الرياضة السورية .. “نسور قاسيون” يلوّنون سنة 2018 .. ونادي الجيش يهيمن على البطولات
حققت الرياضة السورية خلال عام 2018 إنجازات فردية عديدة وحصد لاعبو منتخباتنا 363 ميدالية متنوعة (135 ذھبية و102 فضية و126 برونزية) في بطولات عديدة إلا أن أخبار “نسور قاسيون” كانت الحدث الأبرز الذي لوّن العام المنصرم وأبقى السوريين على قيد التفاؤل والفرح.
بدأ منتخبنا الوطني مبكرا بالتحضير لبطولة الأمم الآسيوية 2019 مع تسلّم المدرب الألماني بيرند شتانغه دفة قيادة المنتخب في شهر شباط.
المدرب الأجنبي الذي طالب فيه السوريون مرارا وقّع مع اتحاد كرة القدم عقدا يمتد لمدة عام كامل قابل للتجديد، مقابل 35 ألف دولار شهريًا .
وكان من أبرز شروطه تأمين معسكر للمنتخب في النمسا مع مباريات ودية، وصرف مكافأة مالية يحددها الاتحاد في حال تحقيق لقب كأس آسيا.
وشارك منتخبنا بقيادة شتانغه في دورة الصداقة الودية بالعراق، فتعادل مع العراق وقطر، ثم تحقق في شهر حزيران أهم شروط شتانغه وهو معسكر النمسا وكان أول تجمع حقيقي ونوعي للمنتخب خاض بعده 6 مباريات دولية ودية.
وواجه المنتخب منذ أيلول الماضي، 6 منتخبات آسيوية، حيث تعادل في الأولى مع أوزبكستان 1-1 في مباراة اعتبرها النقاد نقلة نوعية لأداء المنتخب من حيث المستوى الفني، لكنه عاد وخسر في الثانية مع قيرغيزستان 2-1 ، ثم فاز على البحرين 1-0، ثم خسر مع الصين 2-0.
تفاوت نتائج المنتخب خلال المباريات الودية واستبعاد فراس الخطيب وانسحاب أحمد الصالح من معسكر النمسا ثم اعتذار حميد ميدو وإياز عثمان، دفع الجمهور إلى توجيه انتقادات للمدرب شتانغه مع الاقتراب من موعد الاستحقاق الآسيوي المنتظر .
إلا أن الثقة أعيدت سريعا بالمدرب الألماني بعد التعادل مع عمان 1-1 ، و الفوز في المباراة الودية الأخيرة على الكويت 2-1، وعودة قلب الدفاع أحمد الصالح واستدعاء فراس الخطيب إلى معسكر دمشق .
ويمكن اعتبار عام 2018 هو عام التحضير المثالي الأبرز عبر التاريخ لمنتخب سوريا بكرة القدم، حيث توفر للاعبين المحترفين الإمكانات المادية والفنية والمدربين الأجانب والمعسكرات الدولية والمباريات الودية والدعم الجماهيري والإعلامي والإرادة من كل الأطراف لتحدي الظروف الراهنة وتحقيق إنجاز رياضي سوري تاريخي .
وعلى صعيد كرة القدم وكرة السلة المحليتين، هيمن نادي الجيش على ألقاب عام 2018، و حقق لقب الدوري السوري الممتاز بكرة القدم لموسم 2017-2018 للمرة الـ ١٦ في تاريخه والرابعة على التوالي.
كما حقق الجيش لقب كأس الجمهورية للمرة التاسعة في تاريخه إضافة إلى كأس السوبر، لكن على الصعيد الخارجي أُقصي من الدور التمهيدي لبطولة كأس زايد للأندية العربية، بخسارته ذهابا وإيابا أمام المريخ السوداني.
وودع فريقا الجيش والوحدة مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، من الدور الأول، حيث احتل الجيش المركز الثالث، في المجموعة الثانية، برصيد 7 نقاط، فيما تأهل العهد اللبناني والزوراء العراقي.
وجاء فريق الوحدة في المركز الرابع، في المجموعة الرابعة، بـ5 نقاط، بينما تأهل عنها الفيصلي الأردني وظفار العماني.
وشهد عام 2018 تأهل نادي الساحل للدوري الممتاز لكرة القدم، لأول مرة في تاريخه، مع انطلاقة قوية انتصر فيها على الكرامة والوحدة، إلا أنه أنهى مرحلة الذهاب في المركز العاشر، برصيد 15 نقطة.
من جهة ثانية، وصل منتخبنا الأولمبي في عام 2018 إلى الدور ربع النهائي من دورة الألعاب الآسيوية بعد أن تجاوز في الدور الأول، الإمارات بهدف نظيف، وتيمور الشرقية (5-2)، فيما خسر (3-0)، أمام الصين.
لكنه خسر الأولمبي في ربع النهائي أمام فيتنام (0-1) ، في الوقت الإضافي الثاني، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
وفي بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة التي أقيمت في الصين، خرج منتخبنا الأولمبي من دور المجموعات بعد خسارة من أستراليا 3-1 وتعادلين من دون أهداف مع كوريا الجنوبية وفيتنام.
وفي كرة السلة حصد فريق الجيش لكرة السلة البطولات المحلية، فتوج بلقبي الدوري والكأس للرجال والسيدات، بعد منافسة قوية مع الاتحاد الحلبي، الذي خسر في نهائي الدوري 81-67، وفي نهائي الكأس 73-67 بينما حافظ الاتحاد على لقب دوري كرة اليد، بعد فوزه على الجيش في النهائي، بنتيجة 28-24.
وتعرض نادي الاتحاد لعقوبات قاسية، تمثلت بإيقاف مدرب كرة السلة عثمان قبلاوي لمدة عام وشطبه من لائحة المدربين السوريين مع دراسة فصله من منظمة الاتحاد الرياضي العام، إضافة إلى غرامة مالية تجاوزت المليون ليرة بسبب تصريحات أدلى بها المدرب عبر “الفيسبوك”.
وتراجع أداء منتخبنا السلّوي، في انعكاس لتراجع اهتمام الأندية السورية باللعبة حيث خسر في الدور الثاني من تصفيات كأس العالم أمام نظيره الأردني بنتيجة 62-87 نقطة وأمام نظيره اللبناني بنتيجة 63-87 نقطة وخسر مع الأردن بنتيجة 72-109 نقاط.
ورغم الخسارات الثقيلة، تأهل منتخبنا للرجال بكرة السلة إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم بعد الفوز على المنتخب الهندي 81 – 76 نقطة، كما حقق منتخب الشابات بكرة السلة المركز الثالث للمستوى (ب) في البطولة الاسيوية.
وشهد عام 2018 اعتزال نجم منتخب سوريا بكرة السلة ميشيل معدنلي بعد أكثر من 20 سنة في الملاعب، شارك فيها مع أنديتنا المحلية (الجلاء والجيش)، إضافة إلى تجارب احترافية خارجية في الدوري الصيني، والفلبيني.
وفي السباحة حقق لاعبو سوريا انجازات عديدة و أحرز أيمن كلزية 3 ذھبيات وفضية في بطولة ماليزيا الدولية، و فضية في بطولة تايلاند الدولية، و فضية وبرونزية في بطولة الجائزة الكبرى في التشيك، فيما أحرز فراس معلا ذھبية فئة الماسترز في بطولة روسيا الاتحادية .
وأحرز صالح محمد ذھبية بطولة تايوان الدولية بينما أحرزت بيان جمعة فضية بطولة فرنسا المفتوحة وذھبية وبرونزية في بطولة الأندية الفرنسية .
ومن أبرز الانجازات أيضا، تأهل كل من السباحين أيمن كلزية وآزاد برازي وبيان جمعة إلى بطولة العالم في الصين 2019.
وفي الفروسية حدث انجازين مهمين أولهما فك جزئي للحظر عن الخيل في سوريا وعودة إقامة بطولة دمشق الدولية بتصنيف نجمتين.
كما شهد عام 2018 حصول سوريا على ميدالية برونزية خجولة في دورة الألعاب الآسيوية الـ 18، والتي أقيمت في إندونيسيا، وضعت سوريا في المرتبة الأخيرة بين الدول العربية التي شاركت في الدورة.
ومع تفوق الحالات الرياضية الفردية على الانجازات الجماعية برز في عام 2018 حدثٌ فريدٌ تمثل بتحقيق رياضي سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة ميدالية برونزية أسيوية في بطولة للأصحاء.
وحقق يحيى أبو مغضب برونزية آسيا للقوة البدنية (رفعات الصدر- بنش بريس) التي أقيمت في الإمارات لوزن 59 كغ، متفوقاً على عدد كبير من أبطال اللعبة الأصحاء، على الرغم من إعاقته التي يعاني منها منذ الصغر.
كيان جمعه – تلفزيون الخبر