ثانوية “رابعة العدوية” الصناعية المهنية .. الموزاييك الدمشقي بأيد فتية
في حارات دمشق العتيقة وبين أزقتها، بيوت تتشابه في طرازها وبناءها الداخلي المصمم بغرف كثيرة، ليجمع العائلات الكبيرة، وما لا يخطر في البال أن بعض هذه البيوت بغرفها الواسعة تحولت مع الزمن الى مدارس، خرجت عن النمط المعروف للبناء المدرسي لضرورات عدة.
إحدى هذه البيوت، بجدرانها القديمة وأبوبها الخشبية المتعبة، هي مدرسة مهنية تحمل اسم “رابعة العدوية”، وللمفارقة فهي مدرسة صناعية اختصاص نجارة.
وعلى مدخل المدرسة، وضعت لوحة جدارية، تحكي عن الشاعرة المتصوفة، التي سميت المدرسة باسمها، وعلى جوانب “أرض الديار” التي تتوسطها بحرة، توزعت مايشبه قاعات دراسية، تضم شبانا صغارا لم يحالفهم الحظ بعلامات عالية في شهادة التعليم الأساسي، فكان التعليم المهني الذي لا يحتاج علامات عالية في انتظارهم.
وقال مدير الثانوية ، الأستاذ عبد الله الرجا، لتلفزيون الخبر، “كانت المدرسة في البداية مدرسة للخيط العربي والموزاييك أنشأت عام ،1996 وكنوع من احياء الحرف والتراث تقرر ادخال الموزاييك في التعليم”.
وأضاف الرجا “كانت المدرسة في البداية في بيت عربي آخر بمنطقة البزورية، وكان اسمها “أحمد مريود”، وتغير اسمها عام 2001 لتصبح “رابعة العدوية”، أما هذا البناء فانتقلنا اليه عام 2006، وهو بناء قديم ويحتاج الكثير من الترميمات”.
وتابع الاستاذ “تطورت المناهج وأجري عليها تعديلات في عام 2011، فأصبحت تشمل أغلب اختصاصات النجارة، نجارة الموبيليا والزخرفة الشرقية والخراطة والحفر على الخشب والموزاييك، أي أنها تعلم الطلاب خمس حرف في نفس الوقت”.
وأوضح الرجا “تخدم المدرسة أبناء محافظة دمشق وعدة مناطق أخرى، خاصة بعد إغلاق مدرسة الصناعة الرابعة في منطقة القابون نتيجة الأحداث، وتؤهل شهادة التعليم المهني التي يحصل عليها الطالب للدخول الى معهد التصميم الداخلي والعمل كمساعد مهندس ديكور”.
وعن الصعوبات والمشاكل التي تواجهها المدرسة، قال الأستاذ “تعاني المدرسة من بعض الاهمال، فشهادة الثانوية التي يحصل عليها الطالب لا تؤهله لدخول أي فرع في الجامعة، حتى بالنسبة للطالب الأول على مستوى سوريا، كما هو الحال في باقي فروع الصناعة، وطالبنا عدة مرات بإعادة النظر بخصوص هذا الموضوع”.
وتابع الرجا “نتمنى أن يسمح لطلابنا بدخول كلية الفنون الجميلة، فهم يتلقون دروسا متقدمة في الرسم والتصميم لمدة ثلاث سنوات، ما يجعلهم مؤهلين لدراسة هذا الاختصاص، ونيل شهادة عليا فيه”.
وأضاف الرجا “فضلا عن أن بناء المدرسة أصبح قديما ومتصدعاً، وطالبنا بنقلنا الى منطقة البرامكة، حيث توجد مدرسة للصناعة باختصاصات مختلفة، وتتوافر المواد والآلات بشكل أفضل”.
وأشار الرجا إلى أن “وزارة التربية تقوم بتأمين مستلزمات المدرسة من مواد أولية، غير أن ارتفاع اسعار هذه المواد، خاصة الخشب بأنواعه المتعددة، يستلزم زيادة مخصصات المدرسة”.
وشاركت المدرسة في معرض دمشق الدولي بعدة مصنوعات، ضمن قسم وزارة التربية، وجميعها من تصميم وصناعة مدرسي وطلاب المدرسة، وهي صناعة يدوية مميزة وتتطلب مهارة ولمسة جمالية خاصة.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر