هل يتحول الحلم إلى كارثة .. ماذا يحصل داخل أروقة منتخبنا الوطني ؟
لم يكن منتخبنا في تصفيات كأس العالم فريقاً سهلاً للجميع، كما كانت تشير التوقعات، حيث قارع كبار منتخبات القارة الآسيوية وسجل على إيران التي لم يستطع أي منتخب التسجيل في مرماها، وأحرج كوريا وأتعب أستراليا.
الأداء الكبير الذي أوصل المنتخب إلى ماقبل خطوة من كأس العالم، دفع الجميع للمطالبة بالاعتناء به أكثر، فتم الاستغناء عن المدرب أيمن الحكيم، وجلب المدرب الألماني بيرند شتانغه، الذي كان يدرب بيلاروسيا.
وقبل ثلاثة أشهر من انطلاق البطولة القارية، بطولة آسيا، المنتخب حالياً “حالو ما بتبشر بخير”، بحسب الجمهور، بالتأكيد المدرب الألماني أضاف لمسته الواضحة، ولكن المشاكل المتتالية أدت لغياب الروح عن المنتخب، حيث بدا اللاعبون وكأنهم مجبرون على اللعب وتناقل الكرة.
وماهي إلا أشهر حتى بدأت التخبطات، وكان أولها صخرة الدفاع والكابتن الثاني أحمد الصالح، الذي غادر بعثة المنتخب في معسكر النمسا وأعلن اعتزاله، ليعود عن قراره بعد يوم واحد من الاعتزال، ويصرح بأنه جاهز لتمثيل المنتخب في أي وقت.
لكن قضية الصالح لم تنتهِ عند هذا الحد، حيث قرر الكادر الفني للمنتخب استبعاده بحجة أنه منقطع عن اللعب لمدة طويلة، على الرغم من تدريباته المستمرة مع نادي الجيش وانتقاله بعدها لنادي العهد اللبناني.
ومن نظرة فنية قال كابتن منتخب سوريا الأسبق زياد شعبو لتلفزيون الخبر إن “أحمد الصالح هو ركيزة أساسية من ركائز دفاع منتخبنا، ووجوده ضروري وخاصة في ظل المعاناة بالخط الخلفي”، مضيفاً أنه “لو تم استدعاؤه على وديتي البحرين والصين لكان استعاد لياقته ولو لعب لمدة نصف ساعة”.
وما إن تقبلت الجماهير فكرة استبعاد الصالح، لتأتي الصدمة الثانية وهي استبعاد الكابتن الأول للمنتخب فراس الخطيب، بحجة أنه أصبح كبيراً في العمر وغير قادر على مجاراة الرتم السريع للمنتخب، وتالياً لأنه فضّل التحليل في كأس العالم لأحد القنوات بدلاً من معسكر النمسا.
وبدا كلام المدرب مقنعاً في البداية لبعض الجماهير، ولكن بعد ودية البحرين وظهور المنتخب بمستوى غير مقنع جعل مطالبتهم بوجود الخطيب أولوية، لأنه برأيهم لاعب حاسم وعندما يدخل يغير مجرى المباراة ويمنح الثقة للفريق.
واستشهدت الجماهير باللاعب الأسترالي تيم كاهيل، الذي أخرج منتخبنا من الملحق المؤهل لكأس العالم عندما سجل عليه في الدقيقة 117 وعمره يقارب 37 عاماً، وهذا ما يعني أن عامل الخبرة أحياناً يكون أفضل من عامل اللياقة.
وأضاف الشعبو “الكابتن فراس الخطيب وجوده ضروري في المنتخب، لأننا لا نملك الكثير من نوعيته، فهو قادر بعشر دقائق على تغيير النتيجة، من خلال خبرته وشخصيته القيادية ضمن الملعب”.
وبالتزامن مع تبريرات غياب الصالح والخطيب، عاد الخريبين للمنتخب بعد اعتذاره عن رفضه عدة مرات الالتحاق بالمنتخب بحجة أنه مريض، علماً أنه كان بنفس الوقت يتواجد مع ناديه ويسجل أهدافاً.
وشكّل قرار عودة الخريبين بعد اعتذاره حالة من التناقض في رأي الجماهير، متسائلين كيف يتحدث المدرب وإدارة المنتخب عن الفكر الاحترافي، وتطبقه على أحمد الصالح وفراس الخطيب، بينما غضت نظر عنه بما يخص موضوع الخريبين، على اعتبار أن المنتخب أكبر من الجميع.
واستمرت الحالة غير الصحية في صفوف المنتخب، ووصلت إلى اللاعب حميد ميدو، الذي غادر معسكر المنتخب إلى الكويت بعد مباراة المنتخب في البحرين ورفض المتابعة إلى الصين.
وأصدرت بعدها إدارة المنتخب بيان ترفض فيه تصرف ميدو، وتعلن أنه محروم من المشاركة مع المنتخب في الوديات المقبلة، وفي بطولة كأس آسيا أيضاً، لأنه لم يحترم إدارته وزملاءه وقلل من شأن المنتخب الذي هو شرف للجميع.
وبعد مغادرة ميدو للمعسكر، اتهم شقيقه محمد ميدو، لاعب النواعير، مساعد المدرب طارق جبان بأنه أساس المشاكل في المنتخب، قائلاً أنه يقوم باختيار اللاعبين بما يتناسب مع مصالحه الشخصية.
ونشر حميد ميدو بعدها، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، توضيحاً حول بيان المنتخب قال فيه إن “بيان اتحاد الكرة كان غير صحيح لأني لم اعترض على هكذا أمر سابقاً”.
وتابع ميدو “اعتراضي كان أنه في حال لن يتم اشتراكي في اللعب، أفضل عدم السفر إلى الصين، وهذا الأمر كان نقاش طبيعي وليس بغضب كما ذكر في البيان الصحفي”.
وأوضح ميدو “تصرفي وقراري أسبابه فنية للحفاظ على لياقتي البدنية كلاعب، حيث أنه من غير المعقول تحمل عناء سفر طويل وأن أبقى لمدة 15 يوم بدون لعب، وهذا الشيء يؤثر سلباً على أي لاعب”.
وأكد ميدو “بخصوص الإساءة لقميص منتخب سوريا، استغرب جداً هكذا تصريح من اتحاد كرة يعلم تماماً ولائي للعب بقميص بلدي بكل فخر، والذي عبر سنين وسنين لم أتردد للعب معه يوماً، في الوقت الذي اعتذر فيه أكثر من لاعب عن المشاركة سابقاً!”.
وغمز ميدو إلى أن “القرارات ليست كلها من شتانغه، قائلاً بطريقة ساخرة “بخصوص أن القرارات هي من السيد شتانغه ولا أحد يتدخل فيها سواء اتحاد الكرة أو شخص آخر.. فهذا الكلام لاااااا غبار عليه !!!”.
فيما يرى الكابتن شعبو بأن “تصرف ميدو هو خاطئ قولاً واحداً، ولا يجب على أي لاعب منتخب أن يتصرف بهذه الطريقة، بغض النظر عن الأسباب التي جعلته يقرر مغادرة المعسكر”.
وتابع الكابتن زياد لتلفزيون الخبر عن الحالة غير الصحية التي وصل لها المنتخب بعد نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم، “بالرغم من محبتنا الكبيرة لاتحاد الكرة، ولكن لا يمكن أن يقود شخص كرة القدم وهو لا يعمل بها منذ البداية”.
وأردف الشعبو “كرة القدم ليست بالأمر السهل، ويجب على من يقودها أن يكون عارف لكل تفاصيلها، فأنا مثلاً لا يمكنني أن أصبح نقيب أطباء، ومجال عملي هو كرة القدم”.
ووصف الشعبو الحالة قائلاً “هناك فجوة كبيرة وشرخ بين الجماهير وبين إدارة كرة القدم لدينا، فمن غير الصحيح أن تكون الجماهير تفهم بكرة القدم أكثر من القائمين عليها، هذا ما يعني أن هناك مشكلة كبيرة، وإن يتم حلها فالخوف يزداد من كارثة في آسيا”.
واستغرب شعبو “كيف لاتحادنا أن يهتم بالطابق الأخير، وهوالمنتخب، بينما الطوابق السابقة له مهملة ولا يتم العمل عليها والقواعد ضعيفة، وما حققناه في تصفيات كأس العالم ليس بالضرورة أن يستمر معنا، فكرة القدم أصبحت علم، كما أن القواعد والناشئين أساس أي منتخب يريد تحقيق نتائج”.
وتمنى شعبو من مساعد المنتخب، طارق جبّان، أن “يتكلم للجماهير وينفي مايتم تداوله بأنه هو المسؤول عن هذه التخبطات لمصالحه الشخصية”، مضيفاً “أنا أعرف من هو الجبّان وبأنه لا يقوم بتصرفات كهذه”.
وكان شعبو نشر عبر صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك” بعد نهاية المباراة الودية مع البحرين “ممكن المدرب الألماني يكون طلب لاعب من اللاعبين يلي ذكرتون فوق و هاللاعب غير مرغوب فيه من قبل شخص معين انتو صرتو بتعرفوه”.
وأكمل شعبو “هون شو بيصير ؟ بيقلولوا للمدرب الالماني هاد اللاعب ازعر و بيسكر و بيصاحب نسوان و خريج سجون، الألماني خطيتو بيخاف و بيقلن بلاه (حكيي دقيق ١٠٠ بالمية و القصة صارت كتير )”.
وختم شعبو منشوره “الوقت مانو بصالحنا أبداً ، لهلق فقط ٥ لاعبين مأكدين بالتشكيل الاساسي و الباقي عميتجرب ، و من هون لكأس اسيا ممكن ما نلعب اكتر من ٣ أو ٤ مباريات”.
وأردف الشعبو “بعمري ما انتقدت لاعب من المنتخب كلون اخواتي و علاقتي فيين اكتر من ممتازة و دائما بقول أنو ما ذنبون و هنن ضحية تخطيط غلط ، لذلك ما حدا قادر ينزع هالعلاقة يلي عمرا اطول من وجود البعض بالوسط الرياضي”.
وتطالب الجماهير السورية بأن يتم استدعاء فراس الخطيب وأحمد الصالح لأنهم كباتن سابقين للمنتخب، وقدموا الكثير معه ومازالوا قادرين، وأن يتم منح فرص لجميع اللاعبين لأن هذه البطولة هي ضرورية للسوريين ومهمة لهم.
وقصة الصومي لوحدها تثير أسئلة عديدة، فاللاعب الذي عاد للبلاد وأخرج هوية وجواز سفر، وتواجد عدة مرات مع المنتخب ولكن على الدكة، ولم يلعب أي دقيقة، والحجة أن مستواه غير جيد، ولكن أليس من حق الجمهور مشاهدة هذا للاعب في المباريات التحضيرية ؟.
وكان لاعبو المنتخب السوري ورئيس اتحاد الكرة فادري الدباس قدموا وعودهم للجماهير بعد نهاية تصفيات كأس العالم، وصلت بعضها إلى الحصول على كأس آسيا أو التواجد بين الأربعة الكبار .
ولكن ما يحصل الآن داخل صفوف المنتخب يضع الكثير من إشارات الاستفهام ويزيد من مخاوف الجماهير بحسب تعبيرهم، بأن لا تكون مشاركتنا في البطولة الآسيوية لمجرد المشاركة فقط.
يذكر أن منتخبنا كان يعيش خلال تصفيات كأس العالم حالة من الثبات أكثر من التي يعيشها الآن، وبأن اتحاد الكرة يفترض أنه يتعامل بطريقة احترافية أكثر الآن، ولكن ما أدى للوقوع في عدة مطبات وهزات غير مطلوبة قبل البطولة بثلاثة أشهر.
وترى فئة من الجمهور أن الكلام عن المنتخب حالياً قد يشوش على اللاعبين ، ويخلق أجواء غير مناسبة ، إلا أنه على ما يبدو أن الوضع داخل المنتخب غير صحي، وبحاجة إلى مصارحة قبل ثلاثة أشهر من البطولة التي تحولت لدى البعض من حلم إلى خوف من كارثة.
فراس معلا – تلفزيون الخبر