عطلة إلى إحدى الجزر الاستوائية، ما يدفعهم لشراء هاتف جديد، أو تناول الغداء في مطعم فخم، أو حتى شراء “قلم حمرة”.
و من وجهة نظر نفسية، فإن “تأثير قلم الحمرة” يمكن أن يشكل نوعاً ثالثاً من المنتجات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغرائز البقاء القديمة لدى أجداد الإنسان.
ورأت بعض الدراسات النفسية أن قلم الحمرة أو مستحضرات التجميل والزينة، والتي تتغيّر وتتبدّل بحسب الزمان والمكان، تنجح في تحسين مظهر الإنسان، و تزيد فرصته في إيجاد شريك ملائم خلال الأزمات.
يذكر أن مصطلح “قلم الحمرة” المجازي ظهر جلياً في السنوات الأخيرة في سوريا، حيث كثرت “الكافيهات” والمطاعم الفخمة والمنتجعات ومراكز التجميل، واستجدت في المجتمع ظواهر جديدة كالحفلات و”الصبحيات” والمسويات، وامتلأ السوق بأحدث أنواع الجوالات.
لينهال عليها الفارون من ضيق العيش غير آبهين بفتح “مطموراتهم” التي مهما جمعت من بقايا رواتبهم لايمكنهم أن يقتنوا من خلالها أكثر من “قلم حمرة”.
روان السيد- تلفزيون الخبر