عقول كبيرة في معرض الباسل للاختراع تنتظر الدعم المناسب
تضمن معرض دمشق الدولي بدورته الستين مشاركة عدد كبير من المخترعين السوريين والشباب الواعد من خلال معرض الباسل للإبداع والاختراع، الذين قدموا العديد من الاختراعات والمشاريع التي من الممكن أن تفيد قطاعات البلد المختلفة.
ومن أبرز ما تضمنه معرض الباسل للإبداع مشروع جهاز خاص يُمكّن السيارات من استخدام المياه عوضاً عن البترول، وذلك عبر استخراج الهيدروجين من المياه واستخدامه كوقود.
وقال الطالب في جامعة دمشق عبد العزيز رشيد أبو العينين لتلفزيون الخبر إن “الجهاز عبارة عن منظومة تفصل الماء عن الهيدروجين، ومنه يستخدم هذا الهيدروجين لتشغيل المحركات”.
ولفت أبو العينين إلى أن “الجهاز يمكن أن يستخدم بنواحي عديدة لتشغيل المحركات”، مضيفاً: “نرى أن أهم تلك النواحي محركات السيارات، حيث يمكن جعل المياه بديل عن البترول، واستخدامه يصبح استخدام لطاقة بديلة متجددة”.
ونوه أبو العينين إلى أن “الاختراع قدم بنموذجه الأولي عبر رعاية من جمعية نور للإغاثة والتنمية، ومع ذلك فإن هكذا مشروع يحتاج لدعم واهتمام حكومي من أجل تطبيقه في البلد، ووجود رأس مال عبر مستثمرين من أجل تطبيقه”.
بدورها، شرحت الطالبة المشاركة بالاختراع كاترين عدنان علي أن “الجهاز يقوم على التحليل الكهربائي لاستخراج الهيدروجين، مع تغذية كهربائية أيضاً للطاقة مئة بالمئة”.
وأضافت علي أن “التغذية الكهربائية تتم من أجل تعويض النقص في الطاقة الموضوعة لاستخراج الهيدروجين، ومنه فإن الجهاز قائم على تيارات كهربائية مع دارات الكترونية”.
ومن الاختراعات المميزة أيضاً “وشيعة تسلا” التي قدمها أربعة طلاب من الكلية التطبيقية في جامعة تشرين، التي تقوم على توليد الطاقة ونقلها لاسلكياً دون أي ضرر للإنسان.
والمشروع المقدم هو من الطلاب لمك عكاري وخديل زويغة وعلي أحمد وعبد القادر أبو بكر، حيث تحدث عكاري لتلفزيون الخبر أن “وشيعة “تسلا” تنقل الطاقة على مبدأ الـ Wi Fi فيكون نقل الطاقة أعظمي بدون الضياعات التي تسببها الأسلاك”.
وأضاف أن “الفكرة مستمدة من العالم تسلا الذي خطط لبناء خمسة أبراج من هذا النوع تمد الكرة الأرضية بالكهرباء المجانية، لكن ونظراً لخلافات مع منافسه أديسون الذي سعى لكسب مادي دمرت الأبراج”.
ويقدم الشبان المشروع عبر عرض يتيح للزوار لمس التيار الكهربائي بأيديهم لمن يرغب لإثبات عدم خطورة الأمر، علماً أن الجهد الكهربائي المقدم يصل من 100 ألف فولط وحتى مليون فولط.
وعن السلامة الطرقية، شهد المعرض تقديم نموذج لمشروع الطالبين محمد حسان دله و محمود حمادة من جامعة تشرين، الخاص بالإشارات المرورية الذكية المصحوبة بكاميرات تتصل مع دارة تلتقط صوراً للسيارات المخالفة بقطع خط ليزري عند إشارة المرور.
وشرح دله لتلفزيون الخبر أنه “عندما تكون الإشارة خضراء تقدم إحصائية لعدد السيارات المارة عبر هذه الإشارة”.
وتابع: “ترسل أيضاً صور السيارات المخالفة واحدة لصاحب السيارة و الثانية لفرع المرور، حيث يعمل فرع المرور بنظام مؤتمت يحوي اسم و رقم و بيانات صاحب السيارة”.
وقال حمادة وأردف: “يساعد هذا المشروع على مساعدة الفروع الأمنية بتنظيم الأمن و شركات تأجير السيارات، كذلك الإسراع بعملية إفراغ السيارات المباعة، وهو يحتاج لكاميرات احترافية تركب بزوايا مناسبة و قدرة على التصوير في الظلام و الأنفاق، و بذلك يتحول شرطي المرور لشرطي آخر الكتروني”.
وشاركت الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق في المعرض أيضاً باختراع يولد طاقة كهربائية من مسامير الطرقات.
وقال نائب رئيس الجمعية أحمد نجيب إن “الفكرة من الاختراع هي إعادة تدوير الوقود المستخدم في السيارات لتوليد طاقة كهربائية يستفاد منها في إنارة الطرق، و كأن كل سيارة تعبر الطريق تحمل مولدة من خزان الوقود”.
وأشار أحمد إلى أن “المسامير البيضاء والصفراء تولد طاقة نصف أمبير لكل مسمار و يمكن لمئة مسمار شحن بطارية سيارة 50 أمبير تمد الشارع بإضاءة لمدة ثماني ساعات”.
وبحسب نجيب فإن الجمعية “تحاول الاستفادة من المخلفات الموجودة بالشوارع لتعيد تجميعها بمسامير طرقية تولد طاقة كهربائية نظيفة و يحافظ على البيئة من المواد المعاد استخدامها، ويكون مرور السيارات عليها آمناً نظراً لمرونتها كونها ليست مساميراً صمة”.
و تقدم الجمعية “حملات توعية تخص السلامة المرورية تناسب مختلف الفئات العمرية، كما خصت فئة الأطفال بأفلام سلسة تنشر مفاهيم حزام الأمان و عبور الطريق من مكانه و غيرها”.
ومن المشاركين ذو العمر الصغير الذي لم يكمل 19 عاماً بعد، المخترع عبد الهادي الخياط الذي قام بتصميم “معمل مصغر لإنتاج غاز الاوكسجين والهيدروجين”.
وأوضح الخياط أن الجهاز “اعتماده الأساسي على المياه، وهو عبارة عن خزان مياه صغير موصول بخلية كهربائية، تقوم على تحليل جزيئة المياه “H2O” لذرتين اوكسجين وذرة هيدروجين”.
ولفت إلى أن “الغاية من الجهاز الاستفادة من جزيئات الاوكسجين والهيدروجين بشكل منفصل، حيث يمكن استخدام غاز الاوكسجين للمرضى في المشافي، ويستخدم الهيدروجين لتوليد الطاقة الكهربائية، ولمولدات الكهرباء عوضاً عن الغاز الطبيعي والفيول، بالإضافة لمحركات الاحتراق الداخلي (السيارات، المولدات)”.
وأضاف الخياط “يوجد صمامات أمان في حال حدوث انفجار بالجهاز، حيث يتم الانفجار بالصمامات بدون أن يحدث خللاً في الجهاز”.
وتحدث الشاب عن آلية عمل الجهاز بأنه “يعبأ الخزان بالمياه وتدخل إلى الخلية، حيث يتم التحليل الكهربائي للجزيئات، فيصعد الغاز ماراً بالخزان ليتم فصلهم وتحويلهم إلى الفوهة الخارجية لينتج الغاز ويعبأ باسطوانات”.
وأشار إلى أنه “تم طرح الجهاز على الجهات المختصة، وتم تسجيل ملف عن الجهاز من قبل وزارة التجارة الداخلية وهو قيد الدراسة حالياً”.
كما عرضت طالبة هندسة المعلوماتية إيمان مشروع “مقلد طيران” أرضي، يحاكي عملية الطيران الجوي، “حيث يخضع المتدرب لظروف شبيهة بالظروف الحقيقية”
وشرحت إيمان أن “المشروع مؤلف من “كبينين” الامامي للمتدرب والخلفي للمدرب، ويتصلان بنظام قيادة أساسي لتصحيح الأخطاء”.
واضافت: “هذا الجهاز يحاكي الظروف والحالات التي تواجه الطيار، كعطل في الجناح أو توقف المحرك والهبوط على أرض زلقة”.
ونوهت الطالبة إلى أن “تكلفة هذا الجهاز تضاهي ثمن سيارة “فارهة” والداعم المبدئي لنا هو المعهد العالي للعلوم التطبيقية في حلب”.
وتضمن معرض الباسل أيضاً العديد من الاختراعات الأخرى كروبوتات إخماد الحرائق التي تعمل على الطاقة الشمسية وطابعة معادن نفيسة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة لأجهزة تنظيم عملية البيع في الأفران الكترونياً وجهاز تنبيه صوتي للمكفوفين، مع قسم خاص بالأدوية الطبية الطبيعية عن طريق الأعشاب.
تلفزيون الخبر